شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 105)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 105)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
المجتمع العربي الفلسطيني الكبيرء عبر الحدوبء حتى قبل حصول التواصل العضوي مع الضفة
والقطاع. فالتحولات الايديولوجية بينهم تواكبت والتطوّر الايديولوجي والفكري في المنطقة العربية إِنْ
على مستوى المضمون أو على مستوى الرموز والأشكال. وممًا يذكر في هذا الخصوصء ان نهوض
التيار القومي بينهم في أواخر عقد الخمسينات (جماعة الأرض) وحتى منتصف عقد الستينات (حركة
الأرض)»؛ تزامن مع تباشير قيام آمل وحدة عربية في العصر الحديث بين مصر ووسورياء ومع نهوضش
ممائل في التيار القومي عموماً!*"). كما أن الشعارات التي رفعتها الحقبة الناصرية القومية, وغيرها
من الحركات القومية؛ وهي الوحدة والحرية والاشتراكية, بغض النظر عن الترتيب بينهاء هي ذاتها
الشعارات التى عبرت عنها الاهتمامات السياسية للفعاليات العربية في اسرائيل(5'). وقد جاء تأييد
هذه الفعاليات للحزب الشيوعيء الذي وصل ذروته في منتصف عقد الخمسينات, على خلفية تأييد
الحزب للشعارات القومية العربية» بما في ذلك حق تقرير المصير للعرب في اسرائيل!” "). وحينما حدث
الافتراق بين الحركة القومية والشيوعيين في الخارجء تغيّرت ميول العرب في اسرائيل: ولم يعد للحزب
الشيوعي مكانته السابقة بينهم(١).
وبالرغم من ان الهزيمة العربية في العام ١971 أحدثت فجوة كبيرة في وجدان العرب في اسرائيل,
نتيجة اكتشاق الفرق بين ما كان سائداً على الصعيد الاعلامى وبين القوة الحقيقية للحركة
القومية!"")؛ فان سيادة الشعور القوميء وبخاصة تجاه دور الوحدة العربية في حسم الصراع لصالح
العرب: استمرت حتى غياب عبد الناصر بوفاته في العام .)"971917٠١ على ان نتائج حرب حزيران (يونيو)
47, في مجملهاء كانت بالغة التأثير على مسار الفكر السياسي للعرب في اسرائيل. فقبيل الحرب»
كانت الظروف السائدة تسمح بوجود توازن دقيق؛ الى حد كبير, بين صلتهم الوجدانية والفكرية
بالقومية العربية والوطنية الفلسطينية؛ وبين مواطنيتهم الاسرائيلية القائمة بحكم الامر الواقع؛
فالانقطاع المادي مع المحيط العربي الفلسطيني» ووطأة الحكم العسكريء وكثرة الابواب المغلقة أمام
هؤلاء. شجعت قطاماً منهم على توفيق أوضاعهم مع هذه الظروف, آملين أن يحدث التغيير من
الخارج. لكن نتائج الحرب قلبت الموازين في أكثر من ناحية؛ لعل أهمها تعاظم الشعور بالانتماء للعالم
العربي والتعاطف الكامل مع الاخوة في الضفة والقطاع!4"). ومن الامثلة المعبرة» التي تضيء بشأن
صحة هذا التحليل: ما ذكره أحد المثقفين العرب في اسرائيل قائلاً: «كانت تعقد اجتماعات بين بعض
الكتاب والشعراء العرب وبعض نظرائهم من اليهوب... غير أن هذه النشاطات ت توقفت, تماماً غداة
حرب العام ١511 مباشرة. فقد جرفت نشوة النصر كثيراً من اليهود. واستنتج المترددون على هذه
الاجتماعات [من العرب] ان الاساس هو ان مشكلة سوء العلاقة بين اليهود والعرب لا يمكن فهمها
أو ازالتها من طريق الحديث الودي بين الطرفين»!*"). كما ان تعرض مئات من النخبة الفكرية المثقفة
من العرب؛ لاجراءات احترازية شديدة العنف في أثناء أيام الحرب نفسهاء ووقوع معظم هؤّلاء تحت
التعذيب البدني والنفمي» وتواكب ذلك, مع اندلاع عنف على المستوى الشعبي ضد العرب عمو
لا بد وانه وجد صداه بين العرب وأقنعهم بصعوبة التعايشء وقاد الى تحجيم العناصر التي اعتقد
في امكانية الحياد في الصراع الدائر في المنطقة بين دولتهم (الدولة اليهودية) وشعبهم العربي
الفلسطيني( ('"). بعبارة أخرىء لقد ظهر أن محاولة التوفيق بين انتماء العرب في اسرائيل الى الامة
العربية ويين المواطنة الاسرائيلية هي محاولة طوباوية محكوم عليها بالفشل. ومن ثم بدأ هؤلاء
يبحثون عن هوية أكثر ثباتا” 1"). ومن جانبهاء افترضت السلطات الاسرائيلية ان العرب سوف يكونون
دليلاً لعرب 1577., من حيث أنهم أكثر معرفة باليهود وباسرائيل. الا أن هذا الافتراض إنقلب
غ١1 شين فلسطينية العدد 55١ - 54٠ آذاى ( مارس ) نيسان ( ابريل ) 15951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2112 (11 views)