شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 94)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 94)
- المحتوى
-
أماكن المنفى في الرواية الكنفائية...
مخيمات البوؤس على اجتراح الفعل» وعلى إعادة تشكيل رؤيتها للعالم» بما يتواعم مع تفجير قدراتها
على الفعل المؤدي الى خلاص حقيقي('؟'). وليس بلا دلالة أيضاً أن الرواية؛ في ما يتعلق بالحجاب»
لم تضع الحجاب القديم في دائر: ة تحول دلالي» فقطء بل وضعته في سياق استبد الي سياق نفي وتأكيد؛
الغاء وأثبات, يكون معه» حضور الرصاصة العقد ؛ أو الحجاب الجديد على حدّ تعبير آم سعدء نفياً
قاطعاً للحجاب القديم؛ إذ يصير الكفاح المسلح بالوهي وبالسلاح, بديلاً يشطب زمناً؛ ويجيء بزمن
آخر؛ بشطب زمن الوعي الغائب والانتظار العاجز ويجيء بزمن الوعي القائم؛ والمتحول بحثاً عن
أقصى حدوب تجلياته الممكنة؛ عن وعيه الممكن.
غير ان هذا الوعي» كما تقدمه ام سعد: رواية وشخصية ملحمية, لا يتطور في اتجاه واحدء فهى
في تطوره باتجاه العثور على طرائق مواجهة العدى الاسرائيلي على المستوى الوطنيء يتطور, أيضاًء في
اتجاه مواجهة القوى الاجتماعية المستغلة, على المستوى الطبقيء ومن خلال تفاعل كلا المستويين
تتشكل رؤية أم سعد للعالم؛ وهي الروية التي يستلهمهاء ويشارك في صوغها: الراوي: المثقف الثوري
ذى الاصول البرجوازية
ان بيت أم سعد الذي يكثّف مغزى تحول الوعي في مواجهة العدى الاسرائيلي (العدو القومي)
من خلال القاء الحجاب القديم؛ الوعي القديمء بين الاشياء المهملة واستبدال الرصاصة العقد؛
الحجاب الجديدء به. هو نفسه الذي يكدّف مغزى تحول الوعي في مواجهة القوى المستغلة (والعدى
الطبقي) وذلك من خلال علاقة التضاد القائمة. منذ أول لقاء مع بيت أم سعد في النصء بين بيتها
وبيوت الآخرين. ولئن جاءت علاقة التضاد هذه على نحى إشاري فحسبء ومن خلال جملة اعتراضية
لها دلالتها على المستوى النصيّء كما لاحظنا في اللوحة الخامسة, فإن هذه الجملة تصير نواة للوحة
كاملة تنهض بتعميق علاقة التضادء وتوليد فاعلية التباين والمغايرة التى تحدث التأثير المنبة» عبر
احداثها لما يمكن تسميته ب «صدمة التعرف»!**')؛ حيث في هذه اللوحة «الناطور وليرتان فقط». وهى
اللوحة السابعة, نذهب مع أم سعد والراوي والمرأة اللبنانية الجنوبية للتعرف على بعض المواصفات
الهندسية لبيوت الآخرين, وعلى ما يجري في هذه البيوت من استغلال للفقراء, فلسطينيين ولبنانيين»
3 آن معاً.
ولا تنبثق الاشارات التي تحمل المواصفات الهندسية لبيوت الآخرين إلا من خلال تكثيف حالة
الاستغلال التي تتعرض لها أم سعد والمرأة اللبنانية من قبل صاحب احدى عمارات وسط المدينة,
وبمساهمة «ناطور البناية» الفقير أيضاً. فإذ تخبر ام سعد الراوي عن الناطور الذي يطاردها للعودة
الى العمل, وعن الاحداث التي وقعت قبل التحاقها بالعمل, وعن دوافعها الحقيقية لرفضها الاستمرار
فيه؛ فإنها تكشف حالة الاستغلال التي تعرضت لهاء هي والمرأة اللبنانية, وتقدم في هذا السياق شيئاً
من المواصفات الهندسية لعمارات وسط المدينة - بيوت الآخرين - وهى المواصفات التى تعمق حدة
التضاد بين بيت أم سعد النموذج وعمارة وسط المدينة النموذج فتتولد فاعلية التباين من خلال
ادراكنا للتضاد عبر تعرفنا على بيوت الآخرين.
تقول أم سعد: «إنه ناطور البناية؛ وقد أرسله صاحبهاء ومنذ جمعة وهى يتعقبتيء وأنا يا ابن
العم لا أريد العمل هناكء ولا أريد ان أرى وجهه, ؛ وجه القردء صاحب البناية تلك... أتعرف؟ جاعني
الناطور ذات يوم وقال لي انه وجد لي عمال في البناية التي يعمل فيهاء شطف الدرج والمدخل من فوق»
من الطابق السابع أو الثامن» لست أدريء الى الطريق. وقال لي: تأخذين خمس ليرات كل مرة,
العدد 557-550-/11717/ تشرين الأول (اكتوير) تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمير) 155 مْيُون فلسطنية 2 8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10644 (4 views)