شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 9)
- المحتوى
-
مقهوم الامن للدولة الفلسطينية
الامن بوصفه «صفقة شاملة»
من الواضسح من العرض السابق الخاص بالتهديدات المحتملة لأمن الدولة الفلسطينية انها
لها خيارات محدودة في التعامل معها حتى إذا ما أتيح لها بناء قواتها المسلّحة بحرية غير
و54("). ومن الواضح., أيضاً » بالقدر عينه؛ ان أكثر التهديدات خطورة التي قد تجابهها الدولة
افلسطينية؛ والتي لا تصل الى حدّ الهجوم التقليدي الخارجي؛ ستكون؛ في جوهرهاء ضد أمنها
لسياسي عوضاً عن أمنها المادي. وفي الاحوال التي لا يقع فيها نزاع مع دولة أخرىء فان فلسطين
به تحديات من مواطنيها أى الاسرائيليين الذين يرفضون التخلي عن مطالبهم التاريخية أى
اعتراف بالطرف الآخر. ومع ذلك, فان هذا نوعاً من التهديد لا يمكن معالجته عسكرياً حتى إذا كان
لمكن احتواؤه بهذه الطريقة.
ويقود ذلك الى تأكيد الحاجة التي أشرنا اليها سالفاً للتركيز على العناصر غير العسكرية في التفكير
مني الفلسطيني. ان وجود الدولة الفلسطينية هو المحدّد الاساس للامن الخاص بالوجود
فلسطينيء ولكن القوة العسكرية لا يمكن ان تصبح الضامن الاساس لأمن دولة تنشاً بهذه
الصورةء ما دامت ستفتقر الى الموارد البشرية والمالية؛ كما ستكون, بالاضافة الى ذلك, مقيّدة بكوابح
ستورية . وهكذاء فان سعي الفلسطينيين لعقد اتفاقية سلام مع اسرائيل تتيح لهم الاحتفاظ بقوة
عسكرية كبيرة سيكون من قبيل الحاق الهزيمة بالنفس ما دامت محصلة دفاعاتهم ستظل غير كافية
لصد هجوم شامل يشنّه اعداؤهم الاكثش احتمالً .كما ان القوة العسكرية لن تكون كافية للقضاء على
لتؤترات الناجمة عن النزاعات السياسية الاصولية» سواء نشات محلياً أم جاءت عير الحدود
لفلسطينية الاسرائيلية.
وعوضاً عن ذلك يجب على الفلسطينيين ان يسعواء بوعي, للحصول على مقايضات في أية
قية سلام فلسطينية اسرائيلية. ويجب عليهم ان يقايضوا قدرة عسكرية لا يمكن ان تفي
غراضهم الاساسية بمكاسب اقليمية وسياسية هم في حاجة ماسة اليها. والآن؛ يوجد عدم
اسق شاسع في مجالٍ القدرات العسكرية بين اسرائيل والفلسطينيينء ليس ذلك فحسبء وانما
كل منحى آخر تقريباًء باستثناء الحاجة المتساوية لكلا الشعبين لسلام وأمن دائمين مضمونين
قبل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية المتمتعتين بالسيادة وامكانية الاستفادة من الموارد
لطبيعية الداخلية وفي العالم الخارجي. وعوضاً عن السعي لالغاء عدم التساوق العسكري هذاء
يي ستنكفىء نواحي معيّنة منه الى الوراء لا محالة بمجرد احلال السلام وتعايش الدولتين»
فان على الفلسطيتيين ان يعتبروه ميزة ما دام يتيح لهم الفرصة لتركيز مطالبهم وجهودهم على
النواحي ذات الاهتمام الاكبر بالنسبة اليهم.
ومن الناحية العملية» فان الامن الفلسطيني يمكن ضمانه بأفضل صورة بترتيبات سياسية
سالج بقدر الامكان, المطالب والممتلكات التاريخية الخاصة بالشعب الفلسطيني. وإذا كان أمن
اسرائيل واستمرار سكانها اليهود على قيد الحياة على المدى الطويل سيتحقق في المقام الاول بالوسائل
العسكرية, فانه وكلما زاد اتساع هذه الوسائل وامتدادها كلما توجب على الاسرائيليين ان يكونوا ألين
عريكة؛ وان يكون من المتاح للفلسطينيين الدخول بحرية أكبر الى كل المناطق التي يعتبروتها وجطنهم
التاريخي. ومن شأن ذلك ان يحل مشكلة اللّب الحقيقي لنضال دام لقرن كامل حول فلسطين؛ ومن
ثُمْ يزول السبب الجذري للنزاع في المستقبل.
العدد 754 75؟/ كانون الثاني ( يناير ) - شباط ( فبراير ) :115 لَمُدْون فلسطيزية 37 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 238-239
- تاريخ
- يناير ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)