شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 9)
المحتوى
د. علي الجرياوي -
أي وقت مضى؛ أذ أصبحت الوعود يمنحها أكثر ارتباطاً باحراز التقدّم على المسرح السياسي.
ويحصول «المساعدات المباشرة» على الشرعية والقبول» ونضوب مصادر تمويل المنظمة» اضافة
الى بروز دور الداخل في عملية التسوية السياسية مقابل انحسار الاهمية السياسية للخارج؛ أبرزت
أطراف أجنبية: قديمة وجديدة؛ اهتمامها واستعدادها للتمويل «التنموي» المباشر للارض المحتلة
كمنفذ للتأثير السياسي المستقبلي. فالارض المدتلة أصبحت مع العملية السياسية عصب ومركز
الحياة الفلسطينية؛ ومَنْ أراد التأثي بشكل من الاشكال» على أي جانب من جوانب هذه الحياة, في
المستقبل: عليه؛ منذ الآن» تحقيق وتحصين موطىء قدم داخل هذه الارض.
وف المقابل» كان هناك الكثير من المنتظرين والراغبين في الداخل لانتهاز الفرصة المتاحة. خاصة
وان الدلائل تشير الى ان العملية السياسية ستقود الى «المرحلة الانتقالية». ومع تزايد الشعون العام
داخل الارض المحتلة ان البدء بتطبيق هذه «المرحلة» لم يعد سوى مسألة وقتء بدأت المصالح
الذاتية» فئوية كانت أم شخصية: تسعى ل «تدبير الذات», منذ الآن» لتحصيل موقع «مناسب» في
هذه المرحلة المقبلة. ويد الكثير من المبادرين السعى للحصول على حصة من «المساعدات المباشرة»
لاستغلالها في «تدبير الذات» المستقبي. وبدأت الاقتراحات ودراسات الجدوى تنهمر على الاطراف
الممولة من كل حدب وصوب» ووصلت التنافسات بين القئات والاتجاهات والافراد الى ذروتهاء فالجميع
يريد يد حصة, والتمويل المستهدف الحاق البلاد مستقبلاً متوفر ويسير. والفرصة أصبحت بنظر الكثيرين
متيّسرة ومتاحة للاغتنام. وأصبحت «التنمية» بذلك مطية لتفكيك المجتمع واختراقه بدلاً من ان تكون
الوسيلة لتحقيق تماسكه ونمائه . ويقيناً بأن واقع «التنمية» الحالي في الارض الفلسطينية المحتلة ينذر
بالخطر, وينبىء بأن خللاً أساسياً يكمن داخل المجتمع؛ وفي طرق التمويلء ومتابعة المشاريع التنموية,
وصولا الى تعريف أهداف العملية التنموية في الارض الفلسطينية من أساسها.
في مكامن الخلل
كثيرة هي المعيقات والعوامل السلبية التي تعترض سبيل القيام بعملية تنمية تستهدف تحقيق
«الانطلاق» في الارض الفلسطينية التي تخضع للاحتلال الآن. وهذه المعيقات والعوامل السلبية
متشابكة » فمنها ما هو موضوعي تفرضه ' الظروفء ومنها ما هو ذاتي ينبع من طبيعة وحراك المجتمع
القفلسطينيء» ومنها ما هى خارجي يتعلّق يبطبيعة عمل وأهداف المصاد ر التمويلية . وبالطبع» فإن
للمعيقات والعوامل السلبية التي تعاني منها العملية «التنموية» الجارية حالياًء داخل الارض
الفلسطينية أثر سلبي تراكمي وتصاعدي على مجرى وفحوى هذه العملية مستقيلاً: خلال «المرحلة
الانتقالية» وبعد تحقيق الاستقلال. لذلك؛ يصبح الوعي بهذه المعيقات والسلبيات والعمل على تلافيها
وتصحيح المسار, منذ الآن: أولوية فلسطينية قصوى. ويمكن تلخيص مكامن الخلل بالنقاط الاساسية
التالية:
أولا: المعروف ان الشعب والارض الفلسطينية تعرّضا لفترة مديدة من الزمن لحكم سلطات
خارجية أعاقت تقدّمه في مجالات أساسية متعدّدة. وكان آخر هذه السلطات احتلال اسرائيلي احلالي
استنزف جل طاقات ومقدّرات ومصادر هذا الشعب بشكل مستمر ومكدّف . وأدّى هذا الاحتلال ليس
الى تجميد التقدّم الفا طينى فحسبء وائما الى العمل. بصورة منظمة » لهدم ما كان قد تمكن هذا
الشعب من بنائه عبر السنين الماضية على الرغم من جميع الظروف السلبية التي تعرّض لها. ويسبب
هذا التدمير المنظّم والشاملء أصبحت الارض الفلسطينية بحاجة ماسة وملحّة للقيام بعملية
6 شُيرين فلسطيزية العدد 5177-116-/577 تشرين الأول (أكتوبر) تشرين الثاني (نوقمبر) ‏ كانون الأول (ديسمين) 19451
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)