شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 112)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 112)
المحتوى
واقع الادب الفلسطيني وآفاقه
الأدب يحافظ على لغة هذا الشعب ويكشف ويكتشف ويستكشف هويته. هذه هي مهمة الأدب» أما
الثورات والاتفاقات السياسية والسياسيين فإنها تعمل في حقل المؤقت.
نصرالله: الثقافي لم يسع في أي يوم من الايامء لاحداث هذا الشرخ في الجسم الروحي
الوطني الفلسطيني » ولم تكن هذه المسافة قائمة بين الثقافي والسيامي» الا بعد ان بدا السياسي بالعمل
جاداً على استلاب دور الثقافي وتهميشه من خلال احتوائه مما أفرزلدينا طبقة من الكتّاب تنتمي الى
الجانب الثقافيء لكنها حقيقة مرهونة للسياسي وتابعة له بحيث أنهت دورها بنفسها. والسياسي لم
يتفهمء يوماًء ما يدعونا اليوم للمضي فيه؛ وأقصد حماية الاهداف الكبيرة للشعب الفلسطيني . لقد أراد
هذا السياسي ان يكون الثقاف مرهوناً للخطة السياسية. وكثير من الكتّاب تحوّلوا الى كتبة داخل
المؤسسة الفلسطينية. الآن يجرى الانتباه لأهمية دور الثقافيء ولكن هناك نمطأ من المثقفين لم يعد
أمر استعادته هيناً ليمارس دوره القديمء لأن سنوات وسنوات من الارتهان غيّرته ويدّلت لغته وعزلته
حتى فنياً؛ هذا في الحالة الفلسطينية الحالية. ولكن الأدب الفلسطيني الحقيقي لم ينعزل عن جوهر
الروح المقاومة:؛ أى المقاومة ذاتهاء لأنه ببساطة سبقها. الانعزال, أى ايجاد مسافة بين السياسي
والثقافي كان لا بدّ ان يتم حين تعمّق وعي الثقافي بما يدور, ولم يعد بإمكانه ان يبقى تابعاً في الوقت
الذي يراد له ان يكون رائّدأء لم يعد بإمكانه أن يبقى مرحلياًء في الوقت الذي يجب عليه ان يكون فيه
كذلك. المطلوي أدب فلسطيتي متمرّد. كأي أدب عربى متمرّد . وستزداد حاجتنا لهذا النوع من الأدب
كلما اقترينا من الدولة.
لا اليوسف: أن الدوائر الحضارية القديمة جهلت أية وصاية على الثقافة, ولهذا فيإن الاقدمين
لم يطرحوا سوال العلاقة بين الثقافة والسياسة في حدود ما أعرف. والحقيقة, ان هذا السؤال هو
سؤال أوروبي حديث طرح, لأول مرةء في القدن التاسع عشر. ولقد استهلكته اوروبا كلياًء أمّا نحن
قما زلِنا نجترّه ونعيد اجتراره حتى اليوم. شخصياًء لا أؤمن الا بالعقل الحر المستقل. وهذا ميد
يترتب عليه الكثير. وأول ما يترتب عليه ترك الكاتب ليختار الموضوع الذي يريد أن يكتب فيه
وبالطريقة التي يريد . والزمن طبيب كل شيء. قما صمد أمام الزمن فهو عظيم. وما سقط فهو هش ساعة
ولادته. للكاتب الفلسطيني وغير الفلسطيني ان يتجاوز «الاستراتيجي» وأن يخرج عنه أى ان يلتزم
به أو يناور على تخومه. والحقيقة ان مبدأ الوصاية على الكتابة؛ وهى مبد! ارهابي, مارسته الاحزاب
على الكتّاب: وقد أسهم اسهاماً شيطانياً في تخريب جزء كبير من الأدب العربي المعاصر. وأبرزما في
هذا التخريبء انه منع الكاتب من أن يكون رؤيوياًء وجعل منه في الغالب الأعم؛ مجرد تابع صغير لا
يطمع الا في نيل الرضى من السادة القيّمِين على المصير. ولهذا فقد جاءت الحداثة العربية مبتسرة أو
مسطحة. وعندي أنه ما من خطيئة في عالم الكتابة سوى الضحالة أى التسطح. وأغرب ما في أمر هذا
العصر الراهن ان الكتابة أصبحت تبعيّة وهامشية تحت شعار كبير يتلخّص في «حرية الكاتب».
د. اصطيف: سبق أن أشرت ان الأدب الفلسطيني نشا ونما وتطوّر في ظل المواجهة ‏ التحدي
للآخرء ولذلك فإنه مرتبط بعملية المواجهة الشاملة هذه بوصقها كلا متكاملاً. . ومعنى ذلك ان علاقة
السياسي بالأدبي ينبغي أن ينظر آليها في إطار هذه المواجهة الشاملة وما يطرأ عليها من تغيّرات
وأريدء هناء ان أؤكدء أيضاًء على أن الاستراتيجي والتكتيكي في الأدب مرتبطان, على نحو وثيق» بما
هو استراتيجي وتكتيكي في هذه المواجهة» دون ان يعني ذلك التبعية الآلية, لأنهما يتفاعلان ويتباد لان
التأشير مع ما هى استراتيجي وتكتيكي في المواجهة الشاملة التي يرجى لها أن تنتهي» في خاتمة
المطاف, بعودة الحقوق وعودة السلام الشامل الى الرقعة المقتطعة, والى الارض - الأم؛ والى
العدد 117/573-755/ تشرين الأول (اكتوبر) تشرين الثاني (نوفمير). كانون الأول (ديسمير) 1551 ادُيُون فلسطنية ‎١١١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1579 (13 views)