شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 107)
- المحتوى
-
ندوة
الرقعة وهوية أهلها من العرب تنامى في ظل مواجهة شاملة ومعقّدة وعلى جانب معتبر من المفارقات مع
الآخر- الخارجي المختلف الذي يسعى لمحو معالمها وتبديد خصائصها وطمس قسماتها والقضاء على
أهلها الاصليين أو «تطهيرها منهم» لتبقى له. والآخر الداخلي المؤتلف الذي يسعى لابرازهذه الهوية
وتعميق ملامحها للحفاظ على حق أهلها فيما استلب منهم بالقوة الغاشمة؛ وهو في أعماقه يشعر بأنه
يصطنع ذلك اصطناعاً فرضته عليه الظروفء بل انه كثيراً ما يمارس دور ولي الامر العارف الخبير
بمصالح المنتمين اليها وواقعهم ومستقبلهم أكثر منهمء ولربما يقوده ذلك الى مواقف من المواجهة
والخلاف لا يريدها أولا بريدونها هم أنفسهم .والمهم» في نهاية المطاف» اننا أمام هوية مصدرها الانتماء
الى هذه الرقعة:. قلباً وعقلاً ومصيراً, مرهوناً بمستقبلٍ مجهول في الحدود الدنياء وعضاً بالنواجن,
ومعاناة يومية. وتضحية مستمرة» ودماء مراقة, وتحدّياً اسطورياًء ومجابهة غير متكافئة في الحدود
العليا. إذن» ثمة أدب ينتجه منتمون الى هذه الرقعة. وهذا الأدب الذي تتحدد هويته بها هو أدب يقع
فيه موقع القلب لأنها تمثل فسحة الحياة الحقيقية له وللنتجيه. ولكن المشكلة أن هذه الرقعة تكاد
تمثلء بالنسبة للعرب الآخرين ما تمثّلهء تماماًء أى الى حدّ بعيدء بالنسبة للمنتمين اليها من
الفلسطينيين: فلسطينيو الأرض المحتلة في العام 15144١ء وفلسطينيى الارض المحتلة بعد العام
37 وفلسطينيى الشتات في الوطن العربي وخارجه. فهؤلاء الاخيرون, » أن رغبنا في استخدام لغة
المجان فلسطينيون بالنسب يمثّلون القبيلة الأم, والعرب الآخرون فلسطينيون بالولاء يمكلون موالي
هذه القبيلة, مع فارق معتبر هو أن القبيلة الأم باتت تستجير بمواليها فلسطينيي الولاء» وهؤلاء
ينتجون أدباً فلسطينياً من نوع ما يضعناء من جديدء أمام إشكال آخر. فماذ! نسمي مجموعة
«التراب الحزين» )١113١( ودحين يورق الحجر» (19910) للدكتور بديع حقي؟ وما موقع هذين
العملين وهما منتجان من جانب كاتب فلسطيني بالولاء. ومثله كثر؟ إذنء أنا أؤكد ان الكتّاب العرب
المنتمين بالولاء الى فلسطين ينتجون أدباً تقع فيه فلسطين موقع القلب الخافق الذي يحيا به, وهو,
بالتاليء أدب فلسطيني بدرجة فلسطينية أدب المنتمين نسباً الى هذه الرقعة الغالية من وطننا العربي.
لاد. ياغي: الأصل في الأدب ان يبدأ بمدخل يحدد خصوصيته ومن ثم ينطلق الى الأبعاد
الاخرىء الاجتماعيةء والسياسية: والفنية. فالأدب يبدأ بالخصوصية ويمتد الى الشمولية. وبدون
هذه الخصوصية يفقد الأدب طعمه. والأدب الفلسطيني, ولا شكء شغل بخصوصية الواقع
الفلسطيني, وأخذ معه خصوصية القضية الفلسطينية» وانطلق منها الى علاقات في واقعه الاجتماعي
ثم الى الدائرة الانساتية الكبرى؛ لأن المبدع لا يكون موفقاً في إبداعه الا إذا أدرك وجود عالمين
بشبكتي علاقات, عالم الواقع الاجتماعي بكل معارفه, وعالم الواقع القني المعادل له بكل علاقاته,
والانتقال من عالم الواقع الى عالم الفن, نتيجة لاختراق عالم الواقع ومن امتداد عالم الواقع الذي
اخترقه. يشكّل شبكة علاقاته الفنية, ؛ ويعيد صياغتها فذياً؛ بحيث يدخل في حالة جدل مع البعد
الزماني» وفي حالة جدل مع البعد المكاني والتاريخي والانساني؛ الخ, ثم حالة جدل مع اللغة. هذا
التركيب الفني والدخول في حالة جدل مع هذه الابعاد يجعل ملامح الزمان والمكان والانسان واللغة
متمثّلة في العمل. ولا كان المبدع صاحب قضية؛ فإن هذه القضية تمنح ملامحها لهذه الابعاد. ومن
هنا جاءت خصوصية الأدب الفلسطيني وسماته المميْزة وامتداده الى شبكة العلاقات الفنية العربية
والعالمية. وفي ضوء هذاء كانت ملامح الأدب الفلسطيني تميل الى الجرأة الزائدة أحياناً في اقتحام
الممنوعات والمحظورات؛ وفي اللغة الجارحة أحياناً لثوابت القيم. من أجل هذاء أخذت الكلمة والتركيبة
الابداعية الفلسطينية حرارتها من حرارة القضية فكانت ساخنة؛ وابتعد الأدب الفلسطيني,
15917 ليون فلسطية العدد 1-557-51؟؟, تشرين الأول (اكتوير) تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمبر) ١١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2543 (10 views)