شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 101)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
ولغيرها من القوى المحظور عليها ممارسة السياسة مجالاً للانقماس بين الجماهير دون الحاجة الى
تصريح قانوني لن تحصل عليه. وربما تدرك هذه الحركة وغيرهاء أن موقفاً سلبياً من العمل المحلي -
الى جوار الموقف السلبي من العمل البرماني سوف يكون بمثابة موقف للرفض العربي الذي لا معنى
لهء وقد يودي الى عزوف الرأي العام عنهاء » بينما هي بمشاركتها على الصعيد المحليء وفي إطار ما هى
ممكن ومتاح قانونياًء ترفع رسالة الى ذوي الشأن عن طبيعة قوتها الحقيقية» التي لا يريد الآخرون
الاعتراف بها.
الفكر السياسي في بيتته الاجتماعية الاقتصادية
يلحظ المتابع لمحتوى السياسة الاسرائيلية تجاه الواقع الاجتماعي الاقتصادي للعرب في
أسرائيل, بما في ذلك الابعاد الفكرية الثقافية» أن القيادة الصهيونية المتنقذة في اسرائيل: كانت
على درجة عالية من الحيطة لأثر التفييرات الممكنة في هذا الواقع على الفكر والممارسة السياسية
للأقلية العربية داخل اسرائيل: وأنها كانت تعلم جيداً ان تجليات الفكر السياسي لهذه الأقلية
لن تجنح بعيداً عن حقائق هذا الواقع. ومن ثم. سعت هذه القيادة جهدها لتكييف الواقع
الاجتماعي والاقتصادي للعرب في اسرائيل بحيث يلائم خيارات الدولة اليهوديةء بقض النظر عن
حجم الآلام التي سببتها هذه العملية للوسط العربي. لكن الشيء المدهشء ان متابعة موازية
مسار القكر السياسي للعرب في اسرائيل أو تجلياته في الممارسة؛ تخرج بانطباع موان آخر, هو ان
العرب في اسرائيل كانواء بدورهمء على وعي بما يعتمل على ساحتهم من ممارسات لنظام الغالبية
الصهيونية الحاكم. وعلى سبيل المثال» يلاحظ ان السلطات الاسرائيلية عملت, دوماً. على تضييق
مساحة الارض المتاحة للعربء بأعمال المصادرة والنهب تحت مسميات مختلفة. حتى أنها
قلصت معدل المساحة المتاحة للقرويين العرب من ١9,1 دونماً للفرد في العام 195٠ الى أقل من
دوتم واحد في العام 9577( 4). وهذه ولا شك سرعة قياسية في عملية الفصل الداخني للمواطن
عن «أمه» الارضء وهي عملية لا يقصد بها سوى تكريس يهودية الدولة. وفي المقابل» يلاحظ أن
عرب الجليل لجاوا - ضمن آليات أخرى - الى إعاقة هذه العملية باصلاح الاراضي المهملة
وغرسها زيتوناًء والبناء عليها بسرعة فائقة أيضاً وذلك للتدليل على إعمارها وملكيتهاء الامر الذي
أدهش رئيس الوكالة اليهودية في أثناء جولة له. ذات مرة, في منطقة الجليل, بحيث علّق قائلاً
بأن العرب يسعون الى إعاقة إجراءات الاستيطان والتهويد("؟). إن أجراءاً من هذا القبيل» على
بساطته, يقدّم مظهراً تطبيقياً لفكر سياسي بعيد الغور... فاذا كانت الارض العربية مهدّدة بقكر
التهويد والاستيطان الصهيونيء بذريعة أنها مهملةء فان الاجراء المضاد والمعقول هى استصلاح
الارض وفرسها زيتوناً ومساكن ومرافق. وعندئذٍ تكون فكرة الاستيطان العربي للحفاظ على
الارضء الرد الطبيعي والعملي على فكرة استلاب الارض بالاستيطان اليهودي.
ان معظم السياسات الاسرائيلية الزاحفة نحو مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية للحرب في
اسرائيل» والتي يتقدمها فيلق من القوانين متعدّدة الغرضء لا يمكن فصلها عن غاية اسرائيل العليا
تجاههم: وهي تبديد هويتهم القومية وتسخيرهم للمجتمع الاسرائيلي |! يوني . . قهدف «دمج» العرب
في جسد الدولة والمجتمعء لم يكن هدفاً لاسرائيل اذا استثنينا النزر اليسير من القوى ذات الوزن
الهامشي فيهال"*). ومع ذلكء أثبتت الخبرة, ان مجالات السيطرة الاجتماعية والاقتصادية: ولجم
الانطلاق الثقافي والتطوير الذاتيء أعطى مردوداً عكسياً: على طول الخطء في الفكر السياسي للعرب
حل شين فلسطيفية العدد :55١- 54١ آذار ( مارس ) نيسان ( ايريل ) 1991 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2096 (11 views)