شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 17)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري اح
سوى صدى لآراء غروميكو كما وردت في خطابه الترحيبي. وأضاف التعليق: دان من الاهمية بمكان
ان يتم الاتفاقء لا على المبادىء وحسبء بل على خطوات محدّدة», وكأنه: بذلك: يشير الى انه اذا لم
تغيّر القاهرة بعض تفاصيل سياستهاء قلا شيء يضمن عدم بقاء كل الالفاظ الجميلة الواردة في البيان
المشترك حبرا على ورق99).
خلقت هذه التلميحات جواً من الترقب القلق. هناء أيضاًء كشف القادة السوفيات عن
تناقضاتهمء المعزوّة. على الارجح. الى العجز عن أخذ زمام المبادرة الدبلوماسية» بقدر ما هي معزوة
الى الاختلافات في وجهات النظر بين الاطراف العربية المعنية. كما أن التعليقات السوفياتية نفسها
كانت متنافرة الى حدّ يجعلنا نتكهن بوجود مناقشات عميقة على مستوى قادة الكرملين. لقد برز حسم
هذه الثتائية. بصورة أو بأخرىء عندما استقبلت موسكو وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء
السوريء عبدالحليم خدام, في ؟؟ نيسان (ابريل) 1515: حيث قابل الزعيم السوفياتي» ليونيد
بريجينيف وبعض كبار مخططي السياسة السوفياتية. فقد عرض غروميكو, بتعابير واضحة. موقف
حكومته, في خلال حفل عشاء أقيم على شرف المسؤول السوريء أشار فيه الى ان أعمال مؤتمر جنيف
يجب ان تستند الى ثلاثة مقترحات: أولهاء الاتفاق على تحرير جميع الاراضي العريية الواقعة تحت
احتلال أجنبي؛ وثانيها؛ الاتفاق على ضمان الحقوق المشروعة للشعب العربي في قلسطين » الى أن يبني
هذا الشعب بنفسه بنية دولته الخاصة؛ وآخرهاء الاتفاق على ضمان حقوق كل دول الشرق الاوسط
في الوجوب والتطور المستقلء بما فيها دولة اسرائيل(؟"). وبالطبع؛ فقد عكس هذا الموقف الرغبة
السوفياتية الرسمية في حق اسرائيل في الوجود» بل وحتى المشاركة في ضمانات مثل هذا الوضم؟ ").
وعلى الرغم من ان البيان المشترك الذي أصدره الطرفان؛ السوفياتي والسوريء اثر هذه الزيارة» شدّد
رفضه لأية اجراءات جزئية ضمن إطار مؤتمر جنيف للسلامء ودان الاتفاقيات المنفردة: مع التشديد
على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية لسورياء وحقها في استعمال كل الوسائل لتحرير أراضيها المحتلة,
فقد بقي هنالك, كما يظهرء بعض الخلافات بينهماء (وربما نتجت عن تصريح غروميكى بشأن
استعداد الاتحاد السوفياتي في تقديم ضمانات الى اسرائيل): لأن الوصف الرسمي للزيارة: كما جاء
في صحيفة «برافدا», كان أشار الى «تبادل الآراء»: مما يدلء في العادة على وقوع خلاف(*).
هكذا بدا طبيعياً ان تجد موسكى في منظمة التحرير الفلسطينية: من بين حليقاتها العربيات:
الاقرب لمواقفها. وليس من قبيل الصدفة:» اذنء ان تدعم موسكو خيارات رئيس اللجنة التنفيذية
للمنظمة؛ ياسر عرفات, الذي أكد قبيل مغادرته موسكى في ١4 نيسان (ابريل) 191/5: بساعات قليلة,
ان أحد جوانب الدعم والدقع السوفياتيين للقضية الفلسطينية «تمكين شعبنا من تحقيق حقوقه
الوطنية المشروعة؛ واقامة كيانه الوطني المستقل. غير ان هذا الدفع السوفياتي لا يقف عند حدّ الدعم
السياسي» وانما يتبلور. كذلك؛ في أكثر من طريق وأكثر من اتجاه»؛ لا مجال, الآنء للتحدث عنه(1).
مهما يكن؛ فقد توجه عرفات على رأس وقد من المنظمة الى موسكوضمٌ أعضاء اللجنة التنفيذية» فاروق
القدومي: وزهير محسن, وياسر عبدربهء وعبد المحسن ابى ميزر, واحمد الازهري('"). وأكد البيان
المشترك الذي أصدر في اثر اختتام المباحثات مع كل من وزير الخارجية السوفياتي» اندريه غروميكو
وعضى المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي» بوريس بوناماريوف, اتفاق الطرفين على شرعية
مطالب الشعب العربي الفلسطيني باحترام حقوقه الوطنية؛ التي تحظى باعتراف دولي متزايد, بما في
ذلك قرارات الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للامم المتحدة أيضاً. وأعرب الطرفان عن الراأي
الراسخ في انه لا يمكن ان يكون ثمة سلام وهدوء في الشرق الاوسط من دون حل للقضية
15 نشوُون فلسطزية العدد 54١-5٠ آذاى ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 1555 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10638 (4 views)