شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 89)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 89)
المحتوى
عبد الرحمن يبسيسقي حت
واسع؛ ملحمي الحضور والخطوات.
في المدخل الذي كتبه غسان كنقاني لرواية أم سعد والذي نعتبره مع الاهداء؛ والعنوان,
وعناوين اللوحات: مصاحبات نصية؛ تمثل مداخل وقنوات مهمة؛ ودوالاً لها أهمية خاصة في قراءة
النص 1 اكتشاف علاقاته وحركاته الدلالية ومداولاته ‏ يصف غسان المخيمات ب «مخيمات
البؤس»(4: '). وسيجرى على امتداد السرد الروائي» وعبر صوتين هما صوت الراوي وصوت أم سعدء
أى صوت الاخيرة محمول علي صوت الراويء تعريفنا على المكونات المختلفة لهذه الصفة: «البؤس»
والأسباب التي جعلت غساناًء والراوي وبطلة الرواية: بعده» يرون الى المخيمات وهي متسمة بهذه
الصفة... وسنحاول اعادة بناء الاشارات الدالة على المخيم وبيوته, ثم نذهبء بعد ذلكء الى التعرف
على أماكن أخرىء في المنفى» تقدمها الرواية في تضاد مع المخيم» ومع بيت أم سعد.
اللخيم: هذا الحيس العجيب
تبدأ الرواية لوحتها الاولى «أم سعد والحرب التي انتهت» بالراوي واقفاً وزاء نافذة بيته؛ في ذلك
الصباح التعيس الذي انتهت فيه حرب حزيران 57 بهزيمة العرب التي جعلتنا «نطوي أنفسذا على
بعضها كما تطوى الرايات»(؟ ‎,)١'‏ وفجأة؛ يرى أم سعد قادمة من رأس الطريقء فيقفز الى ذهنه سؤّال
من بين أسئلة كثيرة: «كيف تراها رأت المخيم حين غادرته هذا الصباح»(١١).‏ لا شك ان ما سيق
سيدفعنا الى توقع رؤية للمكان ‏ المخيم؛ محكومة بانعكاسات الحرب التي انتهت بالهزيمة, والتي
كانت, مع اندلاعهاء موضع أمل يحدوبه اللاجئون والمثفيون بأن يعودوا الى وطنهم الذي اقتلعوا منه»
ففقدوا بانتهاء الحربء بالهزيمة؛ الوطن مرتين: وفقدوا الامل الذي راودهم طويلاً, غير أن هذا التوقع
سرعان ما يتبدد ونحن.نرى الى أم سعد وهي تدخل البيت» ثمء تسحب من صرتها الفقيرة التي كانت
ألقتها في الركن «عزقاً بدا يابس(1١١)‏ هو عرق قطعته من دالية صادفتها في الطريق وتود غرسه قرب
باب بيت الراوي؛ مؤكدة إن الد الية مثل الزيتون؛ لا تحتاج الى ماء, وأنها شجرة معطاءة, وأن الراوي
في أعوا م قليلة سياكل عنباً. .. فمن أين تجيء أم سعد بهذا التفاؤل الذي يبدد توقعنا السابق لما يمكن
أن تكون عليه رؤيتها للمكان» وللزمان أيضاً ‎٠‏ أي رؤيتها للعالم التي تحدد رؤيتها لكل شيء... لن يمكث
تساوّلنا هذا طويلاٌ »إن يعرّفنا السرد بعد صفحة واحدة: بالضيط؛ على مصدر هذا التفاؤل» فحين يوجه
الراوي سؤاله لأم سعد: «كيف كان المخيم اليوم؟('') تنبثق الاجابات التي تكشف عن مصدر
التفاؤل على الرغم من الاحساس العارم بالهزيمة: «بدأت الحرب بالراديو وانتهت بالراديى وحين
انتهت قمت لأكسرة؛ ولكن أبأ سعد سحبه من تحت يدي. آديا ابن العم! آه9١0)‏ . ففي مقابل هذه
الآهات المحبطة ثمة شعور بالقوة مصدره أن سعداً ‏ ابنها مع رفاقه من أبناء المخيم قد ذهبوا نحى
الجبل كي يقطعوا الحدود: «وعاد ذراعها مرة أخرى يشير الى تلك الحدوب»(*''). وعلى هذا النحولن
نكون بإزاء رؤية واحدة الجانبء بل بإزاء رؤية جدلية: تماماًء يتضامن في يثهاء عبر السرد, صوتا
الراوي وأم سعدء فنرى الى المخيم وأمكنته وبيوته في واقعهاء وفي سياق تحولاتهاء وعبر انعكاسات
المشاعر وهي تمر في قناة ذلك المنظور الرؤيوي.
ترى أم سعد أن المخيمات حبوس: «أتحسب أننا لاانعيش في الحبس؟ ماذا نفعل نحن في المخيم
غير التمشّي داخل ذلك الحبس العجيب؟ الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع! المخيم حبسء وبيتك
حبسء والجريدة حبسء والراديى حبسء والباص والشارع وعيون الناس... أعمارذا حبس والعشرون
سنة الماضية حبس...(١١).‏ ولكنها في المقابل ترى أن سعدا «سيخرج من الحبس.
68 شين فلسطيزية العدد 117-517-5*0؟, تشرين الأول (اكتوير)- تشرين الثاني (نوفمبر)- كانون الأول (ديسمير) 1557
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)