شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243 (ص 35)
- المحتوى
-
د. بيان نويهض الحوت
الوقت الذي ينفرد فيه لبنان وحده بغموض في طرحٍ العلاقة المطلوبة: ولعلّ المثل التالي يوضح ذلك:
عندما انتشرت المخيمات في أنحاء لبنان انتشاراً فرضته الظروف والاوضاع في حينهاء كان من
الطبيعي ان تكون لكل مخيم حدود معلومة. ولن نسترسل في وصف المساحة الضيّقة للعائلة الواحدة,
أى الوسائل الصحية المعدومة» أى حرمان اللاجىء؛ حتى بعد عشرات السنوات» من بناء سقف يقيه
الأمطارء فتلك كانت, منذ البداية وما زالت: من مسؤوليات (اونروا)» لكننا نتوقف ازاء القرار
اللامنظور بمنع انتشار المخيم متراً مريعاً واحدأ طوال أكثر من أربعين عاماً. ف (اوتروا)؛ بناء على
التعليمات المعطاة لهاء لا تعترفء. اطلاقاً. بالحقوق الكاملة على صعيد المساعدات والخدمات لأي
لاجىء تضطره ظروف الحياة الى السكن خارج المخيم. فاللاجىء الفتى الذي كبر وأراد الزواجء ولم
يجد غرفة واحدة في مسكن أهله داخل المخيم تؤويه وزوجته, اضطر الى السكن على أطراف المخيم:»
فهذا الفتى بالامس - رب الأسرة الجديدة ما عاد من حقه وحقوق زوجته وآبنائه التمتع بحقوق
والديه أى أهله الساكنين ضمن «غيتى المخيم. ان هذا التمييز الظالم؛ لهو على رأس الاوضاع القاهرة
التي يشكو منها الفلسطينيون اليوم؛ وهذا فضلاٌ عن سر المأساة الكبرى بأن يبقى ما يعرف
ب «الامتيازات»؛ وقفاً على أبناء المخيم الفيتو وحدهم.
© بناء على هذا التمييز بين اللاجتين داخل المخيمات وخارجهاء يتضح ان نصف اللاجئين بات
لا يحق لهم الاستفادة من مساعدات (اوثروا) وخدماتها كاملة ؛ فوفقاً لآخر اخصاء أصدرته (اونروا):
مؤخراًء في .1597/4/٠١ بلغ عدد اللاجئين لديها ١7١519 لاجكاً0). ولا يسكن أكثر من 0 بالمئة
من هؤلاء في المخيمات الشرعية والمعترف بها رسمياً(), والتي يبلغ عددها اثني عشر مخيماً» واما
المخيمات اللاشرعية التي اضطر اللاجئون الى اقامتها بالقرب من المخيمات الشرعية الاولى؛ فعددها
أصبع مضاعقاً( 0.
© في المرحلة التي كان فيها للتورة وللمنظمات الفلسطينية اليد العليا في شؤون المخيمات؛ أي
قبل الاجتياح الاسرائيليء قامت الثورة بالكثير من الخدمات العامة للفلسطينيين» شملت تحسين
الطرقات الضيّقة والمجارير ويناء المستشفيات والمستوصفات, وما شابه ذلك. وكانت هذه الخدمات
تشمل المواطن اللبناني في المنطقة المحيطة بالمخيمات» كما تشمل الفلسطيني؛ واما على صعيد الامن
الداخليء فقد تم تسليح المخيمات؛ وخصوصاً اثر حادثة فردان في العام 19377. فاختلط الشأنان
الامني بالمعيشي. وبغض النظر عن مختلف الدوافع والاسباب وراء ذلكء ومختلف التجاوزات بعد
ذلكء فالواقع ان هذه المرحلة هي خلفية الشعار اللبناني الذي ارتفع في عقد الثمانينات: «لا عودة الى
ما قبل العام 1545»؛ واما الشعار الفلسطيني المقابل فكان: هلا عودة الى ما قبل العام .4١1575 واما
الواقع في يومنا هذاء ويعيداً عن الشعارات: فهو كالآتي:
اول - المخيمات التي أزيلت كلياً أو جزئياً؛ بدءاً من نتصف عقد السبعينات, بفعل القصة
الاسرائيلي هي التالية: : مخيم النبطية دمر تدميراً تاماً . مخيمات صور وصيد | دمرت تدميراً جزئياً مرات
عدّة؛ كما دمرت؛ جزئياًء مختلف المخيمات في العام 1145 نتيجة الاجتياح الذي كان بحجة «أمن
الجليل». واما نتيجة الحروب الاهلية المتعدّدة, فكانت النتائج التالية: تدمير مخيمي تل الزعتر وجسر
الباشا تدميراً كلياً. وتدمير مخيم ضبية تدميراً جزئياً. وكذلك مخيمات الشمال ويرج البراجنة وشاتيلا
ومخيمات صورء فكلها دمرت بشكل جزئي؛ وهذا بغض النظر عن الفريق المسبب بالدمار في الحروب
الاهلية هذهء أهي القوات اللبنانية؟ أم حركة «أمل»؟ أم حتى فريق فلسطيني ضد فريق فلسطيني
آخر؟ فالنتيجة ان أبناء المخيمات هم, دوماً. يدفعون التمن, وهم دائماًء يفقدون الامن والأمان.
ع5 شين فلسطزية العدد *55 -557, أيار ( مايى ) حزيران ( يوني ) 1951 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 242-243
- تاريخ
- مايو ١٩٩٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)