شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 78)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 78)
- المحتوى
-
أماكن المتفى في الرواية الكنفانية...
التالي: ثمة بيت مكوّن من غرفتين, على الاقلء وثمة مطبخء » وممرٌ يصل المطبخ بالغرفء وثمة سلّم يدل
وجوبه على ارتفاع البيت وعلى احتمال أن يكون مكوناً من طابقين؛ وثمة نوافذ وشيابيك: وباب خشبي
ذو دفتينء وثمة احتمال لوجود غرفة ثالثة؛ يتبدّى من خلال إشارة مريم الى رغبة زكريا في «استبدال
مقاعد الجلوس في الغرفة الاخرى»**), غير ان الاستخدام الدائم لعبارة «الغرفة الاخرى» يعطى
الانطباع بوجود غرفتين فحسب. 0
ومهما يكن من أمر فإن هذه المعطيات لا تدعنا تواصل الاعتقاد بأن هذا الذي نحن بإزائٌه بيت
تنك أى طين ذو سقف وإطلىء؛ ولا سيما » أيضاً » أن الراوي والشخصيات لا يضيفون البيت الى التنك
أى الطين؛ بل يستخدمون دائماً كلمة «البيت» لتسميته. وَإِنّ كنا نعتقد أن المواصقات الهندسية
ليست دالّة على شيء في ذاتهاء في سياق السرد الروائي» فإنها تظلٌ دالة من خلال جدلية الحضور
والغياب ؛ أي حضور بعض المواصفات وتغييب بعضها الآخر, ومن خلال رؤية الشخصيات لمواصفات
المكان: وعلاقاتها بالأحداث المروية. إن هذه المواصفات الهندسية, تعطي الانطباع» إن نظرنا اليها
معزولة» أننا بإزاء بيت استثنائي بالنسبة لبيوت المخيمء غير أن النظر الى البيت من خلال علاقاته
بالاحداث ووظائفه التي إينهضٍ بها في الرواية» يؤكد أن استثنائية البيت لا تنيع من مواصفاته
الهندسية بل من كونه مجالاً حيوياً لأحداث استثنائية يستحيل وقوعهاء ولكنها تقع؛ ومن كونه مجالا
لانبثاق رؤية الشخصيات للمكان عبر مواقعهم المتباينة. إن زكريا ينظر الى أشياء البيت «بارتياح
مقيت» بينما لا يرى فيه حامد غير «جحر قميء» ولا ترى فيه مريم غير قبر تدفن فيه عمرها الضائع»
ولئن كان الرادي يعكس المكنونات الداخلية لزكريا عبر نذظلراته» من خلال هذا التركيب اللفوي
المتياين: لفظياً وبلالياً » ليعطي الانطباع الكافي عن رؤية زكريا للبيت» وعن رؤيته هو أي الراوي -
لرؤية ذكريا ٠ أوليؤشر ايحائياً الى تناقضات مكبوتة د اخل زكريا نفسه؛ أوغير ذلكء فين المكان وأشياءه
ن مجالاً لوصف الشخصية لا لوصف المكان: وعلى هذا النحوء لا تنبثق رؤية حامد للبيت
بوصقه الجعاً قمين لمن خلال المقارنة بينه وبين بيتهم الذي اقتلعوا منه يوم طردوا من يافاء ومن
خلال طموح حامد الى إعادة جمع العائلة من جديد «في بيت أفضل من هذا الجحر القميع»(1*) .وعلى
الرفم من أن مريم هي الاكثر صلة بالبيت» لأسباب عديدة؛ فين رؤيتها له تنبثق من خلال فكرة
المقارنة مع البيت الذي كان في الوطن الذي كانء ومن خلال احساسها المكتّف بمرور الزمن الذي
كان بالفسبة لها «موتاً يعلن عن نفسه مرتين على الأقل»(7 *», وهكذا نجد ان أيَاّ من حامد ومريم لم
يولّدا أي شعور بالألفة مع هذا البيت, بينما بدا زكريا مستعداً لتوليد مثل هذا الشعور, وعلى العكس
من هذا الاخير فإن البيت بالنسبة لحامدء ولمريمء ليس غير مكان للموت المتربّض بهماء وليس غير
مكان تتردد في جنباته ذكريات الموت» أى مكان للاعلان عن موت قد حدث للتو؛ فقد لاحظنا كيف أن
البيت هى المكان الذي أعلن حامد فيه عن موت سالمء وكيف أن مريم تعيش فيه موتا يعلن عن نفسه
مرتين على الاقل» ولسوف تلاحظ من خلال تحليلنا لمحتويات البيت ووخلائقها في الرواية: عبر تشابك
علاقاتهاء الكيفية التي يكون فيها البيت رديفاً للقبر. فيكون قبرأً يحتوي الانسان والزمان.
أشياء البيت: الراديى والأسرّة الدمويش
ليس ثمة من شيء من محتويات البيت الحاضرة في النص على غير صلة بالاحداث والشخصيات»
سواء تلك الاحداث المستدعاة عبر الذاكرة وآلية التداعيء أو تلك التي تحدث الآن» أى الشخصيات
الحاضرة التي تشارك في انفجار الحدث أو الغائية التي هيء دائماً » على صلة به. وبأشياء البيت التي
تحضر من خلاله. وتبدى الساعة؛ ساعة الحائط: وهي تمارس حضورها بكثافة عالية: بوصفها
العدد 2511-5377-9156 تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر) كائون الأول (ديسمير) 1157 لتُيُون فلعطيزية /ال/ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)