شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 110)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 110)
المحتوى
واقع الادب الفلسطيني وآفاقه
مجرد مادة صلية؛ كما هى الحال عليه في كثير من القصص والروايات والمسرحيات والقصائد.
اليوسف: لقد صيغ هذا السؤال على نحو غامض بعض الشيء. وَإِنّ كنت قد فهمته؛ حقاً؛ فإن
مداره حول صلة محتوى الأدب الفلسطينى بشكله أو باسلويه. من المؤْسف القولء بأن الادب
الفلسطيني درس دراسة مضمون: بالدرجة الاولىء ولم يدرس دراسة شكل الا على نحو نادر وحسب.
فالنقد مازال ينصبٌ على هذا السؤّال: كيف قال الكاتب ما قال؟ والفرق بين «ماذا» و«كيف» هو فرق
حاسم؛ إن بالاجابة عن سؤال «الكيف» نكون قد استصدرنا حكم القيمة؛ وهوما أراه المهمة الختامية
لكل حركة نقدية متقدمة. وعلى آية حال؛ ان هذا السؤال ليس عسيراً وحسب, بل الأهم من ذلك أنه
يحتاج الى دراسة خاصة. والحقيقة» ان مثل هذه الدراسة لا يقنعها ما هى أقل من مجلد ضصخم.
نصرالله : لقد حرّر الكاتب الفلسطيني قضيته؛ في المرحلة الاولىء حين دفعها عبر ابداعه لأن
تكون حاضرة؛ وغير قابلة للذوبان أى الغياب؛ ثم جاءت المرحلة التي كان عليه أن يحرر ابداعه من
خلال تعزيز قدرته الفنية على الارتقاء والوقوف بشجاعة أمام أهمٌ ما ينتج من ابداع في العالم العربي,
والعالم. ويعد أن كان الأدب الفلسطيني يسعى ككل لايجاد ملامحه الامينة لقضيته؛ وانسانية هذه
القضية؛ بدأ الكاتب الفلسطينى؛ كقرد» يسعى للتطور والتميّز داخل حركة هذا الأدب وتياره. وهنا
بد آنا بجني الثمار الكبيرة لهذا الأدب. كل ذلك من خلال الدخول الى آفاق أرحبء حيث لم يعد هذا
الأدب أدب العناوين الكبيرة, بل أصبح أدب التفاصيل الدقيقة المتطلع للولوج يعمق أكبر الى الايعاد
الاجتماعية والانسانية لقضيته في تماسها وتقاطعها مع ما يحيط بها من واقع عربي وعالمي. وقد
استطاع الشعر, بشكل خاص خلال الثمانينات وما بعد أواسط السبعينات؛ ان يقوم بالدور الأكير:
فظل هذا الشعر هو ديوان الفلسطينيين, وباستثناء نماذج كيلة في مجال الرواية» مثلاًء فإن الرواية
الفلسطينية, بشكل عام لم تقم بتقديم نماذجها المتفوقة أى المضاهية لما ينتج من رواية حديثة في
العالم العربي والعالم. ولكنني أرى ان التسعينات ستكون حقبة الرواية الفلسطينية الاكثر حداثة,
خاصة وقد تطوّر الوعي بالعالم الآن. والوعي بالذات» أيضاً؛ فالرواية لا تستطيع العيش إذا لم تملك
القدرة الكافية للمثي على الارضء لأن مهمة التحليق يختطفها الشعر الى حد كبير. وهكذاء فالراهن
العربي والعالمي» بكل متغيّراته, سلباً أى ايجاباًء اقرز حالة انسانية كان لا بد للأدب الفلسطيني من
ان يتمثلهاء وهنا تصاعد التفكير الايجابي. أمّا بالنسبة للانتفاضة؛ فثمة نصوص حقيقية انسانياً
وفنياً خرجت من رحمها قد لا تكون على مستوى العدد كثيرة» لكن فيها انتفاضتها الخاصة؛ وأظلهرت
ان مشكلة الادب مع الانتفاضة كانت تتمثل في أن الانتفاضة كانت تحيا وتقتل في الوقت نفسه. مما
أدّى الى وجود نوع من الاحساس بالذنب تجاههاء ققد أجري ترويج مقولة أن كل الادب أقل أهمية
من قطرة دم. وعلى الرغم من النبل الكبير في هذه المقولة؛ الا أنها مقولة قامعة؛ روّجها العقل العربي
العقيم الذي فوجىء بالانتفاضة, في حين ان الادب الفلسطيني لم يكن خارج قيامة هذه الانتفاضة
في أي يوم من الايام» قبلها وخلالها. ولذاء أرى ان الانتفاضة كان يمكن ان تكون أعمق تأد ثيراً لولم
يجر العمل منذ اندلاعها على تعميق حالة العجز عربياً على الرغم من حالة نهوض الروح التي تمثّل
جوهرها هذه الانتفاضة. وقلت مرة: ربما لم يكن بامكاني كتابة «الامواج البرية» لى لم أكتب هذا
الكتاب عن الانتقاضة قبل اندلاعها.
2 خوري: بالنسبة لسؤال الشكل والمضمون, سأقولء منذ البداية؛ أنني لا أعتقد بأن هناك
طفيان للخطاب السياسي على المضمون في الأدب الفلسطيني الا في النتاجات الرديئة منه؛ وهذا لا
نجده في الأدب الفلسطيني بل في كل الأدب. الأدب الرديء هى في المستوى الأول للقراءة, أما
العدد 757-516-/7717: تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاتي (توقمبر)- كانون الآول (ديسمبر) 1541 شْرُون فلسطينية ‎١١5‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2894 (9 views)