شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 77)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو سح
بالسياق السردي وعلاقاتها المتشابكة, وهو الامر الذي يؤهلنا للقبض على حركتها الدلالية» ومدلولاتها
العميقة.
تجيء الاشارات الدالة على البيت؛ ولا نقول الفقرات الواصفة: محمولة على ثلاثة أصوات: صوت
الراوي» صوت حامدء صوت مريم؛ وعبر أي من الاصوات لا نجد استقلالا. أو حضوراً موضوعياً
للبيت ومحتوياته؛ فهو يتشكّل من خلال الاحداث ومشاعر الشخصيات وعلاقاتهاء فقى الاشارة الاولى
التي تجيء على لسان الراويء نبدا بالتعرف على شيء من مواصفات البيت ومحتوياته من خلال قيام
الراوي بسرد الاحداثء والكشف عن مشاعر الشخصيات بعد أن «غادر آخر الضيوف» الذين
حضروا عقد قران زكريا ومريم» وأغلق زكريا الباب» ولم يبق في البيت غير: حامد ومريم وزكرياء والراوي
الذي يتجول في البيت: دون ان يراه أحدء مثلنا تماماًء ونحن ندخل عبر الاصوات جميعاً الى بيت
مغلق الباب» يقول الراوي: «وحين غادر آخر الضيوف أغلق صهره الباب» وعاد كأن البيت بيته: خلع
حذاءه وتمدد على المقعدء فبد! مجرد لطخة مصادفة في مكان غير مناسب. ثم تنهّد: وشبك كفيه وراء
رأسهء وأخذ ينظر بارتياح مقيت الى أشياء الغرفة... ثم نهض كأن المقعد قذفه وأخذ يتجول في الغرفة
ناظراً إلى الارضص»2*7). ويقول الراوي» مستخدماً ضمير الغائب مثل ما سبق, ومشيراً هذه المرة الى
حامد الذي قرر مغادرة البيت والمخيم والمدينة متجهاً عير الصحراء الى حيث أمه في الاردن: يقول:
«وآراد وهو يهبط السلمء ان يسمع أي نداءء أن يلحقه صوت مريم: «عد يا حامد !»... ولكنه لم يسمع
الا أصوات خطواته وهي تخفق على السلم. وقبل ان يصل الرصيف صفق الباب وراعة...»(؟:).
وتجيء الاشارة الثانية على لسان مريمء عبر تداعياتهاء وعبر تداخل ضمائريء إذ تشير الى حامد
بضمير الغائبء والى زكريا بضمير المخاطبء وإلى نفسها بضمير المتكلم, وهو التداخل الذي يعمّق
انفلات التداعي ويقيم التوتر الدرامي والتشابك بين الاحداث والشخصيات والامكنة, تقول مريم:
«وحين كنت اسمع خطواته تخفق مترددة فوق السلم حسبت أنه سيعود» وكنت ممرّقةٌ بينه, هى الماضي
كله وبينك: أنت ما تبقى لي من المستقبل... ثم خطوت وصفعت الباب فأغلقت كل شيء. ومضيت الى
الغرفة الاخرى»(:*) .وف إشارة ثالثة نعرف شيئاً أساسياً عن علاقة حامد بأمّه وفي سياق الاشارة
الى غياب حامد نعرف شيئاً عن المادة التي صنع منها باب البيت: تقول مريم: «لوكانت أمي هنا لكانٍ
لجأ اليهاء للجأت اليها أناء لقلنا كلمة واحدة عنهء لما تركذا لدفتي الباب الخشبيتين أن تمحواه محواً
من هذا البيت بمجرد انغلاقهما»(!*). وفي إشارتين رابعة وخامسة, نعرف؛ من خلال تداعيات مريم»
وعبر سياق الحدث وتطوراته ان حامد حين عاد الى البيت» بعد حادثة مقتل سالم على يد الضابط
الاسرائيلي خلف الجدار في البناء المهدم قد دخله هادئاً وجافاً. وجلس عاضاً على شفتيه وهوينظر الى
مريم 1 نهض ودخل الى المطبيخ»(”*) وأبلغاها من هناك: «لقد قتلوا ساماً اليوم وغداً قد يجيء دور
أي مناء(*). فتلحق به مريم الى المطبخ ثم تخرج وتمضي «الى الشباك». وفي إشارة أخيرة عن المكوّنات
الهندسية للبيت من الداخلء نعرف ان ثمة ممراً يصل بين المطبخ والغرف الاخرىء وتتجيء معرفتنا
هذه في لحظة بالغة التودرء هي برهة من الزمن تنطوي على كثافة درامية تشي يقعل درامي بالغ الحدة:
وذا أثر تحويلي على الشدخصية وعلى السرد الروائي وعلى السياق الحدثي بأسره لأنه الفعل الذي ينهي
هذا السياقء ويبلغ به ذروته الاخيرة فيعوب لاضاءته من جديد؛ كاشفاً عن الشخصيات على نح وكامل
ونهائي. تقول مريم: «مضت الساعة البعيدة المعلقة أمام السرير تدق» فتعبر الممر وتدخل الى المطبخ
حيث كا نقف وجهاً لوجه صبيحة عرسناء!؛").
نذهب الى اعادة بناء هذه الاشارات المتناثرة, فنعش على بنية هندسية للبيت على النصى
71 شين فلعطينية العدد 27557-1515-/577, تشرين الأول (أكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر) . كانون الأول (ديسمير) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)