شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 7)
- المحتوى
-
د. علي الجرباوي حت
المتحدة تقدّمها من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ويرنامج الامم المتحدة الانمائي» زادت
الولايات المتحدة الاميركية من مساعداتها المقدّمة بواسطة المنظمات الاميركية الطوعية الخاصة التى
قبلت العمل في الارض المحتلة بتمويل من وكالة التنمية الدولية الاميركية. كما قامت الدول الاورويية,
أيضاًء بتقديم مساعداتها الى الارض الفلسطينية المحتلة, على نحو منفرد ومباشي أو من خلال
المجموعة الاقتصادية الاوروبية وبعض المؤسسات الخاصة.
ومثلما تعدّدت مصادر الدعم والتمويل الخارجي للارض الفلسطينية المحتلة؛ منذ نهاية
السبعينات حتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية: تعدّدت في الداخل الجهات والمؤسسات الفلسطينية
التي تلقّت حصصاً من هذا الدعم لتوظيفه وانفاقه على المشاريع «التنموية». . وانقسمت هذه الجهات
والمؤسسات المتلقية الدعم الى قسمين أساسيين: احدهما كان قائماً أصلاء قبل اتخاذ قرأر بدعم
الصمود,ء كالمجالس البلدية والقروية بة والجمعيات التعاونية والخيرية والغرف التجارية وآخر أقيم لاحقا
نتيجة لهذا القرار. فمع بداية تحسّس تدفق أموال الدعم والمساعدات الخارجية من مصادر التمويل
المختلفة, شرع الكثيرون في الداخل بتأسيس وانشاء اعداد كبيرة من المؤسسات الجديدة بهدف
المشاركة في استيعاب التمويل المتوقع» ونيل نصيب من المساهمة في المشاريع الممولة إِمّا مباشرة و إما
من خلال العمل «كمؤسسات متخصصة محلية وسيطة» لتأمين توصيل المساعدات الخارجية الى
المؤفسسات المحلية القائمة أى المستحدثة.
ففي القرى التي لم يكن لها مجالس قروية تمّ تأليف العديد من اللجان الخاصة للاشراف على
عملية تنفيذ المشاريع ا محلية. وفي مجال الزراعة والاسكان» تزايد عدد الجمعيات التعاونية تزايدا
ملحوظا نظر| لأن مثل هذه الجمعيات أصبحت قنوات التمويل المفضلة. كما آلف العديد من «اللجان
الزراعية», وأقيم عدد من المشاريع الخاصة في اطار استصلاح الاراضي وتربية المواشي والصناعات
الزراعية. وفي القطاع الصحيء تزايدء أيضاًء تأسيس الجمعيات الخيرية التي تبنّت اقامة مشاريع
متفاوتة الحجم بين مستشفيات ذخ خمة وعيادات لية صغيرة .كما تم تأسيس عدد من الجمعيات
الطبية, وتكاثرت مشاريع صناعة الادوية تكائراً ملحوظاً . وفي مجال الصناعة: تم م محلياً فتح المجال
لعمل «دراسات الجدوى» لتقديمها الى مصادر التمويل المختلفة. وبدأت الصناعات القائمة تطالب
بالحصول على المساعدة لدعم صمودبها أمام المنافسة الاسرائيلية. وفوق هذا كله, قام العديد من
المجموعات بتأسيس مراكز و«شركات» محلية لتلقي المساعدات المالية من مصادر التمويل الخارجية
واعادة توزيعها وانفاقها داخلياً.
اتسمت عملية الدعم الخارجي الموجّه الى الارض الفلسطينية المحتلة؛ منذ نهاية عقد السبعينات
حتى اندلاع الانتفاضة؛ بايجابيات كان منها الاسهام في بناء البنية التحتية والمؤسساتية. وعلى الرغم
من انه يمكن اعتبار اقامة منشآت هذه البنية؛ بحد ذاتهاء هدفاً يساهم في تعزيز صمود المواطنين في
الضفة والقطاع, فانه لا يمكن اعتبار ذلك نهاية المطاف؛ والاستنتاج بأن عملية «التنمية» تحقق المرجو
من الاهداف. فوجوب منشآت البنية التحتية ضروري للانتاج المتوخّى منهاء لكنه غير كاف وحده
لخمان نجاعة هذا الانتاج وفاعليته. وتنمية الانطلاق, كما بيّنا سابقاًء هي؛ في الاساسء عملية ابداع
انتاجي ذاتي لا عملية نقل ظاهري لرموز الحداثة الحصرية.
ولكن الى جانب الايجابيات البنيوية الاساسية الناتجة من تدفق الدعم المادي الى الارض
المحتلة, ترك تعدّد مصادر الدعم الخارجية ومؤسسات التلقي الداخلية من ناحية: والطرق التي
01 شين فلسطرزية العدد 557-257-7176: تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمير) كانون الأول (ديسمبر) 1991 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)