شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 51)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 51)
- المحتوى
-
د. ماهر الشريف ل
«الجامعة العربية», وتشدد على أهمية ضمان الترابط العضوي بين النضال القطري والنضال
القومي. ومع ذلك فان سيادة المنطق القطريء الذي فرضته الظروف, ساهم في تبلور تيارء في إطار
الفكر السياسي الفلسطينيء أخذ يشكك؛ صراحة؛ في جدوى القومية العربية والوحدة العربية,
راقع ًشعان «فلسطين للفلسطيكيين», كما هي مصر للمصريين والعراق للعراقيين. وقد شدد هذا التيار
المغرق في قطريته, والذي كانء في الوقت عينه, من أكشر تيارات الوطنية الفلسطينية حماساً لمبدا
التعاون مع بريطانيا على ضرورة التعامل بواقعية مع الحقائق ق السياسية التي أفرزتها الحرب العالمية
الاولىء والتي «أقامت سدوداً قوية تحول دون العربي وأخيه في الاقطار الحجازية والمصرية والسورية
والفلسطينية والعراقية واليمانية» بما نصبت فيها من حكومات مختلفة المذاهب ومتعددة الاهواء»»
وهو الامر الذي يحتم على الفلسطينيين: بالتالي؛ أن يعملوا على تحرير أنفسهم وتنظيم شؤونهم
الداخلية, قبل ان يفكروا في الاقطار العربية جمعاء ووحدتها(*'). أما الدعوة الى القومية العربية» فقد
تْظر اليها باعتبارها فكرة «استنبطتها أدمغة أجنبية لصرف قوى هذه الشعوب عن تنظيم أقطارها
الخاصة والاهتمام بنفسهاء الى التلهي بالاحلام البعيدة» أى بالاحرى لشق صفوفها وتفكيك عراها
وتفريق كلمتهاء وحمل أكثرياتها وأقلياتها على التنايذ تحت رعاية السيطرة عليها الى الابد». كما ألقى
هذا التيار بذور الشك في حقيقة الروابط القومية بين العرب» معتبراً بآن السدود السياسية ليست هي
وحدها التي تحول دون تحقيق فكرة الجامعة العربية؛ بل «يحول دون تحقيقهاء أيضاً؛ فقدان الروابط
الحقيقية التي لا تقوم بدونها. وهذه الروابط هي المصلحة ووحدة الاخلاق والامزجة؛ فان الشعوب
العربية ليست واحدة في أخلاقها وأمزجتها ومصالحهاء »كما يتوهم البعضء بل هي متباينة كل التباين.
ولِعلٌ هذه الروابط يتيسر وجودها بين عربي وغربي ولا يتيسر وجودها بين عربي وعربي»(5.
غير ان فكرة الوحدة العربية عادت لتحتل موقعاً متميزاً» في إطار الفكر السياسي الفلسطيني»
اعتباراً من مطلع الثلاثينات. فقد ساهم التضامن العربي الواسع مع نضال الشعب الفلسطينيء
خلال أحداث هبة البراق في آب (اغسطس) 1599, وبداية تحول الحركة الوطنية الفلسطينية الى
طريق مكافحة الاستعمار وشعور هذه الحركة بحاجتها الى الاستناد الى عمقها العربي لتتمكن من
مواجهة الحلف البريطاني الصهيوني الذي ظهر جلياًء خلال أحداث الهبة ساهم ذلك كله في خلق
الارضية الملائمة لتجدد نشاط القوميين العرب الفلسطينيين واعادة تسليط الاضواء؛ من جديد؛ على
البعد القومي للوطنية الفلسطينية. وتمثل أول مظهر, من مظاهر هذا التوجه القومي الوحدوي المتجددء
في الاجتماع الذي عُقد في مدينة القدس في الثالث من كانون الاول (ديسمير) ,.157١ على هامش
جلسات المؤتمر الاسلامي العام, بمشاركة عدد من القوميين العرب من رجالات الحركة العربية
الاستقلالية, والذي اتفق المشاركون فيه؛ بعد أن لاحظوا بأن من وسائل انجاح المؤامرة الاستعمارية
«اشغال أهل كل قطر من الاقطار العربية عن اخوانهم في الاقطار الاخرى بقضايا اقليمية مصطنعة»,
على أصدار «ميثاق قومي عربي»» تضمن ثلاثة بنود رئيسة؛ ركزت على وحدة البلدان العربية ورفض
كل أشكال التجزئة التي طرأت عليهاء وعلى آهمية توجيه الجهود في كل قطر نحى الاستقلال التام,
وعلى ضرورة مقاومة الاستعمار. يجميع أشكاله, باعتباره يتنا مع كرامة الامة العربية وغايتها
العظمى(0,
وقد تعزز هذا التوجه باعلان تشكيل حزب الاستقلال العربي في فلسطين, في آب (اغسطس)
7 على أساس مبادىء القومية العربية والوحدة العربية؛ حيث رأى مؤسسوه بأن القضية
الفلسطينية تقاذفتها الرياح المختلفة والعوامل المتناقضة منذ ان انفصلت عن القضية
كك تون فلسطيفية العدد 55١-55٠ آذار ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6870 (5 views)