شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 70)
- المحتوى
-
أماكن المنفى في الرواية الكنفانية...
يحكمنا ويعنيناء دون أية محاولة لاسقاط ضوء من رؤية مغايرة على رؤيتهم . وهى ما يجعلنا ننظر الى
هذه الاماكن, كأمكنة في المنفى» بغض النظر عن الرؤية الجغراقية للمكان, أى الحدود التاريخية
لفلسطين التاريخية؛ ذلك لأننا لا نتعامل, هذاء وفي أي عمل ابداعيء مع المكان كوجود موضوعي بقدر
ما نتعامل معه كوجود وجدانيء ظاهراتيء ذلك لأن «القيم» الشعورية؛ والوجدانية» «تغير الحقائق»
الموضوعية؛ على حدّ تعبير غاستون باشلار, وكما سنرى بعد قليل. وفي تساوق مع الاقتراح الاخير,
نذهب نح اقتراح آخر يتصل بالأمكنة التي تذهب بعيداً في المنفى» أي نحو منفى المنفى» فمثلما
نظرنا الى المنفى في الوطن بوصفه متفى؛ كذلك ننظر الى منفى المذفى بوصفه مكاناً في المنفى» ومثلما
رأينا إلى المسافة الفاصلة بين المنفى في الوطن ومسقط الرأس بوصفها حدّاً. كذلك ينظر الى المسافة
الفاصلة بين المنفى (هنا) والمنفى (هناك) حداً أيضاًء وذلك لأنه يتوجب على الشخصية الذاهبة نحو
المنفى هناك, أن تخترق هذا الحدّ, مثلما يتهجب على الشخصية الذاهبة نحو الوطن مسقط الرأس
(هناك) أن تخترق الحدّ الذي يفصل بين المكانين داخل الوطن الواحد.
وفي ضوء هذا النموذج الشموليء سنذهب الى قراءة أماكن المنفى في روايات كنفاني؛ وتحليلهاء
على مستويات عدّة: آليات انبتاقهاء تمظهراتها وتجلياتها المختلفة, علاقاتها مع المكوّنات الأخرى
كالأحداث والشخصيات: حركاتها الدلالية ومدلولاتهاء وتحوّلات الدلالة: بحيث نبقى دائماً داخل
النصٌ الروائي وتشابك علاقاته, وداخل الضوء الذي يقدّمه نموذج البنية المكانية الكلية للرواية
الكنفانية.
أماكن المنفى, علاقاتها وتحؤلاتها الد لالية
نبدأ تعرفنا على مجال المتقى بوصقه واحداً من مجالات المكان الروائي في الرواية الكنفانية,
تنهض بقراءته هذه الدراسة بالتعرّف على سماته الطويوغرافية: ومكوّناته المكانية, متايعين ما سبق
الاشارة اليه من مستويات للتحليل؛ ومن خطوات منهجية واجراءات ضرورية . ويبدو لافتأًء منذ البدء,
أن هذا المجال المكاني الذي يتشكّل في سياق النسيج الروائي» ينقسم الى حيزين أولهما: حيز المنفى
داخل الوطن. وثانيهما: حيز المنفى خارج الوطن. وكل من الحيزين يتشكل من أماكن جزئية متعارضة,
أو متجاوية؛ كالمدن والقرى والمخيمات, وداخل هذه الاماكن توجد أماكن صغرىء ومحتويات وأشياء
تقبع داخل هذه الأماكن؛ قد تتعارض او تتجاوب: بنائياً ودلاليأًء فتمة طرق وشوارع في المدن» وثمة
أزقة وممرات ضيّقة في المخيمات والقرى» ثمة عمارات عالية وبيوت من إسمنت ومنازل في المدن» وثمة
أسقف وأطثة: وبيوت طين وآأكواخ تنك في المخيمات, وثمة داخل هذه البيوت أشياء ومحتويات: مثلما
توجد داخل المخيمات والمدن والقرى أماكن صغرى غير البيوت تحتوي أشياء ومكونات يجرى توظيقها
في بناء أماكن المنفى كواحد من المجالات المكانية في الروايات التى نحللها.. فلنذهبء إذن» الى التعورّف
على كلا الحيّزين» في ضوء ما قدّمناه حتى الآن. ١
الحيز الاول: أماكن المتفى داخل الوطن
من خلال تداعيات أبي قيس (أحد شخصيات رجال في الشمس) نتعرّف على جانب مما تختز:
ذاكرتقه عن ماضيه في الوطنء وعلى أحداث وقعت» ثم يتدخل 0 ليحدّد أماكن وقوع هذه
الاحداث: ومن بين هذه التدخلات ثلاثة مواضع نتعرف من خلالها على مكان انتقل اليه أبى قيس»
داخل الوطنء هو بمثابة منفى يلتبس فيه الجبر والاختيار, فأبى قيس هو الذي انتقل اليه ولكنه انتقل
من قريته. لأن هذه الاخيرة كانت على خطوط القتالء وهذا ما نقهمه, ضمناًء من قول الراوي:
العدد 1557515-/11/ تشرين الأول (اكتوير) تشرين الثاني (نوفمير)- كأنون الأول (ديسمير) 1451 شيُون فلصطزية 75 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)