شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 8)
المحتوى
د. يزيد صايغ سدم
ان ما أوردناه سابقاً يوحي بوجود تهديدات مدتملة اخرى ستجابه الامن الفلسطيني
والمثال الذي يأتيء في المقام الاول» هى اللجوء المحتمل الى عمليات سرية يقوم بها فلسطينيرن
افراداً أو مجموعات معارضة للسلام مع اسرائيل اى اتفاقه نه وشروطه . كما ان التوترات في العلاد
المتبادلة في داخل الاردن قد تؤديء كما هو مفهوم, الى شتّى أشكال المستويات الدنيا من العنف
وعلى مستوى آخرء فانه سيكون من غير المحتمل ان يشكل الاردن تهديداً لاسرائيل وذلك لعلمه
بالثمن الباهظ الذي يجب عليه ان يدفعه في ما يتعلق بأمنه واقتصاده. وليس من المحتملء كذلك
ولأسباب ممائلة ان تتحرك المملكة ضد فلسطين ما دامت اسرائيل لن تحتمل عبور وحدا
عسكرية كبيرة وأنظمة أسلحة لنهر الاردن. والاكثر خطورة من كل ذلك هو برون تهديد يمكن
تفهمه من قبل سوريا أى العراق أى أي قطر آخر قد يدفع اسرائيل الى اعتبار احتلال فلسطين
أمراً ضرورياً بوصفه اجراءاً وقائياً.
وعلى كل حال فان تلافي هذا التهديد الاخير بالتحديد ‏ الناجم عن هجومء على نطاق واسع, ت
قوات عربية تقليدية تتقدّم عبر الضفة الفلسطينية ‏ هى الذي يجعل اسرائيل؛ من دون ادنى شك,
تصرٌ على تضمين اجراءات أمن محدّدة في نطاق أية اتفاقية سلام تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية.
وطالما لم يتدهور الوضع العسكري الاقليمي الى ما دون حدّ معين فآن الامن الفلسطيني» في هذه
الحالة. سيكون محمياً بالاتفاقيات الموجودة. وعلى المنوال ذاته؛ فان فلسطين ستكون آمنة من هجوم
أسرائيلي مهما كان السبب.
وبنظرة عامة, نجد ان الدولة الفلسطينية ستجابه مستويين محدّدين من التهديدات: هجوم
على نطاق واسع تشنه قوات نظامية تابعة لدول مجاورة؛ وأعمال عنف على مستوى أقل تثيرها
جماعات شبه عسكرية سرية من المحتمل ان تكون قادرة على الاتصال بمصادر حكومية ولها صلة
بقوات الامن أو الدفاع. وحتى إذا لم يفرض اتفاق سلام مع أسرائيل قيوداً كبيرة على الموجودات
العسكرية الفلسطينية, وهذا امر بعيد الاحتمالء فان دولة فلسطين لن تمتلك الوسائل المالية
والبشرية لبناء قدرات دفاعية كافية لردع: أى صدء هجوم تقليدي كبير. ولكنهاء على كل حال؛
يجب ان تمتلك وسائل عسكرية كافية لضمان أمنها الاساس بصدقية ضد هجوم على نطاق
صغير أو التسلّلات التي تقع عبر الحدودء وان تمارس سيطرة كاملة على أمنها الداخلي(".
وبهذه الطريقة؛ فانها ستساهم, بفاعلية, في حفظ أمنها الخاص واستقرار العلاقات الفلسطينية
الاسرائيلية على حد سواءء وبيصورة خاصة لأن أية محاولة اسرائيلية للتدخلء: بصورة مباشرة؛
ستؤديء فقطء في الحقيقة, الى اثارة المزيد من المشاعر التحررية الوحدوية الفلسطينية» ومن ثم
تعود بنتائج عكسية.
اعادة تعريف مفهوم الامن
تقوم الطريقة الفلسطينية لمعالجة قضية الامنء على فرضية أن البعد العسكري هى فقط, احد
مكوّنات الامن» وليس الاكثر أهمية على الدوام. والامن» في الحقيقة, هو مفهوم تكاملي يشمل الابعاد
السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الابعاد البيئية, بالاضافة الى البعد العسكري7"). ويحتل
هذا الفهم مكان الصدارة من اصرار الفلسطينيين على ممارسة حق تقرير المصير في شكل دولة ذات
سيادة. وهو يوفرء أيضاً؛ وسيلة للتوصل الى مقايضات طالما يحدد الفلسطينيون متطلباتهم الخاصة
بوجودهم وأفضلياتهم بالصورة التي تتيح لهم تقليل التركيز على الامن التقليدي والدفاع العسكري.
53 شْيُون فلسطنية العدد 7778 - 75لء كانون الثاني ( يناير ) شباط ( فبراير ) 15951
تاريخ
يناير ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)