شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 56)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 56)
المحتوى
سب معين بسيو شاعر البدايات الصعبة
القارىء ‏ المواطن. وبهذه التراتبية قإن الشاعر عرف, منذ البداية, مايريد ومن يريد . وهو بهذه المعرفة
اختار ملعبه وطريقة اللعب. وبالقدر الذي كانت فيه قصيدة معين بسيسى تختار قاركاً من أوسع
صفوف الناسء كانت تأخذ ويالضرورة؛ في أحيان كثيرة, لغة هي الأقرب الى التحريض. فالشاعر
الراحل إنتمى؛ باستمرار, الى مدرسة شعرية تضع أهمية كبرى للدور الذي يمكن ان تلعبه القصيدة
من أجل تحقيق قيق يق أهداف سياسية ‏ إجتماعية» ويمكن ان تسهم في بلورة وعي ورغبة عند القارىء في
التغيير والمشاركة مع الآخرين. أي ان هدف الالتزام الذي كان غاية الادب ابداعاً ونقداً في عقد
الخمسينات وما بعدهء كان بالنسبة الى معين بسيسوهدفاً أول يمكن ان تتبعه الاهداف الادبية وليس
العكسء وهو لخّص هذا التوجه عندما قال في مقدمة أعماله الكاملة: «الملائكة الذين كتبوا قصيدة
الكون في ستة أيام؛ واستراحوا بعد ذلك في اليوم السابع لم يقرأوا ولم يكتبواء لن يغفروا لك أبداً» أنك
واصلت الكتابة بعدهم... الى عشرين أى ثلاثين عاماً. لا لكي تكتب قصيدة الكون... بل لكي تكتب
وجودك في النافذة: في القصيدة:ء في الشارع الذي يسمح لك أن تمشي فوق رصيفه».
إنه اختار أن يكون واحداً من أولتك السائرين على رصيف الشارع: طامحاً أن يكون صوتهم
والمعبّر عن آلامهم وأحلامهم في الوقت عينه. واذ! كنا نشير الى هذأ الارتباط الشديد بين قصيدة معين
وجمهورها العريض, فإتتا لابد وأن نشير, كذلكء الى تطلّع معين الدائم نحو تجارب عالمية في الشعر
التقدمي عموماً. وفي قصائد المقاومة على وجه الخصوص. وهى في هذ! أفاد من ترييته السياسية
المبكرة: ألتي وضعته. منذ مطلع الشباب, في أتون المواجهة . وفي هذا الأتون كان عليه أن يصغي جيداً
لهدير الناس في الشوارع؛ وفي خضمٌ الهدير أن يتبين بوضوح أناشيد المقاومة. كان لديوان «إصران»
للشاعر المصري كمال عبد الحليم دور كبير في شحن صوت معين بنبرة قوة» خصوصاً وأن «اصرار»
أحدث: فور صدوره: ضجة وأزمة حتى أن رئيس الوزراء المصريء صدقي باشاء دخل البرلمان وهو
يصرخ ويلوّح بالديوان في يدهء ليطلق بعدها حملة اعتقالات محمومة طاولت الكثيرين من التقدميين
والديمقراطيين.
وفي مصر التي جاءها الشاعر الراحل طلباً للدراسة تعرّق معين بسيسى على الكتاب والشعراء
-- وعاش عالمهم من الداخل بفرحه وقسوته حتى أن الدارس لتجربة معين بسيسو لا بدّ وأن
قف طويل عند تجريته المصرية التي سيلحظها حاضرة بكثافة, خصوصاً في مجموعاته الشعرية
الأول وبالذات منها ديوان «المعركة». عن هذا الديوان كتب معين: «ديوان الشعر الاول كان إسمه
المعركة. نشرته دار الفكر الحديث في القاهرة وكانت صوت الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني... ودقع
العمّال والفلاحون المصريون فاتورة المطبعة. صدر ديوان المعركة في 7 [كانون الثاني] يناير 21545
في اليوم الثاني لحريق القاهرة. كان في مطبعة لا أزال أذكر إسمها - مطبعة أورفند ‏ وقد داقع العمّال
المصريون عن مطبعتهم» ولم يحترق ديوان الشعر. وتم تهريب ديوان ' المعركة ' إلى مكتب شاعر مصري
في جريدة ' الاهرام ' إسمه كامل الشتاوي وإلى بيت مصور مصري إسمه حسن التلمساتي الذي قام
برسم غلاف الديوان». ديوان المعركة, وقصائد أخرى احتوتها دواوين معين بسيسى اللاحقة وضعته
إلى حدّ كبير في سياق التجربة الادبية والثقافية المصرية, التي أصبح جزءاً فاعلاً فيهاء خصوصاً وأن
الشاعر في قصائده المصرية قد عي مثله في ذلك مثل زملائه من الشعراء المصريين؛ عن مشاكل وقضايا
عاشها المجتمع المصري في تلك الايام؛ وأشاد بنضال أبناء مصر التقدّمي ضد المستعمر البريطاني
والنظام الملكي:
أنا إِنّْ سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
العدد 7737-7+6-/77؟: تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمير)- كانون الأول (ديسمبر) 1557 مُيُون فلسطزية ‏ 69
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7279 (4 views)