شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 87)
- المحتوى
-
عبد الرحمن بسيسو حح
قريته, ومن القرية التي ضمت ذلك البيت العتيق الذي انتقل اليه, داخل الوطنء بعيداً عن خطوط
القتال. غير أن الرواية؛ عبر تداعيات أبي قيسء وفي لحظة مكاشفة يخاطب فيها نفسه؛ تضيء شيئاً
عن حالته, وعن المكان الذي يحتويه في المنفى, بعد اقتلاعه من الوطن... يقول أبوقيس: «في السنوات
العشر الماضية لم تفعل شيئاً سوى ان تنتظر. .. لقد احتجت الى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدّق
أنك فقدت شجراتك وييتك وشبابك وقريتك كلها.. . في هذه السنوات الطويلة شق الناأس طرقهم وأنت
مقع ككلب عجون في بيت حقي .. ماذا تراك تنتظر؟ أن تثقب الثروة سقف بيتك... بيتك؟ إنه ليس
... جل كريم قال لك : أسكن هذا! هذا كل شيء؛ وبعد عام قال لك أعطني نصف الغرفة؛ فرفعت
2-2 مرقعة من الخيش بينك وبين الجيران الجدد... وبقيت مقعياً حتى جاءك سعد وآخذ يهزك
مثلما يهز الحليب ليصير زبدأ»!'*). ثمة إذن غرفة في مكان ما في مجال المثفى خارج الوجان, تصير
بعد عام من المكوث فيها نصف غرفة فحسبء لأن الغرفة شطرت بأكياس الخيش كي يشغل نصفها
الآخر لاجىء آخرء بناء على رغبة فاعل الخير الرجل الكريم الذي قدم الغرفة لأبي قيس وأسرته المكونة
من زوجته وابنه قيس وطفل صفين وجلي ان قيمة الانتماء الى المكان غير متوفرة, فأبى قيس يراه «بيتاً
حقيرأً» ثم لا يراه بيتاً بل غرفة» ولا يرى أنه بيتهء فهو مسكون ببيته الذي هناك ويشجراته التي
غرسها في حقله في قريته. وتبدى هذه الغرفة الفارغة تكثيفاً لسنوات المنفى «الكبيرة» و«الجائعة».
ولسنوات «الانتظان» الطويلة .
وحين يجيء سعد ويحرّك في وجدان أبي قيس» وعقله, مسؤولياته إزاء الاسرة وتعليم قيس والأبن
الذي سيكبرء ويدعوه الى شق طريق في المنفى, تنبثق في أحلام يقظة أبي قيس. المسكون ببيته
وشجراته وقريته, امكانية اعادة انتاجها جميعاً ف مكان ماء بالاضافة الى تعليم قيس؛ وذلك من خلال
شق الطريق في المتفى بالذهاب إلى متفى المنفى - الى الكويت؛ حيث: «سسيكون بوسعنا ان نعلم قيس...
وقد نشتري عرق زيتون أى إثنين. .. ورجما ذبني غرفة في مكان ماء(”'") » تلك هي أولويات أبي قيس
المسكونة بفكرة اعادة انتاج الوطن خارج الوطن, وتحقيق ميدأ الاتتماء الى المكان من خلال فكرة
الامتلاك: «نبني غرفة». وهي الاولويات التي تلح عليه فتتكرر في تداعياته والسيارة تلهب الحطلريق في
صحراء الكويت7١١١)
إن مبدأ «التعميم» الذي يتوخاه كنفاني في تجسيد الغرفة بوصفها غرفة ماء » في مكان ما في المنفى»
يعكس عير تداخله مع ميدأ «التخصيص» الذي يحيل الغرفة الى أبي قيس تحديداً فكرة مؤّداها ان
هذه الغرفة هي غرفة اللاجىء - المنفي خارج الوطن» فهي غرفة «نموذج» بضيقها وحقارتها وعرائها
وخوائهاء مثلما ان أبا قيس «نموذج» لفئّة من اللاجثين قادتها الضرورات الضاغطة: والانتظار
الساكت الطويل» وأحلام اليقظة؛ الى العمل على اعادة انتاج الوطن خارج الوطن!
اللخيم, كوخ طين: بيت اسمدت» جنة إلهية
ولئن كنا غير قادرين على تحديد ما إذا كانت غرفة أبي قيس داخل المخيم أى خارجه؛ وهو أمر
دال كما سبق إلقول؛ فإن «رجال في الشمس» تقدم صورة موجزة, ودالة أيضاً؛ لبيوت المخيم؛ الذي
لا نعرف» أيضاًء في أي بلد يقع على وجه التحديد, وذلك من خلال تداعيات مروان التي تكشف عن
خلفيته الاجتماعية, والبيت الذي يقيم فيه في المنفى» والدوافع التي قادته الى الانخراط في رحلة
الصحراء والموت.
في رسالة هي أشبه ما تكون بالتداعيات يكتبها مروان الى أمه من «فندق حقير مرمي في
66 شين فلسطفية العدد 717-516-/717؟؛ تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمير)- كاتون الأول (ديسمير) 15517 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10644 (4 views)