شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 103)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
العمالية العريية**). ولا يقدح في صحة هذا الاتجاه, ما يراه البعض من أنه حدثت تطورات
هامة في الطبقة العاملة العربية والاقتصاد العريي» من حيث نمى نسبة أصحاب الياقات
البيضاءء وتدني نسبة العمال غير المهنيين لصالح العمال المهنيين» أى بروز طبقة وسطى عربية
من تجار ومقاولين وسماسرة وأصحاب أعمالء وتراكم رؤوس أموال بين يدي هذه الطبقة. ذلك
أن تبلور هذه الحقائق الاجتماعية الاقتصادية في المجتمع الفلسطينيء من دون رغبة اسرائيلية
في توسيع الفرص المتاحة للقوى الجديدة (عمالية كانت آم غير عمالية)» دعم اتجاه البحث عن
أطر سياسية واقتصادية وكيانية خاصة؛ تستوعب الطموحات الذاتية للعرب في اسرائيل,
وتستجيب للتحولات الاجتماعية الاقتصادية التي ل لحقت بهم(؟").
وليس أكثر مدعاة للتأمل» في أثر السياسات الاجتماعية والاقتصادية الاسرائيلية على تطور الفكر
السياسي للعرب في اسرائيل: من الجانب المتعلّق بالتعليم. فالتناقضء في هذه الناحية» يبدو صارخاً
بين طموحات السياسة التعليمية الاسرائيلية تجاه العرب» ويين النتائج التي تحققت بالفعل. ففي
الوقت الذي تطلعت فيه السلطات الى جعل حقل التعليم المجال الاساس لاقراغ الفكر والتقاة
العرييين من مضمونهماء » فانها لم تنجح في زرع قيم جديدة بديلة؛ حتى لى كانت القيم الصهيونية.
إن البديل القيمي الذي تريده السلطات لم يكن واضحاً في يوم من الايام» لأن هذه السلطة لم تسع
الى ادماج العرب في كيان الدولة» دولة اليهود . كما لم تعمل على تثبيت منظومة القيم العربية: لشهوري
بخطورة هذه الخطوة على هوية الدولة, بزعم أنها ستصيح دولة ثنائية القومية. وما كانت منظومة القيم
العريية ليست بعيدة المنال عن العرب في اسرائيل» وبخاصة منذ الاحتلال الاسرائيلي للضفة
الفلسطينية وقطاع غزة العام /1551 » فضلا عن أن العرب في اسرائيل ليسوا بعيدي العهد بهذه القيم
عموماً فان نمو مستوى التعليم العربي بالرغم من كل الصعويات والعراقيل التي جابهته ونمو
الجماعة العلمية والنخية الاكاديمية العربية . يمرور الوقت ويمثايرة كبيرة, أصبح بمثابة مادة متفجرة
داخل الكيان الاسرائيليء على حدّ تعبير أحد الباحثين اليهود(')ء وعاملاً قوياً مضافاً لبلورة الوعي
السياسي المناهض للنظام الاسرائيلي الحاكم. والأصل في ذلك يعزى الى ان قضم البنية الاقتصادية
للعرب بمصادرة أراضيهم والسيطرة ة على مواردهم, ما ظهر منها وما بطنء وعدم الاهتمام بتنمية
المناطق العربية» جعل العرب ينظرون الى العلم, كطريق حقيقي, وحيد تقريباً للتحرر من وضعهم
المتدني وللارتقاء الذاتي. وتحت وطأة هذا الواقع» نما عدد مَنْ أتمّوا تعليمهم الجامعيء وإن بشق
الأنفسء, حتى بلغ نحى ١4 ألفاً في العام /2141 بينهم 56٠ يحملون درجة الماجستير والدكتوراه:
وينضم اليهم كل عام نحو ١١٠١ خريج جامعي جديدء وبين هؤلاء؛ جميعاً نحو 5؟ بالمئة من العناصر
النسائية(!"). ولا شك أن أول ما تبحث عنه نخبة كهذهء هو سوق العمل المناسب والمركز الاجتماعي
المناسبء لكن سوق العمل مغلق باستمرار, وذو سقف معينٌ لا يمكن تجاوزه بحكم القانون وسياسة
التمييز. قمن بين قرابة 54 ألف موظف حكومي في العام 157١ كان الموظفون العرب ,5٠ ٠ أي نحى
١ بالمئة تقريباً من مجموع الموظفين» ؛ في حين كان السكان العرب يشكلون ١١ بالمئة من مجموع سكان
الدولة(5"). وفي العام كان عدد المراكز الحكومية الكبيرة /71741 مركزاً, »لم يشغل متها العرب
سوى 7١ مركزاً » أي بنسبة ١ إلى ٠١ المئة وكان في الجامعات نحو ستة آلاف مركز أكاديمي كبير
لليهود؛ في مقابل ٠١ مركزاً مماثلاً للعرب أي بنسبة ١ الى ٠٠١ بالمئة. وفي العام 1545 »الوحظ أن 637
بالمئة من المهندسين العرب لا يجدون عملا في مجال تخصّصهم وأنه من بين 1/٠١ منصباً في وزارة
الممارف في رتبة مفتش فما فوقء لا يوجد سوى 77 عريياً فقط. وحتى نهاية عقد الثمانيناتء لم
1951 ) نيسان ( ابريل ) آذار ( مارس ,15١- 54١ شؤون فلعطؤية العدد ٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2483 (10 views)