شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 75)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو حح-
«كانت مخالب الليل قد خلت أسطحة المعسكر, فأخذت السماء ترتفع ببطء كأنها نسر ثقيل في لحظات
انطلاقه(*؟).
ذاك هو المشهد الخارجي للمخيم كما ترسمه «ما تبقى لكم» عبر آليات انبثاقه التى توخّاها السرن
الروائي فيهاء ويستطيع القارىء؛ في ضوء ما سبقء أن يتأمل في المقتبسات وقد حازت على سياق
جديدء عبر تتابعها الخطيء الذي لم نغفلء أثناء إقامته, العلاقات الترابطية التي حكمت أي من
الاشارات الواردة في السياق الأصليء ويستطيع القارىء ان يعيد عطف ملاحظاتنا السريعة التى
أعقبت تلك المقتبساتء على بعضها البعضء ومن خلال كلتا الخطوتين, يستطيع القارىء: ان يكوّن
تصوراً. ينبثق من هذه الاشارات الحسية اللغوية المتتالية, للمشهد الخارجي الكلي للمخيم؛ وأن
يرى الى آليات انبثاقه» والرؤى والحالات التي تحكمهاء والى تضافر عناصره الجزئية المكوّنة لبنيته
الكليّة. والى تفاعل هذه العناص. وغيرهاء في سياق السرد الروائي لخلق حركية الدلالة وانفجار
المدلولات.
ويبدى لافتاً في البدء, ان الرواية: «ما تبقى لكم» في تسميتها لهذا المكان قد استيدلت المعسكر
بالمخيم» ونكاد لا نعثر على الاسم الاخير على امتداد الخصء بينما لا نجد حضوراً للاسم الاول
«المعسكر» في الروايات الاخرىء وبخاصة «رجال في الشمس» ودأم سعد» اللتين تسميان هذا المكان
ب «المخيم», فهل ثمة. مفزى يمكن لهذه المفارقة أن تنطوي عليه؟ وهل يمكن للمعنى التوقيفي
الاصطلاحي المتباين بين كلا الاسمين( 3) أن يتدخل في تحديد مغزى هذه المفارقة؟ وهل يمكن
للايحاءات المتباينة التي تنبثق من كلا الاسمين أن تساهم في العثون على مغزى هذه المفارقة؟
هى أسثلة, قد تحتاج الاجابة عنها الى دراسة مستقلة تتناول العلاقة بين أماكن اللجوء.
وتسمياتها المختلفة, وتحاول تفسير استمرار تسميتها: معسكرات أ مخيمات؛ مع تغير مكوّناتها
الطويوغرافية؛ وتحولها في كثير من الأحيان والبلدان الى بلدات ومدائن! غير ان ما يعنيناء في إطار
دراستنا هذه؛ هى العثور على مصدر هذه المفارقة ومغزاهاء وذلك في سياق اعتقادنا أنّ تسمية الشيء
الذي هو موضوع للتأمل أو الاكتشاف المعرفيء هيء في ذاتهاء قبض على جوهر ماهيته: وذلك لآأن
التسمية لاحقة للمعرفة؛ وليس العكس ؛ وبهذا المعنى لا تكون المفارقة السابقة بلا دلالة: ولكن د لالتها
التي يمكن العثور عليها تظل؛ حتى انجاز الدراسة المشار اليهاء احتمالية, ترجيحية؛ ونحن اذا ما
عدنا الى الواقع؛ كمرجعية للنصء نجد أن أماكن تجمعات اللاجئين في غزة قد سميت «معسكرات»
بينما سميت مثيلاتها في الضفة الفلسطينية ودول الطوق «مخيمات»؛ ونحن لا نملك تفسيراً محدداً
لهذه المفارقة, التي هي مصدر المفارقة الحاصلة في الروايات؛ فالرواية التي تحكي عن مكان لتجمع
اللاجئين في غزة: تسميه «معسكرل : وتلك التي تحكي عن مثيله في غير غزة تسميه «مخيم, وهذا
يعني أن غسان يستخدم التسميات الدارجة دون أن يكبح حريتها في بِثّ ايحاءاتها الخاصة.
ومهما يكن من أمرء فإن أياً من الاسمين» سواء أنطوى على فكرة «العسكرة» أو «التخييم»» يدل
على المكان المتعين الذي يحتوي اللاجئين في منفاهم داخل الوطن وخارجه في آن معاً: إنه المكان الذي
يجسد فكرة المنفىء واقعاً بامتيان
ولا شك أن هذه الدلالة الكلية تتشكّل من تفاعل المدلولات الجزئية لمكونات المخيم وعناصره
المكانية» وهي المدلولات التي تشير, باستمرارء الى طارئية تشكل هذا المكان؛ وإلى غياب أية مقوّمات
تجعل منه بنية فاعلة في إطار بنية اجتماعية أوسمعء إنه المكان المتاهة. وليس هو المكان المجتمع,
غ377 يون فلسطيؤية العدد 517-916-/5737, تشرين الأول (اكتوير)- تشعرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمير) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)