شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 115)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 115)
المحتوى
سمير جريس دح
الآن» في ذروة مسار محموم لامتلاك ما يسمونه قدرة استراتيجية حاسمة. ولذلك يبذلون جهداً لتعزيز جيشهم
التقليدي, وهم يشترون كل شيء من كل مَنُ يوافق على ان يبيع لهم حيث من الممكن ان يشتروا من الكتلة
الشرقية دبايات ومدافع بأسعار رخيصة». ولاحظ, إن ايران أعلنت «عن رغبتها في امتلاك أسلحة نووية» وهي لا
تزال تعمل على امتلاك مفاعلات نووية؛ سواء لأغراض البحث أو لأغراض عسكرية. ومن دواعي أسفنا انه لا
يزال يوجد في العالم مَنْ يزودهم بتكنولوجيا نووية... من اوروبا الشرقية والغربية ... وكوريا الشمالية... والصين.
واعتقد انه من المحتمل ان يصل الايرانيونء في نهاية هذا العقد»ء الى امتلاك قدرة نووية عسكرية . وفضلاً عن
ذلكء يشترون من الصين وكوريا الشمالية تكنولوجيات تتيح لهم انتاج الصواريخ: بما في ذلك تطوير الصواريخ
أرض - أرض بعيدة المدى». ومضى الى القول ان «ايران متورطة» أيضاء بالارهاب الدولي وتدعم قائمة طويلة من
‎٠‏ المنظمات النشطة في هذ! المجال. لكنها تقصر نشاطهاء حالياً. على مناطق معيّنة انها تحاول استكناف علاقاتها
السياسية والاقتصادية مع بعض الدول الغربية...» (يديعوت احرونوت. /191917/5/10).
وعبّر عن هذا الخطرء بشكل واضح. المعاّق العسكري والمستشار الصحفي السابق لوزير الدفاع, يعقوب
ايرز بقوله ان «الخطر الذي يتهدّد وجود اسرائيل لم يعد مرتبطاً بالتعاظم العسكري السوريء أو القدرات النووية
العراقية: أى العمليات الارهابية من جائب ' حماس ‎ '‏ وى' حزب الله ' » ى' نمور فتح' . ان الخطر الذي يتهدّد
وجودنا يأتي من ايران. ومع نهاية العقد الحالي من المحتمل ان يتحقق هذا الخطر في أية لحظة» (معاريفء
447 واستطرد في القول: «هناك أوساط سياسية وأمنية في اسرائيل تعتبر الخطر الايراني أكبر مما
ارقتسم لدى البعض ازاء العراق قبل اطلاقه صواريخ سكاد على اسرائيل. ففي هذه الحالة [ايران] لا توجد: هناء
خلافات في الرأي. ولا استخفاف في حجم ومغزى الحقائق. كما ان الزمن ليس عتصراً مطمئناً. لأن المرحلة الآنية
للسياسة الايرانية تتمثل بتوسيع النشاطات الارهابية في العالم؛ ودعم الاتجاهات الاسلامية في دول الماطقة؛ وفي
الارض [المحتلة] وداخل اسرائيل. وفي مصر وتركيا بات ملموساًء الى حدّ كبير. هذا النشاط التآأمري» (المصدر
نفسه) .
ورأى شيف ان الامور أصبحت أكثر تعقيداًء وذات بعد اضافي يتمثل بسباق جديد للتسلح في الشرق
الاوسط؛ يتخلله السلاح النووي هذه المرةء «فايران تقوم: الآن. بتطوير أسلحة نووية» وذلك ليس لاعتقادها بأن
اسرائيل تمتلك هذه الاسلحة. فهذ! الاعتقاد موجود منذ عهد الشاه؛ وحتى بعد ان تولى [آية الله] الخميني
مقاليد الحكم. ومع ذلك؛ لم تتجه ايران الى المسار النووي. ان التحوّل في سياسة ايران حدث: ليس بسبب تفوق
اسرائيل, وانما عقب ما تكشف في العراق. وإذا نجحت يران في مساعيها للتسلح بأسلحة نووية؛ فمن المشكوك
فيه ان تيقى سائر الدول العربية غير مبالية, أو عديمة الاكتراث . فالبعض منها سيلجاً الى الخيار الذنووي حتى
وإِنْ كان تنازل عن ذلك في الماضي. . وبمعنى آض فإن أضقاء الطابع النووي على المنطقة قد يكون متعدّد القطب,
ومن ثم يكون أشد تعقيدا وخطراً على المنطقة كتهاء بصفة عامة؛ وعلى اسرائيل؛ بصفة خاصة» (يبوليتيكا. مصدر
سيق ذكره) .
وحلّل المعلّق العسكري رون بن يشاي ابعاد ذلك بقوله: «عندما يتحدث زعماء الدول العربية
الراديكالية عن محو اسرائيل من على الخارطة فإنهم يعتمدون في ذلك على انعدام التناسب: ففي حالة وجود
سلاح نووي بأيدي [اعدائها]... تبقى اسرائيل في وضع من الدونية, لأن قدرتها على الامتصاص واليقاء أقل
بكثير من قدرة الذين يهددونها... فمساحتها محدودة بالمطلق» ناهيك عن محدوديتها بالنسبة لمساحة الدمار
الفعلية لقنبلة نووية بقوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما أو ناغازاكي؛ وغالبية سكان الدولة اليهودية
وصناعاتها مكدّسة على شكل كتل متراصة ومكتظة على طول الساحل». وعليه؛ فمن ناحيتهم «يستطيع زعماء
ايران والعراق وليبيا وسوريا الافتراض انه إذا كانت أسرائيل قادرة على توجيه ضرية ثانية بأسلحة نووية أو
بأسلحة أخرى -حتى وإِنْ أدت هذه الضرية الى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى: وإلى تدمير البنية
الاقتصادية ‏ فلا يزال هناك ما يستحق المحاولة. فالأمر يتعلقء في المقام الاول: بأشخاص مستبدين يحتكرون
عملية صنع القرار, ولا تقيّدهم قوانين أو رقابة برلمانية, مثلما في الانظمة الديمقراطية» وغير ملزمين بتقديم
19515 ) ‏آذار ( مارس ) -نيسان ( ابريل‎ 55١-52١ ‏شْيْون فلسطيية العدد‎ ١
تاريخ
مارس ١٩٩٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 2885 (6 views)