شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 12)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 12)
المحتوى
ل التنمية في الارض الفلسطيئية المحثلة...
وضمان التغطية السياسية المطلوية للعمل في البلاد. وكما هى متوقع» تنمي هذه الحساسية نزعة
«الطبطبة» في عملية «التنمية», وتتقلّص امكانيات المتابعة والمحاسبة الضرورية لضمان عدم اساءة
استغلال الاموال. كما ويجدر الانتباه الى ان الجهات المموّلة, خاصة تلك التي تحتفظ لنفسها بمكاتب
وفروع في البلادء تعاني من ضغوطات واشكاليات خاصة بها؛ ؛ فهي ذاتها محكومة لمحاسية وتقييم
الجهات المسؤولة عن عملهاء والتي توقرلها الاموال. ويجب ان لا يغيب عن البال أن المؤسسات المموّلة
لها مصلحة ذاتية واضحة باستمرار عملها. لذا ينزع بعضها الى المبالغة بأهمية وضرورة عملها من
جهةء ويحاجات البلاد من جهة ثانية» لضمان استمرارية تدفّق الاموال لها من مموليها. كما وتقوم
بعض هذه المؤسسات,ء وفي خطوة معروفة ومتبعة لضمان استمرار المخصصات السنوية والمطالبة
برفعها عاماً بعد عام, بالتأكد من صرف ال موازنات السنوية بالكامل قبل انتهاء السنة المالية, حتى وإِنْ
تم بعض هذا الصرف على مشاريع هباء. فالمهم اثبات إتمام المصروفات وابراز المزيد من الاحتياجات,
وذلك لتضخيم الموازتة الجديدة» وإن لم يكن فللمحاقظة على مستوى سابقتها.
خامساً: كان لعملية «التنمية» الجارية» حالياًء في الارض ال محتلة أثرهام في تنامي مجموعة سلبية
من القيم والانماط السلوكية بين اعداد متزايدة من الفلسطينيين. فوجود مصادر مختلفة للتمويل»
والسهولة النسبية في امكانية الحصول على «دعم»؛ وتسامح المجتمع بشكل عام مع التسيبات: وغياب
السلطة المركزية القادرة على تقنين وحماية المعايير المجتمعية, فتحت جميعها في المجال أمام طفى
وتعميم قيم وانماط سلوكية سلبية بين الفلسطينيين داخل الارض ال محتلة. فالاعتماد على الذات كقيمة
مجتمعية محرّكة آخذ بالذوبان أمام قوة دقع الغير للدولارات. وأصبح التواكل والاعتمادية على الغير
سمة ملاصقة لعملية «التنمية». فمن الملاحظ ان الافتراض السائد داخل الارض المحتلة أن كل ما
يُعرّف بأنه «تنموي» يجب ان يموّل من الخارجء وكأن هذه السمة هي التي تكسبه الصفة. ومن هذا
المنطلق, تكاثرت المشاريع التي تحمل صفة «التنموية» داخل الارض ال محتلة, وتقلّصت, في الوقت
عينه, امكانيات تقديم اسهامات مالية محلية فيها. وأصبح الكثير من نشاطات المجتمع يحمل علامة
«التنمية» للاعتقاد بأنها مكفولة التمويل. وأصبح الشعور السائد أنه ما دام هناك مصادر تمويلية,
يكون من السذاجة القيام بمشاريع ونشاطات «على الحساب الخاص» .ومع التواكل والاعتمادية» نمت
سمة «تدبير الذات»؛ اذ أصبحت «التنمية» في الارض المحتلة يُنظرلها من قبل كثيرين كوسيلة للتكسب
والاغتناء. ويدأت تقام «اللجان» و«المؤسسات». ويشكّل الاصدقاء مجالس الامناء والادارات» بحثاً
عن «حصة»» مما يدخل البلاد من مساعدات وأموال. وأدى هذا التطور السلبي الى فتح الباب لوقوع
انتماكات واضحة وصارخة لحرمة الاموال «التنموية» العامة ومن منطلق «استغلال الفرص
السانحة». وتكسّيبت شريحة مجتمعية ونمت على حساب «تنمية» البلاد: وأصبحت «خبيرة» و«وبسيطة»
بين الممولين والمتلقّين. ومن هذا المنفذء أصبح لعدد من أفراد هذه الشريحة حظوة سياسية ونفون لا
يستهان بهما على الاطلاق. وأدّى الجمع بين «النفوذ» و«الخبرة», في هذه الشريحة: الى تجميع الكثير
من القرارات «التنموية» بأيدي قلّة, والى خضوع هذه القرارات لاعتبارات سياسية على الأغلب.
من أجل تعديل المسار
يبدى اننا ندخلء الآن: اعتاب «المرحلة الانتقالية», والتي من الارجع ان تطبيقها أصبح مجرد
مسألة وقت فقط. ومن الواضح اننا في الارض الفلسطينية المحتلة سندخل هذه «المرحلة» ونحن في
مجال «التنمية» مثخنين بسلبيات المراحل السابقة المتراكمة الأثر والتأثير. كما ومن الواضح:
العدد 557-176-/7717, تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوقمبر) ‏ كانون الأول (ديسمبر) 15357 لتْمْين فلعطزية ‎1١١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2098 (11 views)