شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 65)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو حت
أسئلة أخرى؛ تنبثق عنه, كإجابات تجيء على هيئة أسئلة تقذ تقذفها الشخصيات الروائية من مواقعها
المتعارضة:؛ ومن منظورات متباينة, لتخلق توثراً درامياً متصاعداً يشق مجراه في كلا موقعى الحدث:
الصحراء والبيتء وليصل الى نهايته الحتمية التي تحقق بداية تشي بالمسار الذي ينبغي لسؤال
البحث عن الهوية أن يخترقه؛ وهى المسار باتجاه الوطن الذي منه تنبع قدرة الذات على الاختراق
والتجاون: فإذا كان أيطال رواية «رجال في الشمس» يحاولون اختراق «باب جبار لقدر جديد
مجهول»7©). في الوقت الذي عجزوا عن أن يدقوا جدران الخزان لأنهم يجرون ضد المسار الصحيح
- فإن كلل من «حامد» و«مريم» في «ما تبقى لكم» يخترقان بوابات القدر: الاول «بمزيج من المشاعر
التي تملا قبضتي مغامر شجاع وهما تدقان بواية «مجهولة»(*) والثانية «بكل ما في ها من قوة,(),
لآنهما يخطوان في المسار الذاهب باتجاه الوطنء والمتد اخل معه؛ وفيه. غير أن هذا المسار الذي ينتهي
بقتل حامد للجندي الاسرائيي الذي يصادفه في صحراء النقبء وبقتل مريم لزكريا «النتن» الذي
يطالبها بالتخلص من الجنين الذي حملت به منه؛ سفاحاً؛ ليس غير بد اية لتلمس الاجابة عن سؤال
الهوية, والاسئلة التي تسكنه؛ لآن آياً من الفعلين على الرغم من أنه يهدف في اتجاهات متقاطعة, الى
اختراق حائط الضرورات, والى تجاوز الماضي المكبّل, والى الاعتماد على الذات في مواجهة ضراوة العالم,
يظلء فعلاً فردياًء منطوياً في ذاته على شيء من الاحساس الفردي بالعجز المهيضء وعلى غياب
الاستمرارية, وهو ما يترك سؤال الرواية مفتوحاً على امكانيات تطوير الاجابة عنه في سياق البحث عن
هوية الذات؛ عن علّة وجودهاء عن دورها في العالم» وعن الطريق الذي ينبغي ان يسلكه الفلسطيني
في بحثه عن هويته: ومستقبل وجوده.
وتجي رواية «عائد الى حيفاء مواكبة, مثل غيرها من روايات كنفانيء المسار الواقعي للقضية
الفلسطينية, ولأسئلة الفلسطيني, في المنفىء عبر وعيه الممكن الذي يستشرفه غسان كنفاني» ويكتّفه,
ويفجّره أسئلة تبحث عن أجاباتها التي تفجر بدورها أسئلة أخرى في رواياته؛ ولقد جاء التوحد
الواقعي لفلسطين, حيث أكملت اسرائيل احتلالهاء في العام /15717. ليدفع غسان كنقاني الى طرح
سؤال رواياته المكتّف : سؤال الهوية والطريق» من منظور علاقة الذات الفلسطينية بماضيها في الوطن,
ماضيها الذي يسكنهاء والذي ترى اليه بوصفه ماضياً قابلاً للاستعادة ليكون مستقبااٌ, أى نقطة
انطلاق لتواصل العلاقة مع الوطنء بمعزل عن الانقطاع الناجم عن الاحتلال؛ والاقتلاعء وذلك عبر
نوع من الدفاع السيكولوجيء اللاواعي» الذي يحاول تغيّب هذا الواقع المرّعن الوعيء أوعبر محاولة
واعية لدفنه في أعمق أغوار الوعي الباطن؛ وكبت امكانية انفجاره. وإذ تطرح «عائد الى حيفا» سؤالهاء
فإنها تنتهي الى ترسّخ القناعة لدى بطلها «سعيد س» البرجوازي الصغير. بأنه وزوجته المسكونة,
مثله, بثقل ذاكرة الماضيء قد أخطاءا حين اعتبرا «أن الوطن هو الماضي فقطع("), ذلك 3 «قلسطين
الحقيقية فلسطين التي هي أكثر من ذاكنام أكثر من ريشة طاووس, أكثر من ولد ...7) وأكثر من
«مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة»(*), لا يقود الا الى العثور على غبار جديد ٠. هي فلسطين -
الوطن, الذي يعرفه خالد» ويرى اليه؛ «فالوطن عنده هى المستقبل»('') مما هى كذلك عند عشرات
الالوف من أمثاله الذين «لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام
الدروع وتفل الزهور»("). إن خالدأ وأمثاله «يصححون أخطاءناء وأخطاء العالم كله("")؛ كما يقول
«سعيد س». وإذا كان هذا الاخير قد وقف حائلاً دون تحقيق رغبة ابنه «خالد» في الانخراط ف حركة
الكفاح المسلح, في بداية الرواية» فإنه, في إثر المواجهة الحامية بينه وبين ابنه «خلدون»!(١١) يكتشف
عمق الوهم الذي خلّفه وعاش له وفيه؛ ويكتشف الخطأ الفادح الذي ارتكبه حين وقف حائلاً
6 شيون فلسطيزية العدد 117536-/1517, تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوقمبر)- كانون الأول (ديسمبر) 15557 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)