شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 83)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 83)
المحتوى
عوض خليل ‏ لا
اتجاه الرهان على رابين. لقد كشفت بعض الترتييات والخطوات الاجرائية المتعلّقة بالحكم الذاتي»
مثل تشكيل القوة الامنية الفلسطينية وغيرها »ان الامريات قيد التعاطي المباشر مع الوضع الاسرائيلي
الجديد. وريما كشف عن ذلك. أيضاً: وَإِنْ كان بصورة غير مباشرة, اشتباكات «فتح» و«حماس» في
قطاع غزة. والتي تتعلّق في جانب مهم منها بقضية النقوذ والسلطة عل الارض عشية الاستحقاقات
المقبلة.
وف ضوء كل ما تقدم؛ يمكن القول» ان مرحلة جديدة تتعآّق باسرائيل قد بد أت؛ وهي لم تبدأ من
فراغ بل مهّدت لها مقدّمات طويلة» وعاظمت من امكانياتها ان ظروف وملابسات تهيّات» لأول مرة, لا
تستيعد لاسرائيل دوراً و«وظيقة» في المنطقة؛ وثمّة قنوات قد فتحتء سواء عبر المفاوضات الثنائية أى
المتعدّدة أو أي اطارات أخرى محتملة, لتحقق الفكرة التي كانت مستحيلة في السابق لقيام نوع من
التكامل بين الاسرائيليين والعرب. وفي هذا النطاق» وجد بعض الفلسطينيين» اليوم؛ أنفسهم أكثر جرأة
بين كل الاطراف في الاعلان عن آراء تطرح امكانية مستقبلية لقيام اتحاد كونفدرالي بين دولة فلسطين.
واسرائيل» في حين يتشبث الموقف الرسمي الفلسطيني بقبوله حلا يقوم على أساس اتحاد كوتقدرالي
فلسطيني ‏ اردني. وفي رأي هذا البعضء ان هذا لن يتحقق الا بتسوية شاملة تستوعب الأماني
المشروعة للشعب الفلسطيني في نيل استقلاله الوطني وتقرير مصيره ويانسحاب اسرائيل من على
الاراضي التي احلتها العام 0 . ولا شك ان مثل هذه التسوية سوف لن تنهي التناقضات بين
الفلسطينيين والعرب من جهة وبين اسرائيل من جهة ثانية, لكنها ستدفع نحو اعادة ترتيب هذه
التناقضات وفق مصالح جميع الاطراف. ويطرح مثل هذا التصور الذي يبدو وكأنه احد الحلول
المتداولة ايا يكن المدى الزمني الذي قد يستغرقه, سوال على قدر كبير من الاهمية وهى: هل بامكان
أسرائيل ان توفق بين ان تكون تجسيداً للمشروع |! هيوني وبين أن 3 بح جزءاً من المنطقة لها دور
تنموي واقتصادي فيها؟
يستطيع المرء ان يقرر ان مثل هذا التوفيق أمر مستحيلء لأن دور اسرائيل» كتجسيد للمشروع
الصهيوني» سوف يصطدم, باستمرار» يجدار الرفض العربي له؛ كما ان تمسّكها به سوف يفضيء في
الواقعء الى رفضها للتسوية؛ ممًا يضعها في تناقض وعزلة عن المجتمع الدولي. في المقابل» فان استعداد
اسرائيل للتطبيع في المنطقة سوف يؤْديء رغمأ عنهاء الى تعريض صميم مكوناتها للتفكك والاهتزاز.
وريما يؤدي ذلكء على المدى البعيد» الى ميلاد دولة موحدة تجمع الفلسطينيين والاسرائيليين؛ دولة لن
تكون بعيدة عن ذاك التصور الذي طرحته المقاومة الفلسطينية في أول عهدها باقامة دولة علمانية
ديمقراطية . يلعل ما عجز السلاح عن ان يوقره في الواقع يكون السلام أقرب الى تحقيقه . لكن ذلك
يبقى مرهواً في سعي اسرائيل لأن تكون جزءاً من المنطقة, وان تقنع دولهاء جميعاًء بأنها لم تعد
تجسيداً لمشروع منفقصل عن مصائر المنطقة» » أو موجهاً ضدها.
ان ما يكشف عنه مثل هذا السيناريى الواقعي والمحتمل هو ان ما يبدو للبعض تصدّعاً في مقولات
م.ت.ف. ومفاهيمهاء وتخلياً عن مجمل شعاراتها السابقة» اتما هى في واقع الام تصحيحاً واعادة
بذاء لمقولات كان لا بد لها ان تخضع لمثل هذه التعديلات والانهيارات التي عاندت الواقع ولم تساعد
في حل الصراع مع اسرائيل بما يعوب على الشعب الفلسطيني بالفائدة . كما ان هذا التصدّع لم يصب
الجبهة الفلسطينية فحسب:ء بل أصاب وسوف يصيب الجبهة الاسرائيلية التي تشهد قاعدة مقاهيمها
الصهيونية تصدّعاً عنيفاً يلقي بظلاله على هويتها ومستقبلها في المنطقة.
وفي هذا السياقء لا بدٌ من التأكيد ان العنف الاسرائيلي كان أحد الاسباب الرئيسة التي
لله مون فلسطزية العدد *7؟ ‏ 556: آب ( اغسطس ‎ )‏ أيتول ( سبتمير) 19557
تاريخ
أغسطس ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)