شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 66)
المحتوى
أماكن المنفى ف الرواية الكنفانية...
دون انخراط ابنه «خالد» في حركة الكفاح المسلح من أجل استعادة فلسطينء لأنه بات على قناعة
راسخة بأن استعادة البيت ‏ الوطن «شيء تحتاج تسويته الى حرب(02.
وهنا تتجاوب إجابات «عائد الى حيفا» مع إجابات «ما تبقئ لكم» حيث يلتقي وعي البرجوازي
الصغير مع وعي ابن المخيم في صوغ الاجابة:؛ وتطويرهاء وتوسيع حيّز حضورها في الذات
الفلسطينية» التي تبدو وكأنما تصوغ ذاتها في الوقت الذي تصوغ فيه اجاباتها عن أسئلة الصحراء
والموت: أسئلة منفاها وموتها في المنايء أسئلة ماضيها الذي تحاول استعادته وترى فيه مستقبلهاء
أسئلة الوطن الذي اكتملت سرقته وبدا منكراً لأبنائه الذين اعتقدوا انهم عادوا الى ماضيهم فيه,
واليهء ياكتمال سرقته, وتوحده تحت الاحتلال ‏ كما نرى في عائد الى حيفا - وحين تجيب «عائد الى
حيفا» عن كل هذه الاسئلة, وتكتشف وهم الاعتقاد بامكان مواصلة العلاقة مع الوطن في ظل
الاحتلال» فإنهاء بذلك؛ وبتجاويها مع «ما تبقى لكم» تشير الى مغزى تجاوز الاطار الفردي؛ وتؤكد ان
إعادة صوغ الذات الفلسطينية» وترسيخ هويتهاء وحضورها في الحياة, يكون جماعياً أو لا يكون؛ وأن
الطريق الوحيد الممكن لانجاز ذلك هو النضالء وفي مقدم وسائله الكفاح المسلح؛ وهى الامر الذي
تقوله الرواية الرايعة «أم سعد» على نحو شديد الجلاء والوضوح, وعلى نحى عميق ايم في المنظور
الرؤيوي بين أم سعد: «صوت تلك الطبقة القلسطينية التي دفعت غالياً ثمن الهزيمة»(*') والراوي؛
المثقف الثوريء البرجوازي الصغير. الذي يعرف أم سعدء ويتعلم منهاء لأنها «ليست أمرأة
واحدة 010 ‎٠‏ بل هي صوت تلك الطبقة «المسحوقة والفقيرة والمرمية . في مخيمات البؤس»"")؛ التي هي
«المعلم الحقيقي الدائم؛ والذي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكففٌ
الكدح ونبض القلب»(04).
ان عشور الاسئلة التي وضعت «رجال في الشمس» بداياتهاء » وغرست نواتها في تربة الابداع
الروائي لغسان كنفانيء على اجاباتها في رواياته المتتالية زمنياً في خلال عقد الستينات: وفي حدود ست
سنوات وحسبء لأمر ذى دلالةء على غير مستوى. فمن جهة, ثمة تكثيف واستشراف لالواقع ولأقصى
درجات الوعي الممكن لدى الطبقات الاجتماعية الفاسطينية التي تجد حضورها في روايات كنفاني»
ومن جهة ثانية» ثمة تحويل عميق» فني» لزخم الواقع الفلسطيني في مرحلة التحولات المتسارعة في
خلال عقد الستينات وهي المرحلة التي تتجاوب؛ في الواقع, مع تحولات عريية شديدة التساررع» ومن
جهة ثالثة, ثمة تحويل فني لمغزى هذا التسارع في روايات كنفاني» وبخاصة «ما تبقى لكم» التي
تشهد تحولات درامية لمفهوم الزمانء وتقيم تقابلاً حاداً بين الزمن الطبيعي والزمن الانساني» وترى
أن الزمن يفقد ثقله وجموبه؛ وثباته الباهظء حين يكون مجالٌ حيوياً لتحولات متسارعة: لا تكف عن
اجتراح تحولات جديدة, يخلقها ويبدعها الانسان. ومن جهة رابعة, ثمة تحويل فني للمقولات
الايديولوجية البارزةء والكامنة أيضاًء يعمّق صلة الرواية بالواقع» ويحفر للرواية الكنفانية, بوصقها
قولا لغوياً. أو ملفوظاً حكائياًء سياقها الفني الخاصء في إطار السياق العام للرواية الفلسطينية,
ويحدّد لهذا السياق الخاص موقعع اللتميز على المستوى الايديولوجي . وذلك باعتبار ان الفن «مجال
خاص من مجالات الايديولوجياء(9'), لأنه «تفكير عياني في تصورات تعميمية يجري انشاوؤها بواسطة
المفاهيم وهى يعيد خلق الحياة في صو" ')» ويفسّرهاء ويصدر حكمه عليها.
واستناداً لما سبق» قد يصدق على الرواية الكنفانية أن تسمى ب «رواية التحول الفلسطيني في
الستينات»؛ رواية سؤال الهوية والطريق؛ والبدء في صوغ الهوية في مجرى النضالء مثلما يصدق أن
نرى الى غسان كنفاني بوصفه واحداً من صاغة الهوية الفلسطينية التي أخذت تتلمّس تفسها
العدد 5797-157-170, تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمبر) 1157 يون فلصطؤية ‏ 56
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)