شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 30)
- المحتوى
-
سح بعض التحولات في الفكر الصهيوني
الانجيلء وتتبيتهما على انهما تاريخ واحد يتمّم بعضه بعضاً. هذه الفكرة الخاطئة حُفرت في الثقافة
والفكر الغربي القديم والعصريء وفي الثقافة الأولية للفكر العربي أيضاًء وتستند الى أوتاد عدة: لعلّ
أهمها:
© ان الثقافة العبرية أساس الثقافات الحضارية عبر التوراة.
© اطروحات التفوّق العرقى لليهود المستندة, أيضاًء الى التوراة.
© إعتبار الدين اليهودي رابطة قومية.
© إستيلاد الحركة الصهيونية عبر هذه الرابطة القومية المزعومة.
© إعتبار جوهر الاخلاق المسيحية؛ كتقليد عبري(2.
ولا يخفى ما لمثل هذه الاحكام من خطورة تفوق في خطورتها النواحي السياسية؛ اذ استطاعت
الحركة الصهيونية؛ بمثل هذه المفاهيمء إقامة تاريخ عرقي للثقافة والحضارة: يتغلفل في الفكر
الغربيء ويبدا بالدين اليهودي لينتهي بالصهيونية9).
لقد ساهم عدد من الباحثين في تناول الحضارة العبرية وأصولهاء الا ان هذا لم يكن
كافياً وفعّالاً لتجريد الحركة الصهيونية من الهيمنة التي إكتسبتهاء بادعاءاتها أن الدين
اليهودي هى نتاج عبقرية شعب بعينهء وبأنه المنبع الاساس للمسيحية: وما تبعها من
حضارات فكرية ودينية.
لا بد لناء هناء من العودة الى الاصول للتدليل على ان الدين اليهودي لم ينبع من ذاته,
بل استفاد واستغل حضارات العصور القديمة. ونستند الى علم الآثار وتنقيباته في بلاد ما
بين النهرين وفي مصر؛ ان ان الالواح المكتشفة في مكتبة «آشور بانيبال» في العراق» وفي رأس
شمر (اوغاريت) على الساحل السوريء وفي مصرء ألقت الاضواء على الاصول الحقيقية
لكتابهم الأساس: التوراةء أي على أهم منجزات الثقافة العبرية. وكشفت هذه الالواح الآثارية
عن ان الثقافة العبرية: لم تكن الا خلاصة وضع حضاري سابقء كان سائداً في بلاد
الكنعانيين وما بين النهرين ومصر الفرعونية. ويتضح ذلك مما يلي:
اولًا - التطابق بين احدى صلوات الخناتون الفرعوني الى الشمس والمزمور الرقم 4 ٠١ من سفر
المزاميرا”). قال اخناتون: «العالم في ظلام كأنه الموت. الأسود تخرج من جحورهاء والظلام يسود.
وعندما تشرق في الأفق يتلاشى الظلام: وكل يذهب الى عمله. تزهر كل الاشجار, والنباتات تتفتح؛
والطيور ترفرف في أعشاشها. والخرفان ترقص وتثب على أرجلها. والسفن تمخر عباب الماء صعوداً
هنوطاً : والاسماك في النهر تقفز أمامك, وأشعتك في وسط البحر العظيم. كم هي متعددة أعمالك؛ لقد
خلقت الارض وفقاً لمشيئتك, وكل من عليها من ناس وحيوان...». ونقرأ في المزمور الرقم 6 ٠١ «تجعل
الظلمة, فيصير ليل فيه تدب كل حيوان الارض. الأشبال تزمجر لتخطف وتلتمس من الرب طعامها .
تشرق الشمس» فتجتمع في مأويها وتريض» الانسان يخرج الى عمله والى شغله حتى المساء. تشيع
أشجار الرب أرز لبنان الذي نصبه حيث تعشش هناك العصافير..أمّا القلق» فالسرى بيته. الجبال
العالية للوعول. والصخور ملجا الوياء.. . هذا البحر الكبير واأسع الاطرافء هناك دبابات بلا عددء
صغار حيوان مع كبار. هناك تجري السفن... ما. أعظم. أعمالك يا رب... كلها بحكمة صنعت...
العدد 777-775-/1537, تشرين الأول (أكتوير) تشرين الثاني (توفمبر)- كانون الأول (ديسمير) ١191 شَيُون فلسطزية 59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)