شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 35)
المحتوى
ليلى السايج بس
لا بدّ لنا ان نعطى دلالات على هذا التحوّلء إِنْ كان تحول اللغة أى تحوّل شخصية البطل في
الرواية أو الادب الصهيوني بشكل عام.
من أبرز الذين تدين لهم عملية التحويل هذه؛ رائد من روّاد الصهيونية اسمه «آحاد هاعام»,
وهو الذي تحدث كثيراً عن «آخر يهودي وأول عبري». تلك الجملة التي أصبحت في ما بعدء شعاراً
صهيونياً في الميدان الثقافي خصوصاً.
نستطيع متابعة هذا الشعار في الكتابات الادبية العبرية مروراً بكتتاب مثل ليون بنسكر واليعيزر
بن يهودا وآرثر كوستلر الذي كرّر هذا الشعار في روايته «مصوص في الليل»؛ التي كتبها في أواسط
الاربعينات لتكون ارهاصاً اسرائيلياً واضحاً. حين جعل بطلها جوزف يقول: «لقد أصبحت عبرياً
لأنني أكره اليهودية». أمّا ياعيل دايان فأعطت هذا الايحاء المتعمّد في روايتها «طوبى للخائفين»؛ حين
جعلت بطلها يقول: «أنت اسرائيلي أما فقد كنت يهودياً فقط... لقد تركت كل شيء ووجدت إلهاً
جديداً».
من أهم القضايا التي إنصب عليها اهتمام أدباء محركة التنوير اليهودي» (الهسكلاه) قضية
خلق إنسان عبري جديد . ومنذ ظهور الصهيونية حدّدت هدفاً ثلاثياً عملت على تحقيقه؛ وهى:
«الانفصال عمًا يسمّى (المنفى)؛ خلق شعب جديد؛ خلق إنسان جديد.
وإذا كان المعسكر الصهيوني يعاني من الانقسامات والانشقاقات: حول العديد من القضايا
والموضوعات, فانه قد تجمّع حول الهدف الثلاثي هذاء حيث نجد ان فكرة التحرر مما يسمّى
(المنفى): وخلق الانسان العبري الجديد على أرض فلسطين؛ تجمع الصقور والحمائم والكل على حدّ
سوا 077
ولأجل خلق الانسان العبري الجديدء استخدمت حركة التنوير اليهودي أشد التعبيرات حدّة
لوصف التناقضات بين (اليهودي الغيتوي)؛ و(العبري الجديد). والأدب مشبع بمقارنات من هذا
النوع في تناوله لشخصية الصهيوني الذي ولد على أرض فلسطينء أو تربّى فيهاء في مقابل (اليهودي
القيتوي) المنحط.
حدّد المفكر آحاد هاعام التحوّلات التي طرأت على شخصية الصهيوني» والتي تحولت من
شخصية اليهودي الذي ذاق العبودية وكان تجسيد ا لهاء الى 5 ية عدوانية مستبدة مناقضة,
فقال: «ماذا يفعل اخوائنا المهاجرون في فلسطين؟ كانوا عبيداً في الشتات اليهودي (الدياسبورا),
وفجأة وجدوا أنفسهم وسط حرية لا رادع لها. وقد 39 هذا التحوّل المفاجىء في نفوسهم ميلا الى
الاستيد اد» كما تكون الحال عندما يصير العبد سيداً» وهم يعاملون العرب» بروح العداء والشراسة؛
ويمتهنون حقوقهم بصورة معوجة ولا معقولة, ثم يوجهون لهم الاهاناتء دون أي مبرّر كاف,
ويفاخرون بتلك الافعال»(4©.
وتتوافق الشخصية الاسرائيلية عند س. يزهار (يزهار سميلانسكي)» مع انطباعات آحاد هاعام؛
تلك الشخصية أو النموذج الجديد الذي آفرزه المشروع الصهيوني خلال الخمسينات, النموذج
الممتلىء بكل ما هو سلبي ولا انساني ولا أخلاقي . وهو نقيض العبد القديم (الغيتوي) . ويكشف هذان
النموذجان عن نوعين من الرجال يختلفان كل الاختلاف؛ فالعبري رجل قوي وأبيّ وشاعر في أوقات
الفراغ: في حين ان اليهودي رجل مرهق مستسلم وعادي. ومن المؤكد أن التاريخ اليهودي مثقل
5 ؟> شين فلهطزية العدد 557-5564-/777. تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمبر)- كانون الأول (ديسمير) 1555
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7248 (4 views)