شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 92)
- المحتوى
-
ل محددات الفكر السياسي للعرب في اسرائيل
هذه الشريحة خضعت,ء منذ العام 1544 لمسار فرعيء مغاير من بعض النواحيء لمسار المجتمع
الفلسطيني الأصل. ولكن على الرغم من ذلك, فان حقائق الحياة العريية الفلسطينية الجمعية,
بالمعنى التاريخي والثقافي والاجتماعي, كاللغة والتراث والقيم الدينية وكثير من المعايير الأخلاقية
والسلوكية؛ لم تغب مطلقاًء عن ساحة العرب في اسرائيل» وكذا لأن ثمة مؤشرات تؤكد ان القكر
السياسي لهذه الكتلة السكانية العربية لم ينشا ويتطوّر بمعزل عن تأثير الرؤى والطروحات التي
أفرزتها مسيرة المجتمع العربي الكبير أى المجتمع الفلسطيني الأصلء داخل الارض المحتلة وخارجها
بعامة, والقكر السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة بخاصة.
وبالنسية للقضايا محل الاهتمام؛ فان هناك اجماع على ان العرب في اسرائيل ينشغلون؛ من
عام النكبة؛ بقضيتين أساسيتين: الاولى» هي العلاقة بينهم وبين الدولة» وما يتمخض عنها من أمور,
كالمواطنة المتساوية: وحسم الهوية الذاتية, ودرء أخطار عداوة الغالبية اليهودية, والموقف من العقيدة
الصهيونية الحاكمة, والحفاظ على الموارد المتاحة من الارض والمياهء الخ. أمّا القضية الثانية, فهي
الموقف من مسار الصرا ع العربي الاسرائيلي والمسألة الفلسطينية9)؛ علماً بأن الموقف تجاه هذه
القضية الأخيرة, شكّل ديا » الحلقة المركزية ويؤرة الاهتمام في الفكر السياسي لحركة المقاومة
الفلسطينية( *). مع إهمال ملحوظ ولفترة ممتدة من جانب هذا الفكر للاشكاليات الخاصة للعرب في
اسرائيل.
ان نقطة التحول الرئيسة في الفكر السياسي للعرب في اسرائيل تبدأ بعام النكبة الفلسطينية
الكبرىء التي فرضت عليهم» دون سائر قطاعات الشعب الفلسطينيء الوقوع في إسار ظروف لم
يعرفها أو يعايشهاء مطلقاًء أي قطاع فلسطيني في الشتات أوغيره. ويكفيء في هذا المقام؛ الاشارة الى
أن العرب في اسرائيل: هم الشريحة العربية الفلسطينية الوحيدة؛ التي تحوّلت بين عشية وضحاها الى
أقلية داخل المجتمع الاسرائيي؛ أقلية أضحت تحمل الجنسية الاسرائيلية وكان عليها أن تتعامل»
بشكل يوميء مع أطر فكرية وقيمية ومؤسسية معادية لأرومتها العريية الفلسطينية. وكان عليها. من
ثمء ان تواجه قضايا مختلفة, الى حدّ كبين عن قضايا محيطها العربي والفلسطيني على حدّ سواء,
وأن تلجا الى آليات خاصة, وربما مبتكرة» في سبيل التعاطي مع هذه القضايا. ومن هذا تأتي شرعية
الحديث عن فكر سياسي خاص بهاء وهوما نحاول الاضاءة حوله في هذا البحث. ١
الامر الذي لا شك فيه, ان الفكر السياسي؛ عموماً. يشمل دائرة واسعة من الجوانب والموضوعات
والقضاياء ولأنه من غير المحتمل ان يخرج الفكر السياسي للعرب في اسرائيل عن هذه القاعدة: فانه
من ياب الحيطة والتحديد أن تلفت النظر الى ما يلي:
اولا - ان مقاريتنا للموضوع سوف تركز على الجانبين اللذين أعتبرا الأهم في مشاغل الفكر
السياسي للعرب في اسرائيلء وهما مكانتهم في الدولة الصهيونية, والقضية الفلسطينية في إطار الصراع
العربي الاسرائيلي.
ثانياً - ترى هذه المقاربة» أنه يمكن تقصي الفكر السياسي للعرب في اسرائيل من واقع أدبياتهم
الفكرية» ومن خلال برامج ومسلكيات ومواقف تنظيماتهم وحركاتهم وقواهم وأحزابهم السياسية. كما
انه يمكن تلمس هذا الفكر. عبر متابعة أدبيات ومواقف مسلكيات قواهم ذات الطابع المدني» باعتبار
إن الفعاليات المدنية للعرب في اسرائيل كثيراً ما تقيّدت في ممارساتها الفعلية؛ على خلاف التواحي
الشكلية؛ بقضايا هيء في جوهرهاء ذات مضمون سياسيء وذلك إتقاءاً منها واحترازاً للصدام
العدد ٠ 5؟ :58١- آذار ( مارس ) نيسأن ( أبريل ) 1591 لَمُيُون قلسحايزية امن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)