شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 48)
- المحتوى
-
سسب رواية الانتفاضة
«يا أم الشهيد وزغرديء كل الشباب أولادك... يا شهيد ارتاح ارتاح» واحنا بنكمل المشوار»» لا نلبث
أن نتبي خفوت يكاء ام الشهيد؛ ويعلى الصوت رويداً رويداً:
«آويها ويا أبى عمار يا خيمتنا / آويها والشعب الفلسطيني قاعد فيها / آويها ويا نصّور يما يا
شمعتنا / آويها ويموتى اللي يطقوها... / آويها ويا فلسطين يا خيمتنا / آويها والشعب الفلسطيني
قاعد فيها / آويها ويموتو اللي يطفوها / آويها ويا نصّود يا شمعة الذهب / أويها والمسك في بابها /
آويها ومهما المصايب كسسرت اعتابها / آويها وشباب فلسطين ليكملوا مشوارهاء»(؟").
ولا تتوقف الأم عن الذهاب الى ضريح الابن من آن الى آخر. وهناك تردد:
«نام يا نصّور نام / لاذبح لك طير الحمام / هلي يا دموعي الف هلّة / على اللي انهال فوقه التراب
آلف هلّة / هلا بقمر الهلالي هل هلّة / وضوى بهلته قلوب الشباب»9'"). ويهذا امتزج الحزن بالأسى
بالاحساس بالثمن الذي يجب أن يدفعه الاتسان الفلسطيتي ازاء ما يواجه.
اللهجة الفلسطينية
ويرتبط بذلك كله ما يلاحظ من سيادة العامّية في لغة الحوار في رواية «الانتفاضة»» وهي العامية
الفلسطينية بوجه خاصء وهو ما يحمل دلالة ان اللهجة المحكية الفلسطينية؛ بخصوصيتها وتميّزهاء
تحمل قدرة أكبر على توصيل المضامين؛ وهو ما يسهم في تقريب التعبير القيّمي بالنسبة المتلقّي. ولا
يعني ذلك ان لدينا أكثر من لغة للكتابة؛ لغة الروائي ولغة الشخصيات: وإنما تظل هي لغة واحدة:
تتفرع قبل التقاتها الى اثنين: السرد على لسان الروائي ولغة السرد على لسان الآخرين. وهذا لا يشير
الى براعة الروائي؛ فقطء في ايصال ما يريده؛ وانماء أيضاًء الى الاحساس بضرورة تعميق «الهوية» في
اطارها العربي في مواجهة الهوية الاخرى في اطارها المغاير.
ويوّكد هذا ما يلاحظه الروائى محمد وتد من ان اللهجة المحكية لا تسوب في حوار العمل الفنى
وحدهء وإنما من السهل ان نعش, من آن الى آخر, على استخدام الفصحى في موضع, والعامّية في
موضع آخر, مما يسهم في تأكيد التجانس اللغوي الذي يحتشد ليعيد انتاج الدلالة بالشكل الذي
يقربه من الاثر الذي يسعى اليه. ان ذلك يرد في النص الروائي نفسه. أننا في «زغاريد الانتفاضة»
نقرأ: «سيفتشون الخربة»» قال عباس. «لا أرى مانعاً ان تتسلّحوا الليلة. ..لكن كيف تتصوّروا الليلة
التي تأتي بعدها؟». كان عباس يتحدث بالفصحىء متيقتاً ان كلاماً كثيراً سيقال؛ «لأن القصحى
تعطلى للمتكلم وقتاً أكثر للتفكير, وتقلّل من الانقعال».
ويلاحظه هناء ان الروائي حاول توظيف العامية في وقت» في حين حاول توظيف الفصحى في وقت
آخر. وممًا له دلالة عميقة في طريقة استخدام اللهجة المحكية الفلسطينية احياناًء والفصحى أحياناً
أخرىء ان الرواتي (ويشترك في ذلك روائيى الانتفاضة بشكل عام) كثيراً ما كان ينسب الى المحكية أى
الفصحى عبارات أو مقاطع من العبرية وليس من العربية فقط. اننا في «زغاريد الانتفاضة» نسمع
الجندي الاسرائيلي يستغيث بزميله بالعبرية, في حين لا يهمل الروائي العربية» فتأتي العبارة على هذا
النحو:
«نسرافتي... هتّسلو... نسرافتي (ولعت...انقذوني... ولعت)»(4).
أمّا في نص «الجراد» فنقرا عبارة الجندي اليهودي وهى يصيح في احد العرب: « يلا روخ ...
روخ عالبيت... امشي عرفي ملوخلاخ». وأضاف الروائي في الهامش عبارة تفسيرية هي «عربي
العدد 7-55؟؟-5717, تشرين الأول (اكتوير)- تشرين الثاني (نوفمير) كانون الأول (ديسمير) 1595 لثثون فلسطيية /ا6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10641 (4 views)