شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 107)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 233-234 (ص 107)
المحتوى
ندوة
شريحة طفيلية متكسبة. علينا واجب تنظيف المؤسسات ومراجعة أهدافها وفاعليتها. يوجد سوال
علينا طرحه ومواجهته: لماذا يفترض ان تنقسم جميع مؤسساتنا على أربعة أو خمسة اتجاهات؟ لماذا
الازدواجية وما منافعها؟ لماذا لا تكون مؤسساتنا مؤسسات دولة وليست مؤّسسات فصائل؟ أين
مجال استيعاب الخبرات غير المسيّسة, وعددها كبير؟ علينا الاعتراف بأن المجتمع الفلسطيني لا
يتشكّل فقط من اتجاهات سياسية؛ بحيث يجب «حشر» كل شخص قسرأ في فصيل أو اتجاه. لكي
ننجح يجب نزع فتيل التسييس من مجتمعناء وهذا لا يعني تغييب الاهتمام بالسياسة أى العمل
السياسي أو وجود أحزاب وفصائل سياسية؛ وانما يعني تغييب هيمنة السياسة على مختلف جوانب
حياة المجتمع. أين تطبيق الشعار الذي رفعه صلاح خلف (ابى اياد), في دورة المجلس الوطنى
الفاسطيني في عمّان: «من أين لك هذا؟». هل نقوم بوضع الشخص المناسب في المكان المناسبء أم
إن تسليم الاشخاص مناصب ومواقع يتم وفق ولاءات ومحسوبيات فصائلية؛ عوضاً عن عشائرية؟
كل هذه أسئلة يجب مواجهتها بكل الصدق والحرص والجدّية. الاموال تتدفّق تحت شعار «التنمية»
الى الارض ال محتلة, والتدقق على تحصيل الحصص شديد. والغريب ان التسابق يتم بدون أدنى
اهتمام بتمحيص أهداف الجهات الممولة من الخارج. هناك مؤشرات واضحة على ان الاموال المتدفقة
للداخل سوف تستخدم من قبل السوق الاوروبية المشتركة واليابان والولايات المتحدة الاميركية
وجميع الاطراف المموّلة الاخرى» من أجل تحقيق الفساد والافساد, والوصول الى مرحلة انقلاش
المجتمع. ومن المرجح أن تلعب هذه الاموال؛ وهذا جزء من هدف ارسالهاء دوراً رئيساً في سحب
البساط من تحت منظمة التحرير الفلسطينية, مؤسسة ويرنامجاً يقوم على تمثيل الشعب الفلسطيني
جميعه. عندما تستحكم الفئوية» وتتصاعد الصراعات والتنافسات والاقتتال الداخلي على «المغائم»,
متاتي الاموال من الخارج لتفسد المجتمع, فون المتوقع أن يتم «التراخي», ويتحقق؛ بصورة عملية
ية. اضعاف للعلاقة التمثيلية التي تحظى بها القيادة السياسية الفلسطينية في الخارج. ومع
الوقت ل يبقى من مظاهر هذا التمثيل سوى اطلاق الشعارات المؤيدة من الداخل» والتي لن يكون
هدفها سوى الاستهلاك المحلي. لذلك, اذا لم ندخل سريعاً بمرحلة مراجعة نقدية مع الذات تستهدف
تقويم الاوضاع من خلال اجراء الحوارات المسؤولة» المعمّقة, فسوف تنقلنا المرحلة الانتقالية من
الواقع السلبي الى اللاوجود.
لاد. جقمان: أوافق د . الجرباوي على ما ذكره, وفي تقديريء ان أحداث قطاع غزة: في مطلع
تموز ( يوليى ) الماضيء تعطي مؤشراً سيئاً للمستقبل . بالطبع؛ يتوقف ذلك على كيفية قراءتها. فهناك
مَنْ يعتبر الاحداث نتيجة للانتخابات الاسرائيلية» بمعنى أن الحل السياسي أصبح وشيكا مع
الحكومة الاسرائيلية الجديدة» فجاءت احداث غزة لتعزيز المواقع» ويهدف تقاسم الحصص مستقبلاً.
وفي تقديري» يمكن تفسير أحداث غزة كمؤشرلما سيكون عليه الوضع مستقيلاً, عندما نحكم أنفسنا.
هناك عدم أدراك لكافة الابعاد المطلوية لاقامة مجتمع ديمقراطي يسمح بالتعددية السياسية
والفكرية» ويتمٌ فيه فصل المجتمع عن الحكمء بحيث لا يسمح للسلطة الحاكمة بالتغلفل في المجتمع.
وللاسف الشديد, تخلفلت جميع التنظيمات الفلسطينية في مؤسسات المجتمع المختلفة. قد يكون هناك
أسباباً وتفسيراتء وأحياناً تبريرات لذلك. ولكن هذا الوضع يجب ان يتغيّر مستقبلاً خلال المرحلة
الانتقالية. أشك بوجود تفكير جاد داخل المستويات الفلسطينية حول هذا الموضوع. قد يكون هناك
تضارب في المصالح عند الحديث عن تفكيك العلاقة
1 شين فلعطزية العدد 3755 554, آب ( أغسطس ) - يلول ( سبتمبر) 1591
تاريخ
أغسطس ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2096 (11 views)