شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 60)
- المحتوى
-
ب معين بسيسو شاعر البدايات الصعبة
ووجه الخوف
أعرف خوف الجارية الطفلة إذ تدخل في باب السلطان»
لحجرته أول مرة...
سيرتها تتوهج كالجمرة..
عيناها تنسكبان كحقي كافور فوق السجادة...
قدماها تسترقان السمع من الهول...
ثم يمد يديه...
ثم يسيل الصمغ الأسود»
يتجمّد فوق الفخذين 59).
يستفيد معين في استخدامه لعبة الزمن بين التراث والمعاصرة من فنون المسرح الحديثة,
وخصوصاً «التغريب»» ولكن أيضاً على طريقته الخاصة. فنراه في «ثورة الزنج»: و«شمشون ودليلة»,
وإلى حد ما في «محاكمة كتاب إبن المقفع»: يحيل المشاهد الى بانوراما الظلم كما تنداح صورها من
بطون الكتب وفهارس العتمة التي ختم عليها الخلفاء والمماليك وحكام العصر الظالمون بالغياب
والنسيان فرقدت في بطون الكتب مجرّد حكايا نائمة, بعد أن قصّوا جذور ارتباطها السابق واللاحق
بالحياة, وجعلوها تغادر لحظة الاستمرار الخالدة.
أن التغريبء هذاء ليس مجرد لعبة بين الزمانين» وان يكن الشاعر اعتمد فنياً هذه اللعبة, ولكنه
وهذا هو المهم, ٠ إعادة الزمن الى خط اتصاله الصحيح بنفسه أولاً وبالاحداث الكبرى والصغرى
المرتبطة به ثانياً. وهى الاتصال الذي ظلّ الشاعر يوقد له نيران الحياة حتى تدب فيه الروح: وحتى
ينهض من كبوة القمع التاريخي الذي لم يتوقف ولم يهدأ طيلة الازمان:
قصيدتك... بئرك... تأليفك... لا أدري
لكن الكومبارس تمرّد
دل ثويه...
هرب بسيقه...
هرب ومعه كل الكومباريس
لم يبق هنالك كومبارس واحد...
أنظ...
لا عبد فوق الأرض
كلهم هريوا
هريوا...(15)
وكما تقتضي «المشاهد» كاسلوب أثير لدى معينء تراه اعتمد في بناء هذه المشاهدء في أعماله
المسرحية؛ ديكورات بسيطة؛ يسهل تغييرها واستبدالها بسرعة؛ وهى ما منح هذا المسرح قيمة
وصفة «المسرح الشعبي».: إذا جان الوصفء حيث الديكور المتقشف والعدد المحدود من الممثلين»
وحيث يمكن أقامة هذا المسرح في أية صالة؛ وهى ما تقصد الشاعر أن يؤكده المرة تلى المرة,
حتى أن مسرحيته المعروفة «العصافير تبني أعشاشها بين الاصابع». والتي حازت على
العدد 553-516-/577, تشرين الأول (اكتوير)- تشرين الثاني (نوفمبر) - كانون الأول (ديسمبر) 19937 شْيُين فلسطزية 09 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17767 (3 views)