شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 98)
- المحتوى
-
سل محددات الفكر السياسي للعرب ف اسرائيل
نفسه, كأول حزب عربي مستقل تماماً في الوسط العربي في اسرائيل» وضمّن برنامجه السياسي كثيراً
من الافكار التي عبّرت عنها الحركة في منتصف عقد الستينات: مثل احقاق الحقوق القومية والمدنية
للجماهير العربية في اسرائيل» وتحقيق المساواة الكاملة والعدالة؛ والعمل على إقرار حق تقرير المصير
للشعب الفلسطينيء وإقامة دولته المستقلة بجانب اسرائيل: والعمل على توثيق العلاقات العربية
اليهوبية والتعايش السلمي بين الشعبين؛ وضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للارض المحتلة منذ
العام 17 لقد نشا هذا الحزبء بأفكاره وطروحاته هذه؛ على خلفية تفاعلات كثيرة؛ تأذرت بها
الأطر القانونية السياسية المحيطة بالعرب في اسرائيل» كان من نتيجتها التوصل الى ان «محاولة ضبط
التطورات الجارية بين الفلسطينيين في اسرائيل والسيطرة عليهاء حتى باستعمال الوسائل المتطرفة,»
لم تعد مجدية», مما أقنع بعض المسؤولين الاسرائيليين بأن «جهاز مراقبة الاقليات فشل في أداء
مهمته(3),
ان برو الحزب الديمقراطي العربيء ومشاركته في الحياة البرلانية الاسرائيلية: قد يكون أحد
أهمّ تجليات تطور الفكر السياسي للعرب في اسرائيل. وهذا يقود الى تحري تطؤر الشق المتعلق بسلوك
الطريق البرلماني لتحقيق المطالب الذاتية في هذا الفكر عموماً . لقد سمح المشرّع الاسرائيلي للعرب
بالاشتراك في الانتخابات العامة منذ العام ١544 لكنه سلبهم » مطولاًء حق التعبير السياسي والحزبي
المستقلء الأمر الذي هيّا مجالاً خصباً لنشاط الاحزاب الاسرائيلية الصهيونية: على أمل تصيّد
الاصوات العربية. وفي هذا السبيلء فان ترشيحات العرب للمشاركة في الانتخابات» عادة ما كانت
تجرى عبر الارتباط بالقوى السياسية الاسرائيلية. وقد وصف أحد المسؤولين الاسرائيليين هذه
الوضعية, بدقة؛ حين ذكر «ان الصراع الحزبي في المناطق العربية» يمثل صراعاً باسم اليهود
ولصلحتهم»(") ٠ وعموماً »كانت نسبة المشاركة العربية بالتصويتء ولفترة طويلة: مرتفعة. ولم تكن
تلك الظاهرة اتعكاساً لحالة تحديث في الوسط العربيء وإنما إرتدت الى سيادة فكرة سياسية بين
العرب؛ جوهرهاء ان المشاركة في مواسم الانتخابات: تشكّل ورقة ضاغطة على السلطات؛ سواء كان
التصويت الى جانب القوة الحاكمة أم الى جانب المعارضة. وكذاء لأن الاقبال على التصويت غالباً ما
كان وسيلة للاحتجاج على تشريعات معيّنة للحكومة القائمة؛ أى لدعم الاحزاب التي تتبنّى برامج
انتخابية: تقوم على انتقاد التشريعات والقوانين الخاصة بالعربء والمطالبة بتشريعات بديلة: تحقق
المساواة أو تحافظ على الحقوق العريية(!). وقد كان للقوى الحزيية المختلفة, يما في ذلك الاحزاب
الموغلة في عدائها للعرب» نصيب من الاصوات العريية. تحت وطأة ضغوط معينة!؟"). على أن فكرة
الاعتقاد في جدوى المشاركة في الحياة النيابية وبخاصة من خلال التصويت في الانتخابات لم تحظ
باجماع منذ البداية؛ ولا زالت موضعاً للجدل بين الفعاليات العربية في اسرائيل, حتى الآن. ففي بداية
الامر كانت فكرة مقاطعة العرب للانتخابات مطروحة بينهم, ؛ لكنها بقيت مجرد فكرة فردية ومن جانب
بعض الفئات7"). ويحلول منتصف عقد السبعينات»: نشطت هذه الفكرة» وتبئتها أطر تنظيمية
بعينهاء كجماعة أبناء البلد والحركة الوطذية التقدمية والحركة الاسلامية؛ ثم بدأت تكتسب أرضية
جديدة من انتخابات الى أخرى؛ حتى أنها انعكست على متوسط نسبة المشاركة العربية بالتصويت
في الانتخابات من ١م بالمئة في عقدي الخمسينات والستينات الى نحو /١ بالمئكة في مطلع العقد
الحالي.
والواقع ان فكرة المقاطعة والامتناع عن التصويت, تجد أصولها في فلسفة معيّنة تراوح بين
اعتقاد البعض» » على مستوى قردي أى جماعي» بأن الانتخايات لا تعني العرب من قريب أو
العدد 15١ - 56٠ آذأر ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 155 نوين فلسطزية /ا5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)