شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 97)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 97)
المحتوى
عبد الرحمن بسيسو ححح
فضل؛ الفلاح الفقير, الذي «لا أرض ولا مَيْ... والذي يعمل في المعاصرى... كان من أول الذين طلعوا
الى الجبل»0*”7. والعائد لتوه من هناكء بعد أن «جاء المكتوب من ملوك العرب؛ ونزل الرجال الى
بيوتهمء( 00 ) يجلس على عتبة دار تقع في آخر الساحة المحتشدة بالناسء» ممزق القدمين والثياب»
«متعباً ومستنزفاً حتى آخر أنفاسه(*5).
وحين يأخذ الحشد بالتصفيق لعبد المولى ‏ لاحظ مدلول الاسم تكون أم سعد؛ الفتاة الصغيرة
الواقفة بجوار فضل - لاحظ مدلول الاسم أيضاً قد سمعت فضلاً يقول: «ولكوء إسا أنا الذي تمرّغت
قدماهء وهذا الذي تصفقون له(0"1,
هذه الحادتة الدالة, وهذا التضاد المكاني بما ينطوي عليه من مدلولات تستمد اشعاعها من
تناقض الادوار بين الرجلين: الذي كان في الجبل عالياً في مقاومة الاحتلال والغزوء يصير على العتبةء
والذي كان هارياً بل ومتعاوناً مع العدىء يصير على المنصة:؛ فيجني ثمار الهزيمة التي يسمونها
انتصاراً! يصفق له الحشد »كانت دائماً في ذاكرة أم سعد التي تقول : «لم أكن ذكرها كل ييم؛ ولكني
كانت في رأسي » وحين جاء مكتوب سعد جاء الاثنان معًء عبدالمولى وقضل... """). إن أم سعد لا
تريد لعبدالمولى ‏ النموذج - ان يعود مرة أخرى بعد عشرين سنة: وهي إِذْ تو د
قد قت افضلاً ‏ النموذج الآخر ‏ فإنها لاتريد له ان يقتله مرة أخرى. وعلى هذا النحو يكون فضل
مستمراً في ليث؛ ويكون عبد المولى مستمراً بحضوره وأمثاله, وتدرك أم سعد أن هؤّلاء يتواصلون مثلما
يتواصل أولتك» وترى» واصلة بينها وبين فضلء أن هذا الأخير الذي «ركبوا على ظهره في المعصرة وفي
الجبل؛ » لى جاء الى المخيم لركبوا أيضاً على ظهره»( لبد . وترى أنه كان أحسن لقضل أن «يظل في
الجبل»(؟*١).‏ وتتساءل: «آه يا أبن العم م 0 أما كانت هذه
المشكلة قد انيت( ‎.)'١'‏ وهنا يلوذ الراوي بالصمت ازاء أم سعدء غير ان صوته يأتيناء متجاوياً مع
رؤّية أم سعدء ومؤكداً قولها في نفسه: «لى حدث ذلك لما حدثت أشياء كثيرة, ولا أمضت هي نفسها
عشرين سنة في المخيم» ‎.)١(‏ ويعوب الراوي ليؤكد لأم سعدء ما تود في وجد انها وهي تصغي لرسالة
سعد وتتذكر فضللٌ وعبدالمولى: «إنه يريد آلا يجعل من ليث» فضلاً, آخ.. »077 . ويأتي صوت أم
سعدء حاملاٌ الامر الى مسؤولية يتوجب على المثقف الثوري أن ينهض بهاء فتقول للراوي وهي تلمح
الى قوله «لو ظل في الجبل» يا أم سعدء لما استطاع عبدالمولى أن يقيم الحفلة,9١١)‏ تقول تقول: «لم يقل أحد
ذلك كله لفضل المسكين... فلماذ! لا تقوله أنت الآنء أنت الذي تعلمت من الكتب والمداربسء لماذ! لا
تقوله لأهل !054
إن هذا التجاوب العميق في الرؤية بين أم سعد والراوي؛ المثقف الثوري, والتداخل المتواصل
لصوتيهمل على امتداد السرد الروائيء وهو التداخل الذي يؤكد أن الرواية تنهض على إقامة حوار
مفتوح:ء ومتفاعل؛ بين أم سعد؛ صوت الطبقة المسحوقة؛ والراوي؛ النموذج للمثقف الثوري ذي
الاصول البرجوازية يمثل مدخلا مهماً لقراءة علاقات المكان ومدلولاتهاء في هذه الرواية عموماً غير
أن هذا التجاوب الرؤيوي يحوز على أهمية خاصة في قراءة «بيت الراوي» نفسه. وهى البيت الذي
يمارس حضوره مع حضور الكلمة الاولى في السردء كما بيناء والذي يمثل نموذجاً وحيداًء وفريداً في
السياق الروائي الخاص يغسان كنفاني. ويخاصة في تجسيده لأماكن المنفى» سواء في إطار حيزها
الاول: داخل الوطنء أو حيزها الثاني: خارج الوطن. فلنذهب الى قراءة هذا البيت, وآلى محاولة
الكشف عن علاقاته ومدلولاتها. 00
65 شيين فلسطيزية العدد 7275577555-/2717, تشرين الأول (اكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمير)- كانون الأول (ديسمير) 1555
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)