شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237 (ص 115)
- المحتوى
-
يوسف حداد
ومن يقف وراءها.
لقد خرجت الفكرة الصهيونية من رحم الفكر الاستعماري الاوروبي في القرن الماضي متشربة رؤاهء متسلّحة
بحرابه. مستغلة التأويلات التوراتية بما يتواقق مع أهدافهاء وهى الأمر الذي وجد مناخاً ملائماً في الغرب بعد
ظلهور حركة الاصلاح الديني البروتستانتية؛ حيث تم التزاوج بين المصالح السياسية والتأويلات التوراتية عند
الجائبين الغربي والصهيوني.
الزمت بريطانيا نقسهاء في خلال الحرب العالمية الاولى» بثلاثة التزامات متناقضة: اتفاقية (حسين
مكماهون)؛ وتذكرت لمضمونها في ما بعد, واتفاقية (سايكس - بيكو) وقد راعتها الى حد ماء و«وعد بلفور» الذي
التزمت بتنفيذ الجانب المتعلق «بالوطن القومي اليهودي»؛ من دون مراعاة الشق الثاني المتعلق بعرب فلسطين
على الرغمء من احتجاجاتهم وانتفاضاتهم وثوراتهم التي قابلتها بالقمع والقسوة مفسحة في المجال للجاتب
الصهيونى لتكوين بنية دولة من الدولة الانتدابية.
وخلال الحرب العالمية الثانية, أقادت الحركة الصهيونية من الاضطهاد النازي من نواح عدّة, ذلك انها
كسبت العطف الاوروبي الاميركي, ودفع هذا الاضبطهاد عشرات الآلاف من اليهود للهجرة إلى فلسطين: كما
أتاح للوكالة اليهودية ان تنشىء قوة عسكرية مدرّبة ومنظّمة ومسلحة. لكن الامر الاهم هى تمكن الحركة
الصهيونية من جذب الولايات المتحدة الاميركية الى جانيهاء وحملهاء بنجاح, لممارسة الضغوط على بريطانيا
للاستجابة لمطاليها. وهذه الضغوط اجبرت بريطانيا على اشراك الولايات المتحدة الاميركية في القضية
الفلسطينية: واجبرتها على الغاء الكتاب الابيض للعام 1515 ومن ثم تدويل القضية باحالتها الى هيئة الامم
المتحدة التي اصدرتٍ جمعيتها العامة, بالضغوط الاميركية» قرار التقسيم في 15/١1547/1؛ والذي كان
بنتيجته اندلاع المعارك في فلسطينء وممارسة المنظمات الارهابية الصهيونية المذابح الجماعية: كما حدث في دير
ياسين وسواهاء لحمل عرب فلسطين على الهرب والاستيلاء على اراضيهم ومنازلهم واحلال مهاجرين يهود
مكانهم.
وعقب نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين في .١544/ /١© تم استيلاء اسرائيل على المزيد من الأراضي
الفلسطينية: غير المخصصة لليهود في مشروع التقسيم, وتم تشريد مئات الآلاف من سكان عرب فلسطينء كما
تم ازالة معالم اكثر من خمسمئة وخمسين قرية عربية. وعلى الرغم من قبول عضوية اسرائيل في الامم المتحدة
المشروط بتنفيذ القرارين ١4١ و14 المتعلقين بالتقسيم والسماح بعودة اللاجئين والتعويض لغير الراغبين
بالعودة, فانها سدّت قوانين اباحت لنفسها فيها مصادرة أراضي المشردين: ومصادرة أراض كثيرة من الاقلية
العربية المتبقية في فلسطينء التي اخضعتها للحكم العسكري» ومارست عليها المضايقات السياسية
والاقتصادية والتربوية باستمرار» ورفضت:؛ على الدوام» عودة اللاجئين.
وتأكيداً لطبيعتها التوسّعية واستراتيجيتها القائمة على الحروب الوقائية؛ شنّت اسرائيل سلسلة من الحروب
تمكّنت في حرب العام 1977 من الاستيلاء على كامل التراب الفلسطينيء وتشريد المزيد من عرب فلسطين
والاستيلاء على ممتلكاتهم وزرع المستوطنين اليهود فيها.
أدّى الاحباط الذي انتاب الفلسطينيين من جرّاء الممارسات الاسرائيلية ومن جرّاء اللاميالاة الرسمية
العربية» ومن خيبة الامل بالامم المتحدة الى الاعتماد على أنفسهم لاسترداد حقهم السليب. ونجم عن ذلك ولادة
الثورة القلسطينية التي مكّنتها هزيمة الأنظمة العربية في حرب العام 11717 من الوقوف على قدميهاء والتي
أعطاها الصمود البطولي في معركة «الكرامة» ثقة بالنفس وإيماناً بالكفاح لانتزاع الحق السليبء فرسّخت بذلك
الهوية الفلسطينية العربية التي حاولت اسرائيل طمسها على الدوام؛ بحيث لم تعد القضية الفلسطينية قضية
لاجئين؛ بل قضية شعب يسعى لنيل حقه المهضوم الذي طالما تجاهلته اسرائيل وتعمدت طمسه؛ ومضت قدماً في
تهويد الارض فجويهت بالتحدي في الثلاثين من آذار (مارس) 19176 بانتفاضة يوم الارضء وجوبهت بالتحدّي
الآخر في 1147/١5/4 (ولادة الانتفاضة) الذي لا يزال مستمرا على الرغم من العسف الاسرائيي في
15517 تشرين الأول (أكتوبر)- تشرين الثاني (نوفمبر) كانون الأول (ديسمبر) 1537-5177-77٠5 شيون فلسطنية العدد ١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 235-237
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1074 (16 views)