شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 109)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 109)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري 0
الدولة الديمقراطية في فلسطين هي هدف بعيد المنال: وبالتاليء فان وضع العرب في اسرائيل سوف
يستمر لوقت معين؛ مما يقتضي وضع هذه الحقيقة القاسية في الحسبان»(7*). وفي موقف غير بعيد من
هذا التحليل» انتقد البعض موقف المنظمة من انتفاضة يوم الارض الاولى (آذار / مارس ,)١9175
وتحميلها أكثر من اللازم؛ باعتبار ان «أجهزة الاعلام القلسطينيء على اختلاف اتجاهاتهاء برعت في
مواكبة تلك الانتفاضة:؛ دون أن يواكبهاء في الحقيقة, عمليات عسكرية جريئة من جانب المقاومة
الفلسطينية» وباعتبار أنه لم يكن هناك تنسيق بين انتفاضة الجليل وعمليات عسكرية في مناطق
أخرىء: وأن الانتفاضة أبرزت عدم وجود جهاز مهجري قادر على متابعة جماهير العرب في
اسرائيل»(؟*),
وما يستلفت الانتباه ويدعو للدهشة: ان تطور الفكر السياسي الفلسطيني العامء ويخاصة تجاه
التسوية وأساليب النضالء وتطوّر نضال العرب في اسرائيل وأطرهم السياسية والتقائهم في كثير من
النقاط مع أهداف حركة المقاومة الفلسطينية» وهو ما برز في يرامجهم السياسية ومواقفهم وسلوكهم
الفعنيء لا سيما منذ بداية الانتفاضة الكبرى» وقطعهم لمسافة كبيرة على طريق «الفلسطنة»(65,
واعلاتنهم عن القبول بما تقيل به المنظمة: بالرغم من أن ما تقيل به المنظمة لايتمائل , تماماء ومطاليهم
الذاتية00, كل ذلكء لم يواكبه وضوح في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة
المقاومة عموماً تجاه العرب في اسرائيل . وبالرغم من ان منظمة التحرير الفلسطينية, » خرجت: أحياتاًء
عن حذرها التقليدي ي تجاههمء واتخذت مواقف محدّدة من نضالهم البرلماني (مثلاً في العامين 1544
و1951 فما فما زال» في مطلع العقد الحاليء من يردد انتقادات أواخر عقد السبعينات: وان اختلفت
الصيغ؛ ومن هؤلاء مَنْ يعتبر ان إحدى اشكاليات التطوّر السياسي للعرب في اسرائيل» هي في افتقاد
البرنامج الفلسطيني العام لتوجه محدّد تجاههم, فهذا الفراغ «يساهم في بلبلة مسارهم السياسيء
ويساهم في تكريس حالة العزلة والانقصام لديهم عن الحركة الوطنية الفلسطينية»(4*). ولذلك: فان
المطلوب من الحركة الوطذية الفلسطينية الأم هو «فتح حوار موسّع مع العرب في اسرائيل: للتوصل
الى أقضل السبل الممكنة لتفعيل نضالهم ويلورة دورهم داخل حركة النضال الفلسطيني» الحوة
وعموماً قان حواراً معمّقاً بين الفعاليات العربية في اسرائيل والحركة الوطنية الفلسطينية, سوف يؤدي
الى جسر الفجوة الفكرية والحركية بين الجانبين: مما يقوب بالتداعيء الى وضع أسرائيل أمام خيارات
احد نك ة.
لا يخفى أن هذا النقدء ينطويء ضمناًء على الاعتراف بحقيقة المسافة الفاصلة بين رؤى الفكر
السياسي لعرب اسرائيل ورؤى الحركة الوطنية الفلسطينية؛ وهي مسافة لا تخدم قضايا النضال لدى
الطرفين. وقد سبقت الاشارة؛ في اكثر من موضع, الى ان الفكر السياسي للعرب في اسرائيل؛ كانت له
تشوفاته الابداعيةء التى يمكن الافادة منهاء فقد تحدّث عن مستقيل «الشرق الاوسط» وعلاقة المنطقة
العربية باسرائيل: بعد اقرار حالة سلامء تعترف فيها الاخيرة» بالحقوق العربية والفلسطينية, وذلك
في وقت (أو مرحلة) كان فيه مثل هذا الحديث, الذي أصبح معتاداً الآن» في حكم المحرمات, تقريباًء
عربياً وفلسطينياً. كما ان القدرات التنظيمية المبتكرة للعرب في اسرائيل» وتوجههم الى تفعيل قوى
المجتمع المدني في اتجاه العمل السياسيء في ظل الآلة القانونية والسياسية الجهنمية لاسرائيل وفي
مواجهتهاء هى أمور لا تخلومن دلالات وعبّر. الى ذلك؛ فان من الخصائص التى يمكن استخلاصها
من مسار الفكر السياسي للعرب في اسرائيل؛ ومن تجلياته على مستوى الحركة السياسية؛ القدرة على
تطوير أساليب النضال من خلال التجربة والخطأ ومراجعة الذاتء وملكة القراءة الصحيحة, الى
1551 ) تيسان ( أبريل ) 5؟: آذان ( مارس ١-54٠ لمُؤون فلسطزية العدد 1١١4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 1781 (12 views)