شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 43)
- المحتوى
-
د. ماهر الشريف لل
استثنيتا الحزب الشيوعي الفلسطيني, والذي كان له وضع خاص بسبب خصوصية نشاته. فان
المجتمع العربي الفلسطيني لم يعرف الحزب السياسي» بمفهومه الحديثء الا بعد تشكّل عصبة
التحرر الوطني في خريف العام 154. والتي كان ظهورها على علاقة وثيقة بالتغيّرات البنيوية التي
شهدها المجتمع بعد اتدلاع الحرب العالمية الثانية» وأدّت الى تنامي دور فئة الثقفينء وتوسع حجم
الطبقة العاملة, وتطوّر حركتها النقابية» ونمو فئة البورجوازية الصناعية العربية؟)
ثلاثة تيارات فكرية
توزع الفكر السياسي الفلسطينيء في مرحلة الانتداب؛ على ثلاثة تيارات فكرية رئيسة: تيار
الوطنية الفلسطينية» وتيار القومية العربية؛ وتيار الشيوعية الاممية. وبينما كانت الحدود تغيب:
أحياناً. بين التيارين الاول والثانيء بقي التيار الثالث مستقلاً, ويتمتع بخصوصية معيّنة نبعت عن
نشأته بين صفوف ال مهاجرين اليهود الثوريين؛ الى ان ظهرت عصبة التحرر الوطني؛ حيث صار, بعد
ان تحرر من روابطه الاممية» يتزاوج مع تيار الوطنية الفلسطينية7)؛ بحيث نجم عن هذا التزاوج
وطنية جديدة, يسارية المنطلقات واجتماعية الابعاد وديمقراطية المضامين0"). أمّا تيار الجامعة
الاسلامية: والذي كان تراجع كشيراً؛ في إطار الفكر السياسي العربي؛ بعد تفكّك الامبراطورية
العثمانية» فانه لم يعبّر عن نفسه سياسياًء بشكل واضعء طوال هذه المرحلة ولم تكن فكرة الوحدة
الاسلامية أكثرمن وسيلة لاستنهاض المسلمين ودفعهم الى مؤازرة نضال الشعب العربي الفلسطيني
والتضامن معه. صحيح ان الدين الاسلامي لعب دور في اذكاء روح المقاومة للمشروع الصهيوني»
خصوصاً وان الصهيونية اتخذت من الدين اليهودي منطلقاً أساسياً من منطلقاتها الايديولوجية,
وصحيح ان رجال الدين المسلمين اقتحموا ميدان العمل السياسي, حتى ان القيادة السياسية
اندمجتء في وقت من الاوقات. بالقيادة الدينية؛ الا ان الاسلام السياسي, كتيار يحمل مشروعاً
سياسياً محدداً يقوم على أساس فكرة الجامعة الاسلامية بقي غائياً. (لم تبرز جماعة الاخوان
المسلمين كتنظيم موحد على ساحة العمل السياسي الآ في العام 1547).» وظلت العلاقة بين العروية
والاسلام قائمة على أساس ان الاسلام هو مكون من مكونات العروبة؛ ولكنه ليس بديلاٌ عنهاء وهوما
عبّرت عنه جريدة «الكرمل» في أحد مقالاتهاء حين كتبت: «يجب ان تكون العروية شعارناء ويجب ان
نستفيد من الاسلامء فقط, كما أراد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلمء ان يستفيد العرب منه
بأن يجعلوا مسلمي العالم يعطفون عليهم, لأن البلاد العربية وطن الدين الاسلامي, واللغة العربية
لغة القرآن» والعرب قوم صاحب الشريعة الاسلامية ولكن هذا يجب ان لا ١ ينسيهم ان اخوانهم؛ في
اللغة والقومية والوطنية والمصلحة؛ من النصارى هم أقرب الناس اليهم.()
الارهاصات الاولى ل «الوطنية» الفلسطيئية
ارتبطت ظاهرة تبلور شخصية «وطنية» فلسطينية: في العصر الحديث, بالاستيطان الصهيوني,
وذلك بالرغم من غياب وحدة سياسية وإدارية وجغرافية تميز المناطق التي ستتشكل منها فلسطين؛ في
أعقاب الحرب العالمية الاولىء عن غيرها من مناطق بلاد الشام. وأدّى الاحساس بالخطر الصهيوني
الى تبلور فكر سياسي فلسطينيء تماين الى حدّ ماء عن الفكر السياسي الذي كان يسود في الولايات
السورية الاخرى الخاضعة للسيطرة العثمانية). صحيح ان العرب الفلسطينيين شاركوا في
تأسيسء وفي نشاط مختلف الاحزاب والحركات والجمعيات السرية العربية؛ التي تشكّلت بعد اعلان
الدستور العثماني في تموز (يوليو) 15048ء وتبنّوا أفكارها القومية الاصلاحية, الا ان
؟ء نشؤُون فلسطزية العدد ١5؟ -١8؟, آذار ( مارس ) نيسأن ( ابريل ) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)