شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 94)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 238-239 (ص 94)
المحتوى
عبدالعزيز شادي سكم
هذا الاطا يمكن القول بأنه من المسلّم به ان فترة حكم السادات لمصر ارتبطت بتدهور حاد في
العلاقات المصرية ‏ السوفياتية, ويد هذا التدهور منذ الشهور الاولى لاستلام السادات الحكم بقدر
من التوثّر سرعان ما أخذ يتصاعد حتى تفجر بالقرار الذي أنهى فيه مهمة الخبراء السوفيات في مصر.
في تموز (يوليو) /197. ثم كانت الخطوة التانية الحاسمة في مسار هذا التدهور هي الغاء معاهدة
الصداقة المصرية ‏ السوفياتية في آذار (مارس) 15177, التي أبرمت في أيار (مايو) 0151/1
لقد تحدّث السادات عن معارضة الاتحاد السوفياتى لسياسة التسوية السلمية التي انتيجها
ازاء اسرائيل» ويصفة خاصة معارضته لصدور قرار من مجلس الامن الدوليء الذي يمكن بمقتضناه
استخدام قوات تابعة للامم المتحدة في الاشراف على التسوية المصرية ‏ الاسرائيلية. ووصف السادات
ذلك الاسلوب بأنه يثير السخرية؛ وفِسّره بأن الاتحاد السوفياتي يريدء من وراء ذلك؛ «ان يكسب
السوريين والفلسطينيين كي يعوب من النافذة الى المنطقة بعد أن طرد من الباب»©).
في مقابل ذلك تحسّنت العلاقات المصرية ‏ الاميركية؛ حيث أكد السادات اقتناعه بأن معظم
أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة الاميركية» وانها تستطيع ان تمارس ضغطأً على اسرائيل كي
تجبرها علي تقديم تنازلات في عملية السلام؛ بل حاول ان يضغط على الولايات المتحدة الاميركية كي
تقيم حواراً اميركياً ‏ فلسطينياًء حيث شرع في اقناعها بضرورة الاعتراف بمنظمة التحريز
الفلسطينية . ففي مؤتمره الصحفي بلندن في آب (اغسطس) 1581. قال: «أعتقد انه من الصحيح
ان على الولايات المتحدة الاميركية ان تتنازل عن الشرط الخاص بعدم الاتصال بمنظمة التحرير
الفلسطينية أى الفلسطينيين على الأصح»(").
كان السادات يعتبر الولايات المتحدة الاميركية شرب يكا كاملاً في عملية السلامء واستيعد الدون
السوفياتي تماماً: وداهنٍ على الدور الاميركي ‎٠‏ ويذلٍ جهودبه السلمية في هذا الاتجاه. ويبدى ان هذا
التصوّر الذي كان سائداً في عهد السادات تغير قليلاً بعد رحيله؛ ؛ ان بدأت نخبة صنع القرار في وضع
الدور الاميركي في حجمه الطبيعي . وعلى سبيل المثال» كتب د . بطربس غالي: دلا يمكن المبالغة في أهمية
دور الولايات المتحدة الاميركية في الجهوب الرامية الى تحقيق سلام عادل وشاملء لكن هناك دور أكثر
حيوية أمام الدبلوماسية الاميركية ألا وهى المساعدة في تحديد شروط الحكم الذاتي الكامل
للفلسطينيين واقناع الاسرائيليين بأن الامر الوحيد الذي يمكن ان يقبله الفلسطينيون هو حكم ذاتي
له صلاحيات واسعة في كل المجالات... وتستطيع الولايات المتحدة الاميركية أيضاً ان تلعب دوراً ف
إقناع الفلسطينيين ومنظمة التحرير الفلسطينية بأنه يمكن لهم الحصول على حقوقهم المشروعة من
خلال التفاوض... ولكن الولايات المتحدة الاميركية كي تستطيع ان تقوم بذلك الدور عليها ان تبدأ في
التحدّث الى الفلسطينيين والى المنظمة كممثل لتطلعاتهم وآمالهم... فينبغي ان تقام قنوات اتصال بين
حكومة الولايات المتحدة الاميركية ومنظمة التحرير الفلسطينية»(0) . أي ان التصوّر المصريء في
المرحلة التالية للرئيس الساداتء؛ كان يؤمن: أيضاًء بمحورية ية الدور الاميركي» لكنه أراد توجيه هذا
الدور كي يصبح أكثر توازناً في مراعاة الحقوق الفلسطينية المشروعة . ولقد ركزت قيادة الرئيس مبارك
على صيغة مختلفة بشأآن مشاركة الاطراف الدولية في عملية السلام» حيث شجعت الدور الافدديي
فظهرت المبادرة المصرية ‏ الفرنسية المشتركة في أعقاب الغزى الاسرائيني للبنان( "), ويدآت
الدبلوماسية المصرية قتسؤق لفكرة المؤتمر الدولي الذي تشارك فيه الدول الخمس دائمة العضوية في
مجلس الامن الدولي .كما استمرت السياسة المصرية في رعاية وتطوير التقارب الاميركي الفلسطيني.
ففي أثناء رحلة الرئيس مبارك الى واشنطن في شباط (فبراير) 581 ركن في مباحثاته مع
5 شزون فلسطزية العدد ‎١178‏ 775 كانون الثاني ( يثاير ‎ )‏ شباط ( فبراير) 1595
تاريخ
يناير ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)