شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 76)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 76)
- المحتوى
-
م.ت.ف. والانتخابات الاسرائيلية...
بالغزى العسكري, ووفق قرارات الامم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية»(١؟).
لقد حسم هذا القراره بصورة واضحة؛ مبدا الاعتراف بدولة اسرائيل» وكل ما يتعلق بحدودها
الآمنة وغيرها من الامور. وكان الامر الجدير بالانتباه أن القرار لم يتضمن «حق العودة» في نطاق
الحديث عن حق تقرير المصير. وكانت الاشارة الوحيدة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين في قرار مستقل
ينص على «حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الامم المتحدة الخاصة بهذا الشأآن592).
على قاعدة هذا التحول الكبين اعترف الرئيس الفلسطينيء ان «الميثاق الوطني تقادم بعض
الشيء». واخذ تغيراً جوهرياً يطرأ على شكل ومضمون الخطاب السياسي الفلسطيني» وبدأت عبارات
«تحدي السلام» و«سلام الشجعان» تدخلء لأول مرة: لغة القاموس السياسي الفلسطيني .كما عبر
الرئيس الفلسطيني » في اكثر من مناسبة؛ عن استعداده لاجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس الحكومة
الاسرائيلية. ويلغ هذا المسار ذروته في قبول منظمة التحرير الفلسطينية السماح لوفد فلسطيني في
اطار وقد اردني فقلسطيتي لا يشارك فيه أحد من مواطني القدس أو الشتات أو من المنظمة نفسهاء
بالانخراط في المفاوضات الثنائية ائتية التي بدأت في مدريد.
ومجمل هذه التحولات انعكست؛ بصورة مباشرة, على الموقف الفلسطيني ازاء الوضع الداخلي
في اسرائيل واحتمالات التغيير فيها باعتبار ذلك شرطاً رئيسأء إن لم يكن حاسماء لنجاح او فشل
التسوية الجارية الآن.
لم تكن هذه التحولات بهذا الحجم والمستوى والسرعة ثمرة تراكم نضح طبيعي للوعي السيامي
الفلسطيني؛ بل جاءت على هذا النحى نتيجة تحولات دراماتيكية مذهلة في سرعتها للاوضاع على
الصعيدين الدولي والاقليمي.
في البداية شكّلت الانتفاضة رافعة هذا التغيير. فالانتفاضة: بطابعها الشامل والمستمر وضعت
قضية الشعب الفلسطيني في صدارة الاحداث» وفرضت على المجتمع الدولي ضرورة ايجاد حل مشكلة
الشعب الفلسطيني, يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال قيام كيان
فلسطيني مستقل أى مرتيط كونفدرالياً : بالاردن. وأصيبح يلتقي عند هذا الهدف قطاع وأسع ومقرر
من المجتمع الدولي والدول العريية والفلسطينيين ويعض الاسرائيليين وخاصة في حرب العمل. وقد
عرّز هذا الاتجاه أن مناخاً دولياً لانهاء الصراعات الاقليمية ويوّر التوتر في العالم بدأ يتشكل ويسير
على قدم وساق. وجاءت الانتفاضة عند نقطة حرجة في تاريخ المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير
الفلسطينية؛ نقطة كان فيها «وهم» العودة لمرحلة ما قبل العام :١5/45 ويعث استراتيجية الكفاح
المسلح القديمة ما زال عالقاً في الاذهان» وكانت جراح محاولات العودة لما قبل العام 19/17 عبر حروب
المغيمات ما زالت تنزف دما. وفي ما كان عناد الواقع والمتغيرات الدولية والاقليمية يستعصيان على
«وهم» العودة لما قبل العام 15417, كانت استراتيجية الكفاح المسلح تخبو وتتآكل؛ وتواجه بسؤال
جدواها وسلامتهاء فكريء وسياسياً؛ وعملياً.
الى جانب ذلك: جاءت الانتفاضة في لحظة لم تكن فيها منظمة التحرير الفلسطينية تجاوزت:
بصورة أكيدة وحاسمة؛ مسلسل تقسيمهاء والسيطرة عليهاء والمسٌ بشرعية تمثيلها من قبل الوضع
الرسمي العربي الذي كانء بدورهء يعاني أشكالا متعدّدة من الحروب والتمزقات والخلافات. وكانتٍ
قمّة عمان التي احتلت فيها الحرب العراقية الايرانية المركز الأول في سلّم الاولويات؛ دليلاً ومؤشراً
واضحين على تراجع وزن ومكانة القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي في
العدد 17 7374ء آب ( أغسطس ) ايلول ( بتمير ) 11515 لون أ 58 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 233-234
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)