شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 106)
- المحتوى
-
واقع الادب الفلسطيني وآفاقه
معه, متأثر به ومؤّثر فيه, بحيث لا يسهل علينا أن نميّز بين ما هو فلسطيني وما هى غير فلسطيني.
وأبرز ما في الأمر أن الكتّاب الفلسطينيين كثيراً ما ينمون عن تجانسهم مع الحركة الثقاقية في أي قطر
يعيشون فيه لا سيما في المشرق العربي . وعلى أية حال »فإن من العسير على المرء أن يقدّم تحديداً أى
تعريفاً للأدب الفلسطيني من شأته أن يلقى قبولاً لدى جميع الناس . فلثن قلت بأن الأدب الفلسطيني
هو ما يكتيه القلسطينيون ٠ قيل لك بأن ثمة أدباً مداره على القضية الفلسطينية » ولكن الذين كتبوه
أناس ليسوا فلسطينيين بالولادة, وإتما هم فلسطينيون بالانتماء. وبالطبع» لا يسعك أن تخرج هؤلاء
من دائرة اهتمامهم وانتمائهمء: وذلك نظرا لصدق عاطفتهم وحرارة وجد انهم . أن رواية «عرس
فلسطيني» التي كتبها أديب نحويء وهو سوريء منذ أكثر من عشرين سنةء لا تقل انتماء لفلسطين
عن أية رواية أخرى كتبها الفلسطينيون المولودون في فلسطين ثم أن هنالك فلسطينيين كتبوا ادبأ لا
مدار له على القضية الفلسطينية؛ بل على شؤون اجتماعية وثيقة الصلة بجميع البلدان العربية,
ومثال ذلك معظم ما كتبته سميرة عزام من قصصء وخاصة تلك القصص التي تدور حول موضوعة
المرأة» والتي لها نظائر كثيرة في كل قطر عربي. فهل نعد هذا الأدب أدباً فلسطينياً آم لا؟ أيكفي أن
يكون المرء سليل أسرة فلسطينية كي يكون كل عمل من أعماله الكتابية جزءاً من الأدب الفلسطيني؟
ولكنء أليس في الميسور القول بأن كل ما كتب من أدب داخل الارض المحتلة هى أدب فلسطيني» مهما
يكن موضوعه, وآيَاً كانت درجة تأثره بالأدب العربي خارج الأرض المحتلة؟ أظن ان ذلك ممكناًء إذ
لقد قيل بأن الأدب ابن بيئته, وبالتالي لا بد من آخذ المكان بالحسبان.
لد. اصطيف: أنا أرى أن «الادب الفلسطيني» مصطلح مؤلف من مفهومين: ينتمي الاول منهما
الى عالم القنون الجميلة؛ لأن الأدب واحد منها ولربما كان أبرزها؛ وينتمي الثاني منهما الى رقعة
جغراقية تقع في قلب العالم القديم, وفي الملتقى ما بين قارتين: وفي نقطة التقاء مشرق الولن العربي
بمغربه. والخطير في المفهوم الثاني أنه يمنح الاول هويته, وفي حقيقة الإمرء وجوده المتمين. والجمع ما
بين هذين المفهومين في الآداب القومية جد طبيعي . فنحن نتحدث بشيء غير يسير من البساطة
والوضوح عن الأدب الفرنسي والأدب الالماني والادب الصيني والادب الياباني وغيرها. ولكننا عندما
تي الى هذا الادب الذي ينتمي الى هذه الرقعة الجغرافية المحدّدة نجد أنفسنا أمام اشكالات عدّة:
ألم ان هذه الرقعة منطقة لم تأخذ هويتها القطرية الا حديتاً, وكانت باستمرارء وحتى عهد قريب»
جزءاً لا يتجزا من بلاد الشام؛ وثانيهاء ان هذا الاقتطاع عن الارض - الأم تم على أيدٍ خارجية
ولاعتبارات خارجية ومصالح خارجية لا تمت بأي صلة الى الطبيعة الاصلية لها أى الى أهلها
الاصليين؛ وثالثهاء ان هذا الاقتطاع تحقق في ظروف وشروط تاريخية غاية في التعقيد, وهي ظروف
وشروط أملتهاء أساساًء أوضاع عالمية لم يكن للعرب الا دور محدود في خلقها أو تطوّرها أو مآلها؛
ورابعهاء أنها غدت: ولازالت. موضع نزاع بين قوّة غاشمة مسلّحة بأيديولوجية عنصرية , وفكر متزمت»
وتقدم علمي وتقني متميّن ودعم حيوي من قوى العالم الاكثر نفوذ أ وجبروتاً وتقدّماً تقنياً. وقوة مغلوبة
على آمرها مسلّحة بإيمان مطلق بحقهاء وبصلابة صقلتها وقائع المواجهات اليومية مع القوة الغاشمة,
ويأمة مفكّكة مجزأة ضعيفة؛ تدعم, بالقلب, أكثر مما تساند بالفعل وكثيراً ما تلقي بظلال أوضاعها
على هذه القوة المغلوبة؛ وخامسهاء ان هذا النزاع متداخل الى حدّ مروّع بالاوضاع العالمية وأنهء
بالتالي» لا يمكن ان يحسم؛ وسادسهاء أن هذه الرقعة بكل مافيهاء أرضاً وتاريخاً وتراثاً وحضارة بل
وحياة انسانية؛ أصبحت عرضة للقضم والابتلاع من القوة المزروعة فيها والتي تحاول ان تغيّر كل
شيء فيها وتطبعه بطابعها المغاير, تماماً. للطبيعة الاصلية لهذه الرقعة. ان الوعي بهوية هذه
العدد 51/157550 تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (توفمير) كانون الأول (ديسمبر) 15551 لأثون فلصطنية © ١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2096 (11 views)