شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 88)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 88)
المحتوى
أماكن المنفى في الرواية الكنفانية...
طرف الكون» 7 '') هو الفندق الذي يقيم فيه في البصرة حتى يتمكن من ترتيب أمورتهريبه الى الكويت,
عبر الصحراءء نتعرف على الاسباب التي جعلت أباه يترك البيت والاطفال الاريعة؛ أبتاءه, ويطلّق
زوجته . وفي سياق الكشف عن هذه الاسباب نعرف شيئاً عن مواصفات بيت المخيم, .كما نعرف شيئاً
عن مواصقات.البيت الآخر الذي انتقل اليه الأب, باعتبار أن هذا البيت الذي شكّل أقصى طموحات
الآب هو السبب وراء ما حلّ بالأسرة. يقول مروان متحدثاً لأمه, ولنفسه أيضاًء عن أبيه: «لقد كان
طموحه كله... كل طموحه؛ هو أن يتحرّك من بيت الطين الذي يشغله في المخيم منذ عشر سنوات
ويسكن تحت سقف من اسمنتء كما كان يقول...الآن: زكريا راح...آماله كلها تهاوت... أحلامه
انهارت... مطامحه ذابت... فماذا تعتقدين أنه سيفعل؟ لقد عرض عليه صديقه القديم والد شفيقه
ان يتزوجها... قال له إنها تمتلك بيتاً من ثلاث غرف في طرف البلدء دفعت ثمنه من النقود التي جمعتها
لها منظمة خيرية»(''). وعبر تداعيات مروان عن رسالة بعثها أخود زكريا من الكويت نعثر على إشارة
تفيد بوجود مدربسة في المخيم يتعلم قيها مروان ويدعوه أخوه الى تركها و«أن يغوص في المقلاة مع من
غاصء!*''). ويكشف الرواي عن الغاية الهدف الذي توخاه مروان من انخراطه في رحلة البحث عن
منفى ‏ في المنفى» فهى يتطلع الى سد الفراغ الذي تركه زكريا يوم توقف عن ارسال «مئتي روبية»*١')‏
شهرياً. كانت تحقق للأب بعض الاستقرار الذي يحلم به, وهى يتطلع الى ان يرسل كل قرش يحصّله
الى أمه كي «يغرقها ويغرق إخوته بالخير حتى يجعل من كوخ الطين جنة الهية... ويجعل أباه يأكل
أصابعه ندماً!»('). ومن خلال صوت الراويء المتداخل مع تداعيات مروان: نتعرف على شيء من
مواصقات بيت الاسمنت من خلال تعرفنا على ماحدث عندما ذهب مروان لتوديع أبيه: يقول الراوي:
«صفق الباب وراءه وسار. كان ما زال يسمع صوت عكاز شفيقة يقرع البلاط برتاية, وعند المنعطف
تلاشى الصوت»37:١)‏
تلك هي جملة الاشارات التي عشرنا عليها في سياق السرد الروائي عن كوخ الطين وبيت
الاسمنت» عير آليات أنبثاقها المختلفة وجلي هناء كما هى الحال دائماً في روايات غسان كنفانيء أن
الاماكن لا تحضر الا عبر صلتها بالشخصيات والاحداث؛ وهي هنا تجيء في سياق رسم الخلفية
الاجتماعية لمروان» والطموحات التى سكنت أباه والتى تسكنه. وتلك التى سكنت أخاه زكريا. لا شك
ان زكرياء في البدء؛ كان يتطلع الى انقاذ الاسرة من الجوع والفقر وكوخ الطين غير أنه ضاع في الكويت:
وتخلى عن تطلعه؛ فانهارت بذلك أحلام الأب وتمزقت الاسرة» فجاء مروان حاملاً الطموحات ذاتها بل
رافعاً سقفها الى الأعلى من خلال رغبته في تحويل كوخ الطين الى «جئة الهية»! وهكذا يتبدى «البيت»
في بؤرة أحلام اليقظة والطموحات على نحو مقارب ما رأيناه عند أبي قيس . ويتيدى بيت الاسمنت ذو
الغرف الثلاث والسقف الاسمنتي والارضية المبلطة, نقيضاً لكوخ الطين في المخيم» وسقفاً للطموح
الدافع الى رحلة البحث عن تحسين شروط الحياة في المنفى؛ بعيدأ في المنفى. وهي الرحلة التي انتهت
الى موت مهين دآأخل خزان: هو قبر في صحراء؛ هي مقبرة.
ولئن كانت الاشارات السابقة, لا تكفي لاقامة تصور واضح حول انعكاس بيوت المخيم والمخيم
نفسه في روايات كنفاني التي تناولت أماكن المنفى خارج الوطلن» فين الاشارات الواردة في دعاية ْْ
سعد» تساعدنا على اقامة مثل هذا التصورء فالاحداث والوقائع والتحولات الملحمية التي تقدمها .
رواية «أم سعد» تقع في إطار المخيم كمكان للمنقى خارج الوطن, وتستحضر أماكنه, 0 ف
المنفى» وذلك لأن الشخصيات التي تتحرثا في الرواية» وخاصة «أم سعد» تسكن المخيم» وتعيش
تحولاته الناجمة عن تنامي البدايات الاولى للثورة الفلسطينية: وتحولها الى مدّ جماهيري
العدد 8؟275-57-/117؟, تشرين الأول (اكتوير). تشرين الثاني (نوقمير) ‏ كانون الأول (ديسمير) 15557 يون فلمطيزية ‏ /1/
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10644 (4 views)