شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 90)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 90)
- المحتوى
-
أماكن المنفى ف الرواية الكنفانية...
الحبس كله .)٠١١( وتقول أم سعد: «اهترأ عمري في ذلك المخيم»(!١'). ولكنها في المقايل ترى أن سعدا
ورفاقه سيخلصونها من اهتراء العمر: «كل مساء أقول يارب! وكل صباح أقول يا رب! وهاقد مرت
عشرون سنة؛ وإذا لم يذهب سعدء فمن سيذهب(15) . وفي ضوء هذه الرؤية ترى أم سعد الى
الفرق بين خيمة اللاجىء وخيمة الفدائي فتقول قولتها التي صارت مثلاً سارياً في وجدان
الفلسطينيين: «خيمة عن خيمة تفرق»(5١03. /
ولئن كانت هذه الاقوال تكشف عن المنظور الرؤيوي: وهل تدخل في إطار التعبير عن أفكار
ومقولات مجردة, فإن التجسيد الحيوي لمشهد المخيمء يتبدى من خلال إشارات تجيء غالباً على
لسان الراوي» وهي اشارات تمكننا من رسم صورة طويوغرافية تتكشف من خلالها شروط الحياة في
المخيم المنفى خارج الوطن . ولتحديد موقع هذا المخيم نعثر على إشارة واحدة» تجيء في سياق اللوحة
الخامسة «الذين هريوا والذين تقدموا ونصها هق: «كانت أم سعد 3 تعشى ابنها الصغير حين سمعت
دوي الاتنقجار الاول. مخيم البرج لا يبعد كثيراً عن المطار...»(* 0 ٠ إذن» نحن بإزاء تحويل في
لمواصفات وخصائص مكان واقعي' »هو مخيم البرج الذي هى أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينين في
استغرقها عرق الدالية الناشف ما بين لحظة غرسه في بداية الرواب» ولحظة أن يزغ منه رامس خف
كان يشق التراب بعتفوان ن له صوت2(١55)), والحق أن هذا الكلام صحيح إذا ما دفعنا هذه الاشياء
نحو أقصى احتمالاتها» وخارج سياقهاء وجعلنا الواقع الذي تشي به مرجعية لنا في قراءة النص,
ومحاكمته. غير أن ذلك ليس صسميحاً نذا ل نبحث في القن عن مطابقة الواقع بل عن تحويلك فني. ولا
نرغب في رؤية الواقع منسوخاً ف القن رغم أنه هو المرجع الاصيل لأي عمل قذي » بل نتطلع دائماً إلى
اعادة خلق الواقع: عير ادراكه جمالياً. وتفسيره ومحاكمته؛ وفي أفق هذا الضوءء نجد أن «أم سعد»
التي تستلهم واقع «مخيم البرج» تصوغ صورة فنية لأي مخيم فلسطيني في أي مكان من أماكن
المنفى خارج الوطن» من خلال «الخاص» الذي يشي ب «العام» ويدل عليه فما هي إذن» صورة
المخيمء في إطار هذا الجدل القائم بين «الخاص» و«العام»؟
في أول إشارة ترد على لسان الراويء نجده يذهب الى التعميم والى الوصف التجريديء فيقول
«آم سعدء المرأة التي عاشت مع أهلي في «الغبسية» سنوات لا يحصيها العدء والتي عاشت, بعدء في
مخيمات التمزق سنوات لا قبل لأحد بحملها على كتفيه. ., فنضيف الى الوصف الاول الذي
جاء على لسان غسان نفسه. في المقدمة» وصفاً مجرداً جديداً دون أن نعثر على جديد.
يظل المخيم غائباً؛ حاضراً عبر كلمات مجردة؛ الى أن يصير هو نفسه مجالاً لوقوع الاحداث»
فيبدأ في ممارسة حضوره كمكان روائي» ففي اللوحة الثالثة «المطر والرجل والوحل» ل سعد
الى بيت الراوي في صباح يوم ماطرء وتكون السماء طوال الليلة الفائتة «تكبٌ سطول؟"): وحين
تدخل أم سعد وهي تقطر بالماء, ويشاهد الراوي «شريطاً من الوحل الاحمر يطوّق طرف رد ائها»!؛"١)
يلفت نظرها الى ذلكء فتتولد مناسية نتعرف من خلالها على المخيم في ليل ونهار ماطران: تقول أم سعد:
«طاف المخيم في الليل... الله يقطع هالعيشة»(*'). وتقول: «بكينا أكثر مما طافت المياه في المخيم ليلة
أمس»(؟'). وتقول: «أمضيت كل الليل غارقة في الوحل والماء. عشرون سنة... لا أريد أن آموت هناء
في الوحل وووسخ المطابخ؟ أريد ان أعيش حتى آراهاء159). وتقول أيضاً: «كان الليل ثقيلاًء وكنا
نشتغل بالوحل والماء.(4'). ويقول الراوي: «تعالي يا أم سعد. إجلسي هنا. أنت متعية فقطء وريما
كان شوقك لسعد وقلقك عليه هما اللذان يصدعان رأسك. وكذلك الطقسء أنت تشعرين بالتعاسة
العدد 51/977775 تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمير) كانون الأول (ديسمير) 1555 لثثون فلسطفية 4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)