شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 99)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
بعيدء وأنها لن تعود بالنفع على الاقلية العربية» بينما هي عند آخرين: تعبير عن موقف سياسي
بحتء أساسه عدم الاعتراف بالمؤسسات الصهيونية(4). . وينتمي موقف الحركة الاسلامية الى
هذه الفئة الاخيرة. التى تعتقد ان خوض الانتخابات» يعني الاعتراف باسرائيل, الامر الذي
يتناقض لديها مع الشريعة الاسلامية. هذا الى جانب رؤية الحركة بأن أي تغيير سياسي من
جراء الانتشابات لن يكون جذرياً كما هى مطلوب”*"). والملقت للانتباه. ان الحركة الاسلامية
تلتقيء في هذا التحليلء مع حركة أيناء البلد «العلمانية», التي تتحفظ من امكانية تحقيق
المساواة بين المواطنين العرب واليهود في دولة اسرائيل اليهودية!'). ومن الواضح أن هذه الرؤية
تختلف عن آفكار أصحاب نهج المشاركة وإمكانية التغيير من داخل المؤسسات الاسرائيلية,
كالجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة, والقائمة التقدمية للسلام والحزب الديمقراطي العربي,
الذي يرى مؤّسسه وزعيمه. عبد الوهاب الدراوشة» أنه إذا نجح العرب في تشكيل قائمة موحدة
(بين الحزب الديمقراطي والقائمة التقدمية مثلاً)ء قانهو يستطيعون الحصول على ١5 مقعداً في
الكنيست؛ ويصبح هؤلاء ثالث قوة بعد العمل والليكود»(""). وبالطبع لنا ان نتوقع ان الجدل بين
تياري المشاركة والمقاطعة البرلمانية, داخل منظومة العرب في اسرائيل على مستوى الفكر والحركة,
له فعله المؤثر على وحدة التصوّر السياسي وعلى مستوى فعالية الأداء السياسي» وبشكل خاص»
في أثناء مواسم الانتخايات النيابية. لكن هذا الجدل يمثلء في الوقت نفسه. أحد العناصر التي
تؤجج التساؤلات السياسية على الصعيد الجماهيري. ذلك ان تحليلات الفعاليات السياسية
العربية في اسرائيل» تنطوي على محاججات ثرية, لا سيما ما يتعلّق منها بموضوع الهوية الذاتية
والمستقبل السياسي لهذه الجماهير. وفي هذا السياقء تبدى القوى المناصرة للمقاطعة؛ أكثر ميلاً
الى النزعة الانفصالية عن الكيان الصهيونىء وأقرب الى اتخاذ مواقف جذرية تجاهه؛ وريما
أخرجته. كلية؛ من دائرة الشرعية؛ وهى ما يعيد الى الاذهان المواقف التاريخية الاولى للفكر
السياسي العربي والفلسطيني تجاه الوجوب الصهيوني في المنطقة العربية وفلسطين.
أن هذه الازدواجية إزاء الاقتراب أى الابتعاد من الآلية البرلمانية لتحقيق الاهداف, تمثّل إحدى
خصائص الفكر السياسي للعرب في اسرائيل. وثمة جانب من هذا الفكر لا يعير قضية العمل البركاني
أو غير البركاني أية أهمية, مؤمناً بأن القضية الاساسية المطروحة في اسرائيل» قانونياً وسياسياًء
ليست قضية المساواة أو تحقيق الحقوق المدنية أو مدى اندماج الاقلية العربية في المجتمع
الاسرائيليء الخء بل أن القضية هي في وجود أقلية قومية لا سبيل الى ادماجها في الدولة اليهودية بأية
وسيلة كانت حيث أن هذه الدولة لن تسمح بالمساواة _بمعناها الديمقراطي الشائع -حتى ولى أصبح
العرب غالبية قيها. وفي هذا المضمار, يثير هؤلاء التساؤل عن مصير الديمقراطية الاسرائيلية,
ومساعي المساواة, إذا أصبح العرب أكثرية في المستقبل؟ والاجابة لديهم: هي أن اسرائيل سوف تلغي
الديمقراطية أى تجني العرب. ب قرا عن الدولة(2).
لعله من الواضح ان الفكر السياسي للعرب في اسرائيل» أصبح يثيرء ضمن تأمله وتقويمه للاطار
القانوني السياسي والنظامي للوجود العربي في اسرائيلء قضايا وتساؤلات على قدر بالغ من الجدية
والتعقيد, وتنتمي الى ذلك النوع الذي تصعب الاجابة عنه في المدى القريب. لكننا لا نعثر على هذا
القدر من الحيرة في ما يتصل بموقف هذا الفكر من العمل في إطار السلطات المحلية أى العمل البلدي
المحلي. ففي هذا الجاتب نجد ما يشبه الاجماع حول ضرورة المشاركة الايجابية(؟'). وقد يفسّر ذلك
بعاملينء الاولء هى اتساع الهامش المسموح به قانونياً في إطار المحليات؛ كالاتتخاب
54 هون فلسطزية العدد :55١- 74١ آذار ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 19455 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)