شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 86)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 86)
المحتوى
أماكن المتفى ف الرواية الكنفانية...
أى أجساداً هي نعوش تحتوي موتى. لا تعود الساعة نعشاً؛ فقد خرج العكاز من إسارهء وصارت
دقات الزمن الجديد بديلاً له. خطوات تقرع في فضاء الوطن والعالم, ولا يعود السرير نعشاً» فقد ذهب
زمن الاستلقاء العاجز قبالة الساعة ‏ النعش لعدّ دقات زمن يموت؛ وذهب زكريا الذي جعل السرير
نعشاً دفنت فيه أماني مريم» ذهب الى موت حقيقي لا يشبه ذاك الذي كانت تراه مريم في إغراقه في
النوم. لا يعود شيء في البيت يحمل مدلوله القديم» ولا يعود البيت قبراًء لأن مريم نفسها لم تعد هي
المستكينة العاجزة التي يصبغ موتها في الحياة رويتها لكل شيء.
إن أشياء البيت» والبيت نفسه. والمخيم» التي شكّلت معادلات موضوعية: فنية» للواقع»
وتضافرت جميعاًء مع الصحراءء وأبطال الرواية لتصوغ الرواية كمعادل فني كني للواقع الفلسطيني
في المنفى, في تلك الحقبة من الزمن» وذلك عبر تحويل الواقعي الى المتخيّل: والايحاء الدائم بامكانية
انبثاق واقع مغايرء والوصول في الرواية ذاتها الى الخطوة الاولى نحو انبثاق ذلك الواقع؛ نقول: إن
البيت وأشياءه والمخيم» في ضوء ما سبقء لا يمكن لها ان تواصل الاحتفاظ بمدلولاتها القديمة ذلك
لأن تحول الرؤية للعالم يحول مدلولات الاشياء ويصبغها بصبغته, ومع حضور الوعي الممكن يصير
الوعي القائم ماضياًء وعلى هذا النحى يصير ما أنجزته رواية «ما تبقى لكم» وعياً قائماً يبحث عن
تحولاته, فيعثر على انفجاراتها في «أم سعد»؛ حيث تصير خطوات حامد ومريم؛ وقناعات سعيد س.
الجديدة في «عائد الى حيفاء» مدا جماهيرياًء ملحمياً. يحتضن وعياً قائماً يبحث عن وعيه الممكن, بثقة
واقتدان» لأنه ناهض على وعي يتحول مع وقع الخطوات. وفي المسافة بين الوعي القائم والوعي الممكن
تعثر أماكن المنفى خارج الوطن على تحولاتها الدلالية.
ولكن وقفنا عند ما قدمته «ما تبقى لكم» من تحولات لدلالة المخيم والبيت, كأماكن للمتفى داخل
الوطنء ومن نبوءات تشي بانبثاق زمن الثورة والفعل من هذه الاماكن ذاتهاء فإن روايتي «رجال في
الشمس» ودأم سعد» تقدمان تجليات وتمظهرات للحيز الثاني في مجال أماكن المنفى ؛ وه حيّز المنفى
خارج الوطن: وتصوغ «أم سعد» تحولات الرؤية للمكان مع تحولات الرؤية للعالم, عبر مخاضات
عبرها الوعي الفلسطينيء وحاولت الروايتان» التعبير عنها فنياً.
الحين الثاني: أماكن اللنفى خارج الوطن
لا تنشغل رواية «رجال في الشمس» بتقديم مكدّف لأماكن المنفى كأماكن إقامة خارج الوطن,
وذلك لان أحدائها تقع في المجال المكاني الذي يفصل المتقى (هنا) عن المنفى (هناك) أي انها تقع في
نطقة الحدء في !! اء التي تف ل أماكن المنفى هناء عن الكويت كمتفى هناك؛ أي صحراوات
كثيرة كصدراوات الاردن والعراق والكويت . وأحداث رجال في الشمس القائمة على منطق الرحلة؛ وعلى
اختراق أماكن الحد المحرّمة ‏ كما هو حال حامد في «ما تبقى لكم» ‏ تتكثف في صحراء الكويت: وفي
الاماكن الحدوبية الحدّية ‏ التي يتوجب على أبطال الرواية اختراقهاء وهي لا تستدعي حضور
المخيمات أو أماكن الاقامة في المثقى ‏ هنا الا في سياق رسم خلفية الاحداث وتقديم ماضي
الشخصيات والكشف عن الطموحات التي اتخذها كل منهم داقعاً لرحلته, وفي هذا السياق نعثر على
إشارات؛ طفيفة غير أنها دالة, عن أماكن اقامة أبطال الرواية في المنفى, وهي الاماكن التي انطلقوا
متها نحى منفى المتفى.
غرفة ما في مكان ما في للنفى
لا تحدّد «رجال في الشمس» المكان الذي انتقل اليه أبى قيس بعد اقتلاعه من الوطن» من
العدد 517-175-/551, تشرين الأول (اكتوير) تشرين الثاني (نوفمبر) ‏ كانون الأول (ديسمير) 1195 شْيون فلسطزية 2 5/
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)