شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 102)
- المحتوى
-
حب محددات الفكر السياسي للعرب في اسرائيل
في اسرائيلء حتى ليمكن الزعم بأن هذا الفكر نشاء خاصة في شطره المتصل بالمسار الاجتماعي
والاقتصاديء في سياق المحاولة المستميتة للرد على الاجراءات الاسرائيلية المحمومة للسيطرة على
الاقلية العربية عبر التأثير على بيئة حياتها ومجال حركتها ووجودها اجتماعياً وإقتصادياً. فكأن
السياسة الاسرائيلية بوغتت من حيث إحترست بشدة! لقد أسهمت عملية مصادرة نحى 5 بالمئة من
الاراضي الزراعية العربية الى انخقاض عدد العمال الزراعيين من ٠١ بالمئة في العام 1944 الى نحو
٠ بالمئة في نهاية عقد التمانينات(65), الامر الذي أدّى مع أسباب وتداعيات أخرى - الى تهميش
القطاع الزراعي بمجمله, ؛ وشجرة المزارعين الى قطاعات عمل أخرىء مع ما ترتب على ذلك من دفع
القرويين الى خارج قراهم! :*). وقد حقق هذاء جزئياً. هدفاً عزيزاً لدى السلطات؛ وهى التوسيع
الظاهري للمسافة الفاصلة بين الانسان العربي الفلسطيني والارض. الا أن هذا الانقلاب على
مستوى العمل, خلق فكراً جديداً حولٍ العلاقات الاجتماعية والأسرية على حساب الفكر والعلاقات
التقليدية(١*). وكان من جراء ذلك فضلاً عن ارتفاع مستوى التعليم» وبروز سياسات التمييز لصالح
العمال اليهود ضد العمال العرب (الذين كانوا فلاحين)؛ أن تعزز الوعي السياسيء وتراكم الشعور
بالاضطهاد القوميء الى جانب نمو الوعي بالتمايز الطبقي(5*).
إن العمال العرب المنتشرين على مساحة واسعة من قطاعات العمل الاسرائيليء لم يقوموا
بأعمالهم وهم مغمضى الأعين والعقول عن مظاهر التمييز من حولهم. ومعظم هؤلاءء لم ينقصلوا
كلية عن مناطق سكناهم الاصليةء حتى أولئك الذين لم يبق لهم من الارض شيئا نتيجة
المصادرة(""). ولا شك ان النظر والمراقبة يعقبهما الفكر والتديّر؛ إذ رأى هؤلاء الطبيعة المزرية
للكثير من الاوضاع العربية: حيث يفتقر نصف مراكز التجمعات العربية الى الخدمات
الاساسية:, ويبدى بعضها وكأنه يعيش خارج الدولة» مقارنة بأوضاع المجتمع اليهودي!؟".
ورأواء أن الذين يخدمون في الوسط العربيء كممثلين للحكومة ومتعاونين معهاء تأبدوا في مراكزهم
لعشرات السنين, دون أن يحدثوا تغييراً ايجابياً يذكر لصالح مواطنيهم(**): مما أفقدهم
صدقيتهم وقدرتهم على ضبط الاجيال الجديدة. ورأواء ان الهستدروتء الذي يسيطر على أكبر
الفاعليات الاقتصادية في المجتمع الاسرائيني قبلهم على أساس أنهم أعضاء متساوون في الحقوق
والواجبات: لكن سياساته: كأحد أذرع السلطة لم تتغير تجاههم؛ من حيث تحسين الخدمات أى
الاجور أى المراكز القيادية, بل وأن الدائرة العربية في الهستدروت» التي تتحكم في أوضاع
العمال العرب وتشرف عليهمء لا يرأسها عربيء وأن ثلثي العمال العرب» وهم أكثر من ٠١ بالمئة
من أعضاء الهستدروت لا يصمح لهم بممارسة النشاط النقابي عبر الاجهزة النقابية المخصّصة
لذلك, وان الهستدروت لم يُشد مستشفى واحداً في المناطق العربية؛ كما يفعل مع اليهودء وأنهم
عموماً أي العمال العرب أول مَنْ يجرى الاستغناء عنهمء وآخر من يتم تشغليهم بحسب
الظروف7"). وقد كان المثل البارز لهذه الناحية الاخيرة, ما حدث يُعيد بداية تدفق هجرة اليهود
السوفيات السكانية منذ أواخر عقد الثمانينات9*). إن الاحتكاك بهذا الواقع: بما انطوى عليه
من تحول كبير للعرب في اسرائيل من مجتمع زراعي تقليدي الى هامش المجتمع الصتاعي
الاسرائيلي كعمالة غير مستقرة الاوضاع أن المعالم أدّى الى تبلور وعي سياسي بأهمية حيازة
الاقتصاد المستقل والكيان الذاتي المستقل؛ والصعود الى قطار القوى السياسية الأقرب الى
النزوع القومي العربي الفلسطيني. وقد لوحظء بالفعلء وجود علاقة إرتباط بين التصويت
البرلماتي العربي لصالح القوى الحزبية ذات البعد العربي الفلسطينيء وبين نمى الطبقة
الحدد ,74١ - 55١ آذار ( ماري ) تيسان ( ابريل ) 199 ليون فلمطؤية 1٠١١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2903 (9 views)