شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 77)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 77)
المحتوى
فيصل حورائي سس
الوطنية والرغبة في تحقيق الاجماع: لما أمكن لهذين الطرفين ان يتوصلا الى اتفاق. وهكذاء اقتضى
الامر تنازلات من هنا وأخرى من هناك؛ لكي يصبح بالامكان التوصل الى صياغة تسترضي الجانبين
وتستجيب لما يتوخيانه. فلم يكن غريباً. اذاًء ان يشتمل البرنامج على عبارات غامضة وأخرى حمالة
أوجه: أى متضارية. ويمقدار ما يتعلق الامر يغرض هذه الدراسة» يكفي القول ان البرنامج تضمن»
كما ورب في فقرته الاولى؛ التأكيد على موقف م .ت .ف. السابق من القرار 57 ؟ وهو تأكيد لى آخذ بمعزل
عن التفسيرات التي اقترنت به لعنى الرفض البات لهذا القرار بما هى عنوان التسوية. غير ان
التفسيرات التى صاغها البرنامج للموقف من القرار ؟4؟١‏ تعرضت لنواقص في القرار باعتبار أنه
«يطمس الحقوق الوطنية والقومية لشعبنا ويتعامل مع قضية شعبنا كمشكلة لاجئين»7'*). ولم ينص
في البرنامج» صراحة: على ان م.ت.ف. ترفض القرارء بل قيل انها ترفض التعامل معه؛ وذلك بسبب
نواقصه. معنى هذا ان أي تد ارك للنواقصء سواء تم عبر تعديل القرار ذاته أى عبر قرار جديدء يجعل
مشروع التسوية مقبولا.
أما بشأن الكفاح المسلح, فقد اسقط البرنامج صفته المعتمدة, حتى ذلك الوقت: كطريق وحيد
للتحرين وأجري التأكيد على ان المنظمة تناضل بالوسائل كافة «وعلى رأسها الكفاح المسلح»؛ كما
اسقطت عبارة تحرير فلسطين ولم ترد في أي فقرة من الفقرات: وأوردت مكانها عبارة تحرير الارض
الفلسطينية؛ التي هي حمالة أوجه7”).
أما موضوع الدولة الفلسطينية» أى الكيان الفلسطيني كما سماه البرنامج» فقد اشتملت الفقرة
الثامنة على عبارات ملتوية بشأنه؛ وارتهنت موافقة المنظمة على الكيان بأن لا يكون ثمنها «الاعتراف
والصلح والحدود الآمنة والتنازل عن الحق الوطني وحرمان شعبنا من العودة وحقه في تقرير مصيره
على ترابه الوطنى»7؟). وهذا يعنى: عند معالجة التواء العبارات» ان حق المنظمة:» في الموافقة على
تسوية لا تلزم الشعب الفلسطيني بهذه التنازلات مجتمعة؛ بل ببعضها فقطء لم ينتف. وفي عبارات
أخرى لم تخل هي الاخرى من الالتواء. وصف البرنامج أية خطوة تحريرية يمكن تحقيقها بأنها «تأتي
لمتابعة تحقيق استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية في اقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية»(*4),
أمّا بيت القصيد في البرنامج كله فتمثل في اجازته اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية على أي جزء
يتحرر من أرض فلسطينء وان أوجب على هذه السلطة ان تناضلء بعد قيامهاء «في سبيل استكمال
تحرير كامل التراب الفلسطيني»9؟).
وبالمصادقة على هذا البرنامج؛ ويالرغم مما وسم عباراته من غموض أو التواءء يكون ممثلى
الشعب الفلسطيني اقرّواء لأول مرة في تاريخ هذا الشعبء وثيقة تظهر الاستعداد للقبول بتسوية
قوامها اقامة السلطة الوطنية القلسطينية على جزء من أرض فلسطينء وليس عليها كلها. والذي لا شك
فيهء ان هذا الاقرارء بالرغم من التحوطات والتحفظات الكثيرة التي اقترنت به؛ وبالرغم من التراجعات
التي جرت عنهء من هذا الفريق أو ذاك, هو الذي شكّل الفاتحة التي عنونت لتمام ولادة فكرة التسوية
في ساحة العمل الوطني الفلسطيني وترحيب الغالبية بها. وهذا الاقرار هى الذي فتح الباب أمام
التطورات اللاحقة في الموقف الفلسطيني من التسوية؛ الى ان وصل هذا الموقف الى اظهار القبول
العلني بتسوية يكون القرار ؟ 5" في صلبها وتكتل الجهود من أجل تحقيقها . وهذه حقيقة لايبدل من
أهميتها ان تكون التسوية تمّت أو انها لم تتمّ. كما لا يبدل من هذه الأهمية ان يرى البعض في
التسوية المنشودة تراجعاً او تناك عن حقوق بعينهاء أو ان ينظر اليها بوصفها مكسباً لا تأذن
كا لثؤون فلسطفية العدد ‎15١-74٠‏ آذار ( مارس ) نيسان ( أبريل ) 1951
تاريخ
مارس ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22437 (3 views)