شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 8)
المحتوى
سس التنمية في الارض الفلسطينية المحتلة...
تم بواسطتها ادارة عملية التوزيع من ناحية ثانية, آثاراً سلبية في المجرى الفعلي لعملية تنمية الصمود
الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال. وكان لنجاحات الكم الجزئية في عملية تحديث المظاهر المرفقية داخل
الارض المحتلة في فترة دعم «الصموب» ملفعة باستمرارية استذكار صعوبة وخصوصية الوضع
الفلسطيني تحت الاحتلالء أثر تبريري في التغاضي عن مناحي الفشل الأساسية واسقاط اسبابها
على عوامل خارجية. فقد كان في ذلك ازالة عبء ضرورة تحمل المسؤولية واجراء مراجعة تقويمية
ذاتية. فمثل هذا الاجراء كان سيفتح الباب أمام طرح تساؤلات والوصول الى مكاشفات ومحاسبات
مثيرة ومحرجة: هو ما أدَى الى تفضيل عام على أبقاء الوضع على حاله. ونتيجة لهذا الموقف تم القفز
عن الكثير من الانتهاكات والتسيبات والتجاوزات حتى استشرى الفساد في عملية دعم «الصمود»,
كل ذلك تحت اعتبار ان «النجاح الجزئي أفضل من العدم». ولم يتم اتخاذ الحيطة من ان للفساد
آشار سلبية ومدمّرة وطويلة الأمد على المجتمعء ولا يمكن تبريرها بتحقيق بعض النجاحات الآنية
والمموّلة خارجياًء والتي تغطي بنية المجتمع التقليدي بقشرة مظهرية.
وهكذا اندلعت الانتفاضة الفلسطينية وعملية دعم «الصمود» تواجه العديد من السلبيات»
وتنأى عن الدخول في عملية محاسبة للذات. وأدّت ضغوطات المرحلة الانتفاضية الى اسدال الستار
على ضرورة والحاحية اجراء المراجعة التقويمية الذاتية للوضع الفلسطينيء خاصة في ما يتعلّق بآليات
ونتائج الدعم الخارجي للداخل. فالمرحلة الجديدة اعتيرت غير ملائمة لذلك» ويالعكس أدّت سياقاتها
واعتباراتهاء خاصة تصاعد الاجراءات الاحتلالية القمعية وتزايد الضغوطات على فلسطينيي الضفة
والقطاع, الى تبلور قناعة سريعة بضرورة ضيغ مساعدات مالية الى الارض المحتلة عير مختلف القنوات
المتاحة, وتخطي جميع اجراءات الرقابة والمحاسبة» والتي كانت: اصلاًٌ, ضعيفة وغير فعّالة. فالمزحلة
اعتبرت مرحلة «طوارىء» تحتاج الى معالجة مكثفة وطارئة.
ويدأت الأموال تتدّق من الخارج الى الداخل: وتصرف بيسر «الطوارىء» على أغراض متعددة,
من قبل مصادر متعددة . ولأنها اعتيرت مرحلة «طوارىء»», بدأت المساعدات تصرف بدون عناية كبيرة
للتخطيط والتنسيق والتوزيع والمحاسبة والتقويم. ودخل على خط «التنمية» الخارجي كثير من المهتمين
بتقديم المساعدة الانسانية للشعب القلسطيني» وأيضاً الكثير من المهتمين بلعب ورقة التأثير
السياسي. أمّا في الداخلء فانضمٌ الى هذا الخط الكثير من المنتفعين الذين وجدوا في أوضاع
«الطوارىء» متفذاً لتحقيق مكاسب ذاتية. وكانت النتيجة أن صرفت أموال كثيرة, ولكن بكثير من
البعثرة والتكرار؛ أن شهدت المرحلة ترسيخ «الفئوية التنموية» لاحقاً لترسخ «الفئوية السياسية».
وأصبحت المشاريع التنموية تبعاً لذلك تتمٌ في أربعة أ خمسة مكرّرات» و«الكعكة التنموية» تقسّم على
«الفصائل التنموية». وازداد التكسّب وأصبحت «التنمية» سلعة للمتاجرة في الكثير من الاحيان»
يشتغل بها دخبراء» محليون وأجانب. وانتشرت «دراسات الجدوى». وازداد ما يُنفق عليها من أموال»
وها تدرّه على «الخيراء» من أموال . ونتيجة للفوضى «التنموية», أصبحت «التنمية» لعبة يتقنها عدد
متزايد من الناسء ومطيّة تستخدمها الكثير من الجهات لتحقيق الاختراق السياسي في البلاد.
ووقعت ازمة الخليج وحرب الخليج. ومع انتهاء الازمة, بدأ يتطور, لأسباب مختلفة, الاهتمام
بايجاد حل سياسي للصراع العربي ‏ الاسرائيلي والقضية الفلسطينية. وبدأت منظمة التحرير
الفلسطينية تتعرّض لحصار سياسي واقتصادي شديد, بهدف تليين مواقفهاء ومن ثم تهميش وجودها.
وفي المقابل, بدأ التركيز ينصبٌ على الد اخل لابراز قيادة وطنية محلية لتقوم هي» أيضاً» بتليين مواقف
الخارج. والدخول بعملية التسوية السياسية. وبدأت المساعدات تأخذ منحى سياسياًء أكثر من
العدد 11/953797 تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمبر)- كانون الأول (ديسمبر) 1157 لمْيُونِ فلصطزية 2 لا
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)