شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 126)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241 (ص 126)
- المحتوى
-
والامر الذي يفضح أويرايان: بصورة مباشرة, انه يعتبر ان من الكافي عندما يريد التحدث عن
السياسة الاسرائيلية ان يجريء ببساطة؛ مقابلة مع مسؤول أسرائيلي ويفترض انه سيحصل منه على تأكيد
كامل لمعلوماته صادر عن جهة مخولة. ومن وجهة نظرهء فليس هنالك داع للاكثار من «القيل والقال»
ليفحصء بعين ناقدة, التطبيق الفعلي للسياسة الاسرائيلية الرسمية. والأسواً من كل ذلكء ان اويرايان
تجاهل؛ تماماًء مكات التصريحات التي تم الادلاء بها عبر السنين أكد بها مسؤولون اسرائيليون وكشفواء
بوضوح أكثر, ممًا حاول هو ان يقعلء أن اسرائيل كثيراً ما استهدفت بغاراتها السكان المدنيين؛ وانتهجت
سياسة «الارض المحروقة» في جنوب لبنان.
ان قضية جنوب لبنان تقدم العديد من الامثلة على التحريفات التي أوردها المؤلف في كتابه. فقد أشار,
بصورة متكررة؛ الى احداث قصفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية المستوطنات الاسرائيلية اى «الحزام
الامنى» الذي أقامته اسرائيل على حدود لبنان الجنويية» وإكنه تجاهل الهجمات الاسرائيلية المكتّفة الواسعة
التي تسبق؛ في العادة, الغارات التي تشنها منظمة التحرير الفلسطينية على سبيل الانتقام.
وممًا يؤكد هذا الاسلوب في المعالجة للقضية محاولة ساخرة, بصورة خاصة: قام يها المؤلف لتغيير
فكرة «التناسب» وهي أساسية. للغاية؛ بالنسبة لمبدأ القانون الدولي الخاص بالحرب. وفي الحقيقة, قان
اوبرايان حاول: بطريقة مدروسة:؛ تجِدْب الاشارة الى هذا المبدأ المركزي, على الاطلاق, في الجزء الاكبر من
كتابه. وعندما لم يستطع؛ في النهاية, تجاهله أكثر مما فعلء قانه قدّم له تفسيراً جديداً وماكراً. انه يجادل»
اولاء بأن التناسبية لا يمكن ان تعتمد على عدد الضحايا من البشر وحسبء ولكن يجب ان تشملء كذلك,
الاثر النفسي الشامل. وبهذه الطريقة؛ فانه يرفضء أيضاًء المبد! الذي يقول ان شكل: وحجمء العمل
العسكري يجب ان يكونا متناسبين مع الضرر الاصلي.
وما يعنيه هذاء بالنسبة للمؤلف, هو ان اسرائيل كانت محقة في قتل الآلاف من العرب المدنيين في
لبنان: لأن آلاف الاسرائيليين عانوا من الخوف على طول حدود اسرائيل الشمالية. ويالاضافة الى ذلك؛ ولآن
اسرائيل كانت محقة على المستوى الاستراتيجي للانتقام للقلق الذي عانى منه مواطنوها بشن غزى شامل
للبنان: فان الافراط في استخدام القوة في بعض المواقع التكتيكية كان له, أيضاًء ما يبرره.
ان القارىء البريء سيتعجب ويتساءل: لماذا لم يتوصل الكاتب الى النتيجة العكسية وهي انه اذا
كان تطبيق سياسة ما يعني» بالضرورةء وحشية تكتيكية شديدة وتجاوزات» فان الاستراتيجية؛ برمتهاء
كانت خاطئة. هل سيحاول هذا الكاتبء أيضأًء تبرير قصف على نطاق واسع لتل - أبيب أى أي مدن
اسرائيلية أخرى على أساس ان وزارة الدفاع ورئاسة الجيش موجودة فيها؟ أى هل سيقبل ان يكون من
حق الفلسطينيين؛ نتيجة للجور الذي عاشوه منذ العام 1544. ان يمارسوا الحاق ألم يتناسب مع كريهم
على الاسرائيليين؟
هنا تزحف نزعة طلواقعية» في الكتاب. فبعد ان زعم المؤلف انه يتحدث بمصطلحات الشرعية الدولية,
فانه سرعان ما قدّم تفسيراً جديداً لقاعدة أخرى من قواعدها الاساسية وهي «القانون العرفي». ويشير بذلك
الى قواعد السلوك التي تقول بأن الدولء في الحقيقة, تتمسّك بها بشكل متميّز عن المثل العليا التي تتظاهر
بمساندتها. ولكن المؤلف عكس هذا المبداء تماماً. وهى أمر لا يثير الدهشة: هى يزعم انه ويما ان الدول
الكبرى في العالم والوكالات الدولية لم تستخدم القوة لاجبار اسرائيل لانهاء غزوها للبنان» فان اعلاتاتها
الرسمية لم تكن ذات معنى. ولذلك» فان مسلك اسرائيل كان له ما يبرره من حيث قواعد القانون العرثي.
وبهذه الطريقة» فان اويرايان يشير الى التعذيب الذي لقيه اليهود على أيدي الدول الغربية في الماضي
ليبرر استخدام اسرائيل التعذيب» وليجد كل الاعذار لأي جائبء تقريبًء من جوانب السلوك الاسرائيلي في
الاجراءات الامنية والعسكرية. ان ضرب السجناء في العام ؟154١. أى مذابح اللاجئين بفعل الغارات
' العدد -54 256١ آذأن ( مارس ) ئيسان ( ابريل ) 11517 لشُوُون فلمطينية 1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 240-241
- تاريخ
- مارس ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)