شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 98)
- المحتوى
-
أماكن المنقى في الرواية الكنفانية...
بيت الراويء ألفة ملحمية
في أي من روايات غسان كنفاني, لا يوجد أثر للاهتمام بتقديم أماكن المنفى التي تحتو
الفلسطينيين المنفيين والذين يسكنون خارج المخيمات, أي أولئك الذين ينتمون الى «البرجوا ني
الفلسطينية» بالمعنى الواسع للمصطلح. وربما يعود ذلك الى أن ابطال الروايات همء غالياً؛ من المخيمء
أى لآن انشغالات غسانء وموضوعاته, كان تنأى عن مثل هذا الاهتمام وتذهب عميقاً نحى الاماكن
التي تكثف المأساة وسديم المنافي: المخيمات» غير أن هذا الافتراض الذي ينسجم مع كل ما سبقت
معالجته من أماكن: قد لا يصمد طويلاًٌ أمام حضور أبطال ينتمون الى هذه الطبقة في روايتي «رجال
في الشمس» و«عائد الى حيفا» دون حضور الأماكن التي يعيشون فيهاء بينما يحضر الابطال الذين
يسكنون المخيمات وبيوتها وتحضر أماكنهم, في الروايات نقسهاء ففي رواية «رجال في الشمس» توقرت
لدى غسان امكانية مجربة للولوج بنا الى المكان الذي يقطنه «أسعد» المناضل السياسي والمثقف
الفهديء غير أن هذه الامكانية تظل امكانية مجردة لا تتحول الى امكانية فعلية في الرواية» ذلك لأن
كل ما تقوله الرواية حول مكان سكتى أسعد وييته؛ في المنفى» هى إشارة عابرة نعرف من خلالها أته
يسكن بيتاً قريباً من «جبل عمان»؛ وتجيء هذه الاشارة في سياق سرد ما تم بين أسعد والسائق أبى
العبد» بشأن تكقّل الثاني بتهريب الاول المطلوب للجهات الامنية والسياسية الى العراق» عبر
الصحراء الاردنية «فقد كانت السيارة الضخمة واقفة الى جانب البيت قرب جبل عمان حين تفاوض
معه(075),
ومرة أخرى في رواية «عائد الى حيفا» نلتقي ب «سعيد س» وزوجته «صفية» اللذين ينتميان الى
الطبقة البرجوازية» ونعرف أن الاسرة تقطن بيتاً في رام الله. وأنها تنقلت بين بيوت وأكواخ كثيرة, غير
ان هذه البيوت والاكواخ» تظل غائبة؛ مثلما يغيب البيت الذي تقطنه الاسرة الآنء في رام الله, حيث
لا نعرف شيكاً عنه وعن علاقة الاسرة به وذلك لانشغال الرواية بموضوعها الرئيس. وهو ما يؤكد
صحة الافتراض الذي قدمناه؛ مثلما يؤكده انشغال «رجال في الشمس» بالماضى السياسى لأسعد أكثر
من انشغالها بخلفيته الاجتماعية وانعكاسات المنفى عليه من حيث مكان سكناه فقد كان هذا
المناضل ضيقاً دائماً في السجون.
ومهما يكن من أمرء قإننا لا نسأل النص عما هو غائب منهء بقدر ما نسائل عناصره الحاضرة:
وتبقى لهذا الغياب دلالته التي بيناها استناداً الى مسائلتنا لما هف حاضر في النصوص, وعلى هذا النحى
نجد ان المكان الغائبء في الروايات الثلاث, قد مارس حضوره في الرواية الرابعة «أم سعد» وللأسباب
نفسها التي أدت الى غيابه في تلك الروايات» فغسانء في «أم سعد» شديد الانشغال بالعلاقة بي
«المثقف الثوري» و«الطبقة الباسلة؛ المسحوقة والفقيرة والمرمية في مخيمات البؤس»777). ولذا يحضر
الراوي» غير المسمى» نموذجأً للأول, وتحضر «أم سعد» المسماة؛ نموذجاً للثانية, ويحضر المخيم وبيت
أم سعد؛ بما ينطويان عليه من علاقات وتحولات دلالية؛ بيناهاء ويحضر بيت الراوي؛ المثقف الثوري
القاطن؛ في منفاهء في بيت خارج المخيم» بما ينطوي عليه من علاقات دالة على العلاقة التي تنشغل
الرواية في التأمل فيها.
ليس ثمة إشارة واحدة في الرواية؛ يحضر من خلالها بيت الراوي» بمعزل عن حضور «أم سعد»؛
فمنذ المشهد الاول الذي ينبثق مع الكلمة الاولى في الرواية: تكون يإزاء المحيط الخارجي للبيت,
وذكون داخل البيت, مع التفاتات الراوي» ونحن نتوقع دخول أم سعد الى البيت في لحظة قادمة.
العدد 157-1170-/171, تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمبر)- كانون الأول (ديسمير) 11437 شُؤُون فلصطفية /41 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)