شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 95)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 95)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
شبه اجماع لفترة ممتدة بين الاحزاب الاسرائيلية كافة؛ على الحيلولة دون قيام حزب أ ومؤسسة ذات
طبيعة عربية بحتة(*'). وحينما كانت السلطات تتنيّه الى وجود ثغرات قانونية: يمكن ان تنفذ منها
تكوينات عربية معيّنة فانها سرعان ما كانت تعمل على سدهاء الامر الذي حدث مثلاً, عندما تأسّست
«جماعة الارض» في نهاية عقد الخمسينات ودحركة الارض» في منتصف عقد الستينات.
وهمًا تجدر الاشارة اليه أنه في ظل عدم وجوب دستور مدون في اسرائيلء فان الكنيست يملك
صلاحية إصدار ما يشاء من قوانين» وأن هذه القوانين مقدّمة على ما سواهاء وأن أية جهة:, بما في
ذلك المحكمة العلياء لا تملك حق إبطالها. ويعنى ذلك ببساطة: انه بالنسبة للقوانين التى قد تصدر
عن الكنيستء وتتضمن انتهاكات للحقوق المدنية أى السياسية للعرب في اسرائيل: كانعد ام مساواتهم
بالمجتمع اليهودي؛ وإخضاعهم للكثير من الاجراءات الاستثنائية, وانعدام تطبيق العدالة بمكيال
واحد داخل الدولة؛ ليست موضعاً للنقض من أية جهة. ومن الامثظلة التي تنطوي على دلالة بهذا
الخصوص, أنه حينما طرب بعض السكان العرب من الجزء الشرقي من مدينة القدسء بعد أحتلاله
العام 215517 حدث ان تقدّم أحد المقيمين العرب المطرودين بطلب لشراء شقة سكنية في الحي
اليهودي» المبني حديثاً في هذا الجزءء فأصبطدم طلبه بالرفض. وقد أقرّت المحكمة العلياء بدورهاء ذلك
الرفضء ملاحظة أن «الطلب يتعلّق بحي يهوديء الامر الذي يعني ان اليهود وحدهم يملكون الشروط
اللازمة للعيش فيه(07).
في بداية وقوعهم تحت هذه الاوضاعء نظر الكثير من العرب في اسرائيل الى دولة اسرائيل, نظرتهم
الى الحكام الاجانب الذين سبق وان حكموا البلادء معتبرين أن الواقع الجديدء على قسوته, مؤقت,
وأنه لا بدَ من التكيّف معه. وكان هؤّلاء افتقدواء في السنوات الاولى» للاطار القيادي القادر على التعامل
مع هذه المستجدات:؛ بحيث لم يكن بقي في الميدان سوى قيادات من الحزب الشيوعي(""). ومع ذلك
يبدى أن بعضهمء حاول أن يجرب حظه مع السلطة الجديدة: بالعمل على إقامة حزب عربي خالص»
لكن انعدام التجربة السياسية والمراقبة الشديدة والوسائل الحاسمة التي اتخذتها السلطات ضد
الذين عملوا في هذا الاتجاه. قضت على تلك المحاولات بالفشل(04).
وهكذاء فان الفئات التي أرادت القيام بنشاط سياسي معين أو التعبير عن آرائهاء لم تجد أمامها
سوى سبيل الانضمام الى الحزب الشيوعيء أو التعاون معهء أو مع أحزاب أخرى صهيونية: بحسب
الاوضاع. أمّا النشاط العربي «المستقل», فقد تميّن طوال السنوات العشر الاولى من حياة الدولة
الصهيونية التي اتسمت بوطأة الحكم العسكريء بعقد الاجتماعات ومؤتمرات الاحتجاج على هذا
الاجراء أوذاكء من الاجراءات التى تمس العرب من حين الى آخر. لكن تلك النشاطات: كانت تجرى
تحت رقابة دقيقة من جانب السلطات؛ حتى ان الحكام العسكريين؛ أصدروا أوامر إقامة جبرية بحق
٠؛ شخصية من الذين دعوا للمؤتمر الذي أُعلن فيه عن قيام «الجبهة العربية» في السادس من تموز
(يوليو) 50015508). كما ان تلك الجبهة اضطرت الى تغيير اسمها الى «الجبهة الشعبية»: لآأن
السلطات «لم تكن لتتحمل قيام جسم له طبيعة عربية قومية»!' '). ويعنيناء في هذا المقامء الاشارة الى
برنامج الجبهة» الذي يبي طبيعة الفكر الذي وقف خلفها؛ فقد تعمّدت الجيهة بالعمل على إلغاء الحكم
العسكري» ووقف مصادرة الاراضي العربية» وإرجاع الاراضي المصادرة الى أصحابهاء والغاء التمييز
العنصري بين المواطنين واستعمال اللغة العربية في جميع الدوائر الرسمية» والعمل على عودة
اللاجئين العرب الى ديارهم(!'). بذلك؛ تكون الجبهة أفصحت عن الاهتمام بتحسين شروط حياة
العرب في دولة اسرائيل» وأخذت في الاعتبار أحد أهم أيعاد القضية الفلسطينية وهى «حق
53 لون فلهطرزية العدد 14١-74٠ آذار ( مارس ) _نيسان ( ابريل ) 1551 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)